Chain of memories

47 0 0
                                    

-عام 1861 (بتوقيت ميلاد المسيح )-

في سواحل انجلترا الشمالية ، شمال مدينة ليفربول .

توقفت هناك لكي آخذ قليلا من الراحة.

يوم غائم جزئيا ،فوق الجبل ، ولا شيء يريحني اكثر من نسيم البحر .

تذكرت هذا الجو عندما كنت ارتحل الى مكان ما ، ربما سواحل شمال الاتحاد السوفييتي .

جلست فوق صخرة أتأمل حلا لمشاكل مستعصية ، ربما هي ليست مستعصية ، فقط أنا لم أفكر جيدا ، او انني لم أرتح كفاية لكي أفكر ...سرحت بعقلي في الحلول ...وسرحت عينيا في المنظر لا تشكو أي هم ...

لم انتبه للوقت حتى رأيت الشمس تغرب...قدماي اخذتني للمكان الصحيح.

أثناء هذه اللحظات ، مر شخص بعيد قليلا بجانبي يمشي وكأنه مهموم... راسه منحني قليلا ...

احسست بالقليل من الفضول حوله...مساعدته هي مهمتي على كل حال .

اقتربت لأرى مابه...

كان فتى يبدو بعمر 21-24 سنة ، طويل القامة ، شعره بني مجعد، عيناه تكاد تنهار ، و وجه يحكي قصة يأس... ربما فقد شخصا عزيزا عليه ...ربما خسر نفسه في مكان ما ...

" ما بك أيها الشاب ؟" ، سؤال مباشر ،اعتقد كان يجب علي التكلم في موضوع اخر قبل أن أسأله هذا السؤال .

نظر الي نظرة المتسائل الحزين ، "من انت ؟"

"وهل يهمك من أنا ؟"

"وهل يهم شخص غير حزين حال شخص مثلي؟"

احسست بعناد قليل ، طفل بحق .

"يستطيع شخص غريب مثلي مساعدتك "

"لا شأن لك بي !" ، قالها يائسا وغادر مسرعا ...

سيأخذ الامر وقتا ،لكنه يستحق . في بعض الأحيان يرفض الناس المساعدة حتى ولو كانوا يزحفون على الأرض ، أحدهم بسبب الكبرياء ،احدهم فقد الأمل في الاخرين ، أحدهم ارتبط بالوحدة لا يستطيع أن يشكو ...

-بعد يومين -

في نفس المكان ، مازلت هناك ، انتظره حتى يعود ...

عاد وبقي ينظر الى السماء ، يشكو حزنه لها، على أمل ان تمطر الحياة في وجهه وتخلصه من معاناته...لكن استدار الي و نظر ،ربما اراد مساعدة ...لمدة قصيرة فقط وغادر .

سيعود حتما !

-بعد يوم-

كنت أتأمل ماذا سيحصل لو لم يعد ...نظرت خلفي واذا بي أجده واقف ينتظرني ...

"يوه!، أرى أنك عدت من جديد ...يا ترى ما هذه الزيارة ؟"

" هل تستطيع ان تمحي ذاكرتي ؟ سأدفع ما تريده مقابل هذا " ، ملامح توحي بأنه سينهار في أي لحظة ...

" ولما تريد محو ذاكرتك بشدة؟ أليست كنزا تستمر به ؟"

" ما المغزى من وجود ذكريات فقط لا تولد سوى الامطار والعواصف في قلبي !"

لوهلة أحسست آني داخل قلبه اعيش تلك العاصفة التي لا تغادره ...هل حقا هذا هو الحزن الحقيقي ؟

قبضته محكمة نفسها بشدة، وجهه الى الأسفل ، يطلب المساعدة من صميم قلبه....دموعه لا تسيل من شدة كبريائه ...دفعة واحدة أكثر وسينهار ...

"حزينة ام سعيدة ، كلها جزء منك ، أنت من يحدد إذا ستستمر أم لا في تواجدها ... تكبر وتبقى إلى جانبك حتى تتلاشى مع الوقت الى ان تصل الى نهاية حياتك وتتذكرها كاملة ،وتضحك حتى ولو كانت محزنة ، تبتسم لإنها اعز شيء واصل معك كل هذه المدة ... لذا يا ترى لماذا الحزن ؟"

بدأ دموعه بالسقوط...قطرة تلو الأخرى...وضع ذراعه على وجهه وبدأ بالبكاء ...

" حتى ولو كانت هذه الذكريات شخصا ؟"

"نعم،لو كانت شخصا فهذا افضل بكثير ..."

تركته يفكر بالموضوع ، حتما سيجد نفسه التي ضاعت ...

-بعد يومين-

كنت أتجول في البلدة ، حتى رأيته ، لكن عكس ما كان عليه ...أصبح مشرقا قليلا ، آمل ان كلماتي ساعدته قليلا...

"وقت مغادرتي !"

تمشيت في الغابة حتى فتحت باب العبور وغادرت .

التمشي بين الخطوط الزمنية امر صعب، حيث تتجمد بدون أن تشعر بالبرد...لكن كلما انتهي من حل مشكلة ابقى أفكر بالموضوع بين الخطوط ...

الذكريات هي تراث البشر منذ الأزل تربط الماضي بالحاضر ،والحاضر بالمستقبل ...نضحك ، نبكي ،نغضب...تحمل كل هذه المشاعر عبر الزمن وتدفعنا للاستمرار حتى نصنع واحدة جديدة أخرى في لحظة ما من حياتنا الطويلة...

نجلس معا بعد قضاء دهر كامل بعيدين عن بعضنا البعض ،ونبدا في تذكر ما حصل بيننا في الماضي ... الذكريات تلم شملنا ، تحمي روابطنا التي صنعناها ، ترسم البسمة على وجوهنا حينما نتذكرها معا...لهذا هي كنز لا ثمن له !

محظوظ من يملك ذكريات مع اشخاص يمكن تسميتهم المنزل !

لا أعلم لما بدأت اذرف دموعي فجأة ...هل حقا أريد أن امتلك شيئا مثل هذا ؟

"أنا عابر الزمن، ذكرياتي مرتبطة بكل شخص ! "، قلت هذا كنوع من التشجيع...

مسحت دموعي و أكملت ترحالي عبر الزمن...

The Time Traveler Between Souls And TimelinesWhere stories live. Discover now