فتَاة الجَلِيد 🤍.

15:15

اذا امكنكِ يا جَمِيلة وضع انَاملك الذهبيه على النَجمه التِي بِالاسفل و انارتِهَا.
                  

٢٧/١/٢٠٢٤

جالسة شريده علي احدي كراسي المشفي اشياء تشغل عقلها ولكنها تفكر في لا شيء تنظر للفراغ امامها و تحبس انفاسها كل خمس دقائق حتي لا تفقد اعصابها و تنهار كالبقية حولها ، في تلك الاثناء كان اكثر الناس قوة في عينها ضعفاء امامها مما جعلها تشعر ان قلبها ينفطر اكثر من مره لرؤيتهم في تلك الحالة السيئة.

تنهض و تدور حول نفسها و تنظر الي ذلك الباب المغلق امامها تسمع اصوات الاجهزة من الخلف تفقد اعصابها مع كل ثانية تمر و كأنها صفعات متتاليه ، تعود للجلوس علي الكرسي مره اخري تشبك يديها سويا تنظر الي قدميها اللتين فقدت السيطرة عليهما و اصبحتا تهتزان بلا توقف و بلا ارادة.

يُفتح الباب و يُغلق و تهب قائمة مع كل مره يُفتح فيها تنظر الي الداخل تحاول ان تري من تنتظر لتراه ولكنها لا تستطيع ذلك مع كل مره استمر هذا طوال الوقت كل يوم تجلس من الصباح باكرا حتي غروب الشمس لتدخل مره واحده في اليوم او مرتين لبضعة دقائق لا اكثر ..

"مرحبا"

عذرا ايمكنني الدخول؟ اريد الدخول لأراها "
اردفت بها جيا للطبيب الواقف امامها.

"انتظري فقط بِضع دقائق اخري و سأسمح لكِ بالدخول"

"حسنا، اشكرك"

بعد بِضعة دقائق خرجت والدتي ثم جاء دوري كان يجب عليَّ ان اُهيأ نفسي لاراها لأري من احب الشخص الذي يجمعنا في الافراح و الاعياد الشخص الذي يُلقي عليَّ القصص منذ كنت صغيرة الشخص الذي انتظر كل اسبوع ان يمر لأراه و إن رأيته مرتين في الاسبوع لإنشغالي اصبح فوق السماء السابعة من السعادة..

"يا فتاة يمكنكِ الدخول الآن"

"شكرا "

اخذت تسير بخطوات هادئة حتي عبرت الباب الذي يحمل فوقه عنوان "عناية امراض المخ و الاعصاب" في العناية المركزة..

تقدمت للداخل ثم سارت علي جهتها اليُمني حتي وصلت لآخر الممر كانت الخطوة القادمة هي ان تلتفت علي يمينها ، لقد كانت خائفة و ترتجف لا تريد ان تري من تحب في هذه الحالة ولكن الحياة تعطي دروسا مؤلمه و ليست كل دروسها سعيدة.

التفت علي يمينها و نظرت علي الشخص المستلقي علي السرير امامها تحيط به العديد من الاجهزة تصدر اصواتا عالية ثم اردفت.

"مرحبا.. جدتي هذه انا جيا "

تحركت عينا جدتها تحاول الوصول لصوت الفتاة الواقفة امامها.