الله

52 6 1
                                    

الله وهوَ الاسمُ الأعظمُ الذي تفردُ بهِ الحقُ سبحانهُ وخصَ بهِ نفسهُ وجعلهُ أولَ أسمائهِ، وأضافها كلها إليهِ فهوَ علمٌ على ذاتهِ سبحانهُ. اسمٌ مختصٌ بالذاتِ العليا الواجبةِ الوجودَ، وهيَ كلمةُ جامعةٍ لكلِ الصفاتِ الألوهيةِ -لفظَ يجمعُ كلُ صفاتِ الكمالِ الإلهيةِ-، لهذا السببِ لا يجوزُ أنْ يتسمى بها أيُ أحدٍ منْ البشرِ أوْ حتى الملائكةِ، ولفظَ الجلالةَ اللهَ، هوَ أولُ أسمائهِ -سبحانهُ وتعالى- وأعظمها وأجلها.

والدليلُ: السورةُ التي يطلقُ عليها اسمُ سورةِ التوحيدِ في القرآنِ الكريمِ هيَ سورةُ الإخلاصِ، وأما سببُ إطلاقِ هذا المسمى عليها فذلكَ يعودُ إلى تضمنَ هذهِ السورةِ الكريمةِ لمفهومِ توحيدِ اللهِ -عزَ وجلَ- ونفيَ الشريكِ لهُ. وقدْ شملتْ هذهِ السورةِ الفضيلةِ على أنواعِ التوحيدِ الثلاثِ مجتمعةٍ: توحيدَ الربوبيةِ، وتوحيدَ الألوهيةِ، وتوحيدَ الأسماءِ والصفاتِ؛ الأمرُ الذي أدى إلى إطلاقِ اسمِ سورةِ التوحيدِ عليها.

وجاءَ في سببِ نزولِ سورةِ الإخلاصِ أنَ المشركينَ طلبوا منْ الرسولِ ﷺ، أنْ يحدثهمْ عنْ اللهِ -تباركَ وتعالى- بأنْ يصفَ لهمْ نسبهِ وصفاتهِ، فجاءتْ هذهِ السورةِ الكريمةِ ردًا عليهمْ، ونفتْ أنْ يكونَ للهِ -سبحانهُ وتعالى- نسبًا منْ خلالِ نفى وجودُ الولدِ أوْ الوالدِ، كما نزهتهَ -سبحانهُ وتعالى- عنْ كلِ صفاتِ النقصِ.

وكانَ نصُ السورةِ، حيثُ قالَ تعالى: ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١۝ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢۝ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣۝ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤۝﴾.

نحنُ في عصرٍ قلَ فيهِ ذكرُ اللهِ والتمعنِ بآياتهِ التي تعتبرُ منْ أعظمِ النعمِ التي أنزلها اللهُ علينا، وبها ظهرَ الحقُ وزهقٌ الباطلِ، وبها علمنا ما لا نعلمُ، وعرفنا منشأنا ومنشأِ ما حولنا، علمنا أنَ لنا كتبًا تسجلُ فيها أعمالنا منْ خلالِ ملائكةٍ، علمنا أنَ الحياةَ الدنيا ما هيَ إلا لهوَ -اختبارٌ- وما بعدها الآخرِ وهيَ دارُ القرارِ، وعلمنا أنَ كلَ ما عليها فانٍ ويبقى وجهُ ربكَ ذي الجلالِ والإكرامِ.

كلُ شيءٍ كتبهُ اللهُ لك أوْ لغيرك لأجل سببِ وسبحانهُ الخالق لمْ يجعلْ لك سببًا واحدًا بلْ عدةً أسباب تبدأُ منْ أمر واحد، على سبيلِ المثالِ: لوْ وددنا زرعُ شجرةِ أوْ نباتِ منْ أينَ نبدأُ؟..

ستقولُ: التربةُ، الماءُ، البذورُ، والطقسُ، كلُ ذلكَ يتمُ وضعهُ تحتَ مسمى ظروفٍ بيئيةٍ، ولوْ وددتُ أنْ يكونَ ما زرعتْ طيبًا، فستلجأُ لتطبيقِ جميعِ تلك الظروفِ والعنايةِ بها وإنْ كبرتْ وأثمرتْ؛ هذا حالنا نحنُ خلقُ اللهِ.

نعلمُ أنَ اللهَ يهدي منْ يشاءُ، ولكنْ ليسَ أنْ تتغافلَ عما يساقُ لك منْ أنواعِ الهدايةِ المختلفةِ، أنت إنسانٌ.. أتعلمُ ما معنى أنْ تكونَ إنسانا؟، حيثُ تملكُ العقلَ الذي تفتحُ بهِ آفاقَ الأفكارِ والتفكرِ، وتملك القلبَ الذي منْ خلالهِ تستجيبُ وتبصرُ، ومنْ الذي رفعك عنْ غيرك منْ المخلوقاتِ؟، قلَ هوَ اللهُ.

أسماءُ اللهِ الحسنى Onde histórias criam vida. Descubra agora