صُنْدٌوقٌ مُصْغيٌ أَبْكَمْ

21 6 10
                                    

مُبادَلَتُكَ الحديث عن نوعِكَ المفضلِ من الموسيقى
أم عن نوعِكَ المحببِ من الأفلام...
لَا أُحِبُّ
على لونِكَ المفضلِ أو طقسِكَ المريح؟
لَا فائدةَ منه
عن فترتِكَ الجميلةِ من النهارِ أم المكروهةِ من السنة
ما الذي استفدتَهُ؟
حول مطبوخاتِ أمكَ الرائعةِ
التي لن أرقى إليها صُنِعًا في نظرِكَ
فما النتيجة؟

بل أريدُ وبكلِ روحٍ انانيةٍ تعتبرها ٱنت
الانتقالَ إلى المرحلةِ المواليةِ
حيثَ بإمكانِ روحينا الخروجَ منا
والسفرِ جنبًا إلى جنب
حيثُ يخرجُ المكبوتُ لرفيقِ الروحِ
حيثما نرددُ أحلامَنا
وتطلعاتِنا أمامَ الملأِ الساكنِ
أينَ لا يوجدُ خلقٌ غيرُنا
أباغتُكَ حينها  بالسؤالِ عن أعظمِ مصيبةٍ تسببتَ بها
وما رحِبتَ بهِ في المقابلِ
أصرَ عليكَ وألح حتى تَفرَجَ لي عن ما قَسَمَ ظهرَكَ
وهدمَ سقفِ طُموحِكَ
لتفاجأني أنتَ بعدها بأسئلةٍ مريحةٍ
لَا أجدُ منها الإزعاجَ
فافتحَ لكَ صدري وأشجعُكَ على المثلِ
رُبَّما لأنني أتوقُ لإخراجِ المخزونِ
و رُبَّما هي أحلامٌ نسجتها أنا فقط
في لحظةِ تأملٍ لكَ
بادرتَ أنتَ فيها الحديثَ عن مطربتِكَ المفضلةِ
و آخرِ إصداراتِها
عن موسيقى لا أفقه سببَ تعلقِكَ بها
تضيعُ بذلك الدقائقَ البسيطةَ التي تجمعُنا معًا
تجعلُ من غريبةٍ تحتلُ طاولةَ مناقشتنا
وتدفعُ بمحرِكِ مستبقِلِنا معًا للحافةِ نحوَ الهاويةِ

لطالما أمنتُ أنها طبيعتُكَ
وأنكَ فقطَ عفويٌ في الحديث
لَا تسحب حسابًا لما تخرجُه
وكانَ السببَ في اعتقادي هذا
أنكَ رُبَّما وجدُتني مصدرَ الهامِكَ
و حفرةَ أسرارِكَ
ملجأكَ ومصدرَ استرخائِكَ

وقد أحببته... لقد أحببتُ ذلك المعتقدَ
فقد شعرتُ ولأولِ مرةٍ أنني مميزةٌ لأحدٍ على الأقل
و لم أستطع أبصارَ الحقيقةِ لغرقي في ذلك الوهم
لكن! مع توالي التجاهلاتِ واختصاراتِ الردودِ
مع إعدامي عن الكلامِ وتحويلي لسماعاتِ
مع ملاحظتي لعفويتِكَ مع كلِ قريبٍ وبعيدٍ
اصحبت في لحظة  مقرفتةً تماما
ولم أعد استصيغها كما قبل
أدركتُ أنكَ تشعرُ بالراحةِ في الوجودِ برفقتي
ليس لأنكَ تشعرُ بأهميتي وتفردي
بل أنا فقطَ مجرد صندوقٌ متنفسٌ صامتٌ أمامك
لا يقاطعُ ترهاتِكَ
ولا ينعتُها بالغباءِ والسطحيةِ
رغمَ أنها فاقتها بأشواطِ
بل يحتويها  يحللُها وبأعينِ تبرقِ
لم تمانع
بل من سيفعل؟؟
من سيقفُ ضدَ من يجعله يشعر أنه الشخصيةَ الرئيسيةِ في سيناريو حياةِ شخصٍ على قيدِ الحياةِ

من سيوقفُ قطارَ العلاجِ المتنقلِ
أنا الملامةُ الوحيدةُ هنا
فلا وجودَ لسخيفةِ غيري
انا من  فرشتُ البساطَ الأحمرَ أمامَكَ
فصرتَ تظنُّ أنكَ محورُ حياتي حقا
و أبدعتَ في تسيرِها كما شئت
و أنني لا أقدرُ بدونِكَ
كنتَ على حق
لكن في الماضي القريب
لأنني صحوتُ الآن
فقد جُعِّدتْ عيناي على الحقيقة
ولن تغلقَ مرةً أخرى
التجردُ من الردِ لم يبقَ لهُ محلٌ في قلبي
سأنتفضُ هذه المرة
و سأظهرُ ردةَ فعلي
والشعورَ المقرفَ الحقيقي
الذي لطالما أبيّْتُ إقرارَهُ
وأصريتُ على إنكارهِ
ولا أنتظرُ منكَ الالحاحَ بعدَ هذا
فحتى لو هبطتَ على ركبتيكَ
أمامَ قدمَيّ
ترجو بقائي
لن أرضحَ لجبروتِكَ مرةً أخرى
بل سأفعلُ فقط...
فقط لأخرِجَ ما كبِتَهُ في قلبي
لسنين غبرت

كلمات من عدم Where stories live. Discover now