اَلْمَلِكُ

33 4 0
                                    

يطلقُ اسمَ الملكِ في لغةِ العربِ على كلٍ منْ بيدهِ مطلقَ التصرفِ بالأمرِ والنهيِ والقوةِ والسلطانِ والجبروت سواءٌ في نفسهِ أوْ في غيرهِ أوْ في مملكتهِ -المعنى اللغويُ-. فهوَ الموصوفُ، بصفاتِ الملكِ، وهيَ صفاتُ العظمةِ والكبرياءِ، والقهرُ والتدبيرُ، الذي لهُ التصرفُ المطلقُ، في الخلقِ، والأمرُ، والجزاءُ.

في سورةٍ المؤمنونْ قالَ اللهُ تعالى: ﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾، -سورة المؤمنون، الآية: ١١٦-

م/ الفرق بينَ مُلكِ اللهِ ومُلكِ غيرهِ:

١/ خواصّ مُلكِ اللهِ: خواصّ ملكِ اللهِ لا يمكنُ أنْ تعدْ أوْ أنْ تحصى منْ عبدٍ ضعيفٍ مثليٍ أوْ أيِ خلقِ منْ مخلوقاتِ اللهِ ولكنْ نذكرُ منها القليلَ:

- ملكُ اللهِ حقيقيٍ.
- ملكُ اللهِ لا يمكنُ أنْ ينازعهُ فيهِ أحدٌ.
- ملكُ اللهِ عظيمٍ جدًا لا يمكنُ أنْ يعدهُ أوْ يحصيهُ أحدٌ.
- ملكُ اللهِ لا يمكنُ أنْ ينقصَ مهما أعطى أوْ يعتريهُ عيبٌ.
- ملكُ اللهِ لا يمكنُ أنْ يزولَ، فقالَ تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾، -سورة النحل، الآية: ٩٦-.

٢/ خواصّ ملكِ ملوكِ الدنيا: منْ خواصِ ملكِ ملوكِ الدنيا:

- ملكُ ملوكِ الدنيا يمكنُ أنْ ينازعهُ فيهِ أحدٌ.
- ملكُ ملوكِ الدنيا يزولُ وإنْ لمْ يزلْ صاحبهُ يمتُ.
- ملكُ ملوكِ الدنيا قليلٌ جدًا يمكنُ أنْ يعودَ ويمكنُ أنْ يحصيَ بسهولةٍ.
- ملكُ ملوكِ الدنيا ينقصُ بقدرِ ما يعطي وينفقُ كما أنهُ ليسَ بكاملِ فتجد فيهِ الطيبُ وتجدُ فيهِ السيئُ.
- ملكُ ملوكِ الدنيا صوري مؤقتٌ يعودُ للهِ في نهايةِ الأمرِ وفي يومِ البعثِ تجيدُ ملوكَ الدنيا حفاةً عراةً.

م/ الله الملكُ يأخذُ القرضُ منْ ملكةٍ ويضاعفهُ: يعبرَ اللهُ الملكُ الحقُ سبحانهُ عنْ الصدقةِ ويسميها قرضًا حسنًا ويعدُ -سبحانهُ وتعالى- بمضاعفتهِ أضعافًا كثيرةً، وإذا قالَ اللهُ ( كثيرةً ) يعني بأنك لا يمكنُ أنْ تتخيلها أوْ تعدها منْ كثرتها واللهِ إذا وعدَ أوفى وليسَ هناكَ أوفى بوعدهِ منْ اللهِ -سبحانهُ وتعالى- الملكُ الحقُ. قالَ اللهُ تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾، -سورة البقرة، الآية: ٢٤٥-.

وقال الله تعالى: ﴿الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا﴾، -سورة الفرقان، الآية: ٢٦-.

وإذا كانَ وحدهُ هوَ ربنا، وملكنا، وإلهنا فلا مفزع لنا في الشدائدِ سواهُ، ولا ملجأ لنا منهُ إلا إليهِ، ولا معبود لنا غيرهُ فلا ينبغي أنْ يدعى، ولا يخافُ، ولا يرجى، ولا يحبُ سواهُ، ولا يذلُ لغيرهِ، ولا يخضعُ لسواهُ، ولا يتوكلُ إلا عليهِ.

أسماءُ اللهِ الحسنى Donde viven las historias. Descúbrelo ahora