" سيد جايمس مورغن ".
سمع جيرمي تلك الكلمات مجدداً , فتفتحت عيناه بشدة و في رهبة , كان مازال في حالة صدمة , حتى بدأ يدرك ما حوله , أستوعب بعدها أنه في سريره , و العرق يتصبب من وجهه , كان يشعر بالحر الشديد , أحس بلسعة مؤلمة على رأسه , ليمسك به ليرى أن تم وضع ضمادة حول رأسه , و على ما يبدو أن النزيف قد توقف , لأن الضمادة كانت ملطخة قليلاً فقط من الدماء , حاول أن يجلس في مكانه لكي يحاول أن يرى ما حوله جيداً , كل شيء كان على طبيعته ..
عادت له الذاكرة إلى الأمس , منذ بدايته .. , عندما شعر أنها مجرد قضية عادية , لم يتوقع قط أن ينتهي به لكشف الستار عن أسرار سوداء , أنتهى به المطاف لكشف أشد أسرار لندن تدميراً في الحياة , و لكن عليه أن يصمت الآن .. , و أن يكبح هذا السر الأسود معه , لكن لما عليه أن يصمت ؟ , و يترك لندن تحترق مجدداً ؟ , أن يترك هذا الوحش لكي يسلب أرواح الناس كما يشاء , جايمس مورغن لم يعد من الموت من أجل لا شيء , لقد عاد خصيصاً للإنتقام , لقد عاد ليأخذ بثأره , مهما كان السبب .. فـ نتيجته جهنمية .
لمحت من عينا جيرمي تلك الحالة العميقة و الرهيبة به , قطب حاجبيه بقوة و حزم : " كلا .. لن أقف مكتوف اليدين .. أن لم ينهي جدي الأمر .. فأنا سأفعل ".
في تلك اللحظة سمع صوت صرير الباب وهو يُفتح , ليرى جاين داخله ومعها ضمادات جديدة و بعض الأدوية الأخرى , و عندما رأت أنه مستيقظ أجابت : " هل رأسك يؤلمك ؟ ".
أجابها بسخرية : " ولا حتى صباح الخير ؟ ".
" أيها الأحمق , إنها الواحدة ظهراً , لقد نمت اثني عشرة ساعة ".
هنا أدرك جيرمي أن المنوم قد قام بمفعوله .
أكملت جاين بصوتها الهادئ و البارد : " في الحقيقة الأحمق الذي يقلق بشأنك , هل لهذه الجراح علاقة بما حدث بالأمس ؟ ".
قالتها وهي متجهة نحوه عند الفراش , و جلست على كرسي بجانبه و تجهز الضمادات , أجابها جيرمي بصوت حاد و غامض بعدما اختفت روحه المرحة مجدداً : "أجل .. كانت لقضية البنك صلة بجايمس مورغن , كان هو الذي طلب بأمر الإغتيال ".
" أتعلم ما قد يكون السبب ؟ ".
" لا علم لي بذلك , لا أعلم ما هو هدف جايمس مورغن , أو ما هو نمطه في التخلص من الناس , لكن لو افترضنا بما أن الميت كان شخصاً مروموقاً وله مكانة إجتماعية , فأرى أنه يستهدف الناس ذوي المناصب أو لهم تأثير على الناس , لكن هذا احتمال فقط , أو ربما الميت كان له علاقة بجايمس مورغن أو كان من أتباعه , و خانه بطريقة ما و قرر التخلص منه ".
" صحيح , أحتمالاتك واردة , و لكن لدي سؤال ..".
أكملت بنبرة هادئة أكثر : " أنت لم تستسلم أبداً .. أليس كذلك يا جيرمي ؟ , هل ستتحقق بأمر جايمس مورغن ؟ ".
YOU ARE READING
سلـــسلة لنـــــدن القرمــــــزية
Mystery / Thrillerجَلَسَ مٌنتَصِباً دونَ تَردد , كانَت عيّناه حادتان .. و رأسُهُ مُرتفعاً عالياً بِكُلِ تكَبُر , ولا كأنَ هُناكَ عَشراتِ الأعيُن التي تَعمل للعَدالة تترقَب أن تَضَع أصفادَها على يدِه تَجلُس حولهُ في هذهِ اللحظة , اللحظّة التي انتَظَرها الجَميع .. , أن...