'' موعد السابعة ''

88 9 5
                                    

استيقظ مين يونغي على صوت رنين هاتفه ... تأفف بغضب و تناوله ليرد بحدة ...
- ماذا تريد ؟
- سيدي ... هناك رجل ينتظرك ...
- و هل هذا سبب كاف لايقاظي ؟ ...
-سيدي ... لكن ...
- جونغكوك ... اياك ان تقطع غفوتي ثاني...
لم يكمل كلامه بسبب ان صوت غليظ رجولي خرج من هاتف جونغكوك ليتحدث بنفسه ...
-سيد مين ... انا انتظرك منذ ساعة ... اريد مقابلتك ...
- من أنت ؟
- تعال لتعرف ... وداعا ...
تم انهاء الاتصال ليقهقه يونغي بسخرية ثم استقام عن سريره ليقوم بتبديل ملابسه و ذهب الى المقر ...
هو الآن يريد ان يعلم من هذا الذي يجرؤ ان يتحدث معه بهذه الطريقة ؟
ركن سيارته في كراج سيارات قديم ... و نزل منها ليلتف حول ذلك المبنى و يدخل اليه ...

***

للوهلة الاولى يبدو ذاك المكان كمكب نفايات لا أحد يقصده ...
مبنى قديم متهالك ... هكذا يبدو !
حتى تدخل اليه لتجد أنه مكان مخصص للمافيا ...
سيارات ... أسلحة ... شاحنات بضائع ... و ما تعدى ذلك الكثير ...
اتجه من فوره ناحية مكتبه حيث جونغكوك و ذلك الرجل ...
لم يكترث له يونغي رغم انه لمحه ... ثم ذهب و جلس على كرسيه بعدم اهتمام ...
-سيد يونغي ... جئت لكي...
-وقتي ثمين لذا تكلم بسرعة ...
-على انفراد ...
تنهد يونغي و أشار لجونغكوك بحاجبيه ليمتثل الآخر و يخرج ...
-كانغ تشول ... تشرفت بمعرفتك ...
" كانغ تشول " اربعيني ... كسا شعره الشيب ... زعيم مافيا منذ عدة سنوات ... كان له يد في الكثير من الصفقات ... تجارة أسلحة ... تهريبها ... تهريب سيارات ... هذه طبعا أشياء بسيطة كان عمله يتضمنها ... و لكنه لم يقتصر على ذلك فحسب بل كان له دور في قتل العديد من الأشخاص لأسباب لا يعلمها أحد ... و هو سياسي من أصل كوري ... مؤسس و قائد منظمة KC - L الاجرامية ... شارك في بيع و تسويق الاسلحة من العيار الثقيل ... من أحد ألقابه المعروفة : الزعيم تشول
كن أبرز ما يقوم  به هو الابتزاز و له محاولات عدة في اغتيال أشخاص رفيعي المستوى كبيري الشأن ...
بعد أن شكل تحالفات مع زعماء مافيا آخرون ... و كان آخر من أراد اقامة تحالف معه هو مين يونغي

***

الذي صافحه بكل برود ... ليستأنف حديثه واضعا أمامه بعض الأوراق ...
-نأمل مساعدتك سيد يونغي ...

نقل يون مقلتيه بين الأوراق بسرعة خاطفة ... ثم اعادها له ...
-لا أهرب الأسلحة حاليا اعذرني ...
بالفعل كان قد نفذ صبر كانغ تشول ...
-اسمعني سيد يونغي الموقّر ... كلنا زعماء مافيا هنا ... لا يحق لك الاستعلاء علي أتفهم ؟ ... غدا في منزلي ... الساعة السابعة ... سأزودك بالعنوان ...
صرخ الاربعيني في وجهه ثم استقام و رحل ... دون وداع حتى ...
لم يكترث يونغي بل ذهب ليعد القهوة ... ثم عاد يحتسيها أمام حاسوبه ...
كانت حدقتاه تنظر الى تلك الاوراق ... سبق ان رفض العديد من الصفقات ... و كان سببا في فشل عددا كبيرا من المخططات ... و لكن شيء ما بداخله يخبره أن يوافق على هذه الصفقة ...
تنهد بخفة قبل ان يبعثر شعره بحيرة ... أعاد رأسه الى الكرسي خاصته محدقا في السقف ...
حاول تجميع افكاره قبل ان يقاطعه صوت رنين هاتفه ...
كانت رسالة من مجهول من رقم غير معرف تحمل عنوانا ... ليدرك انه ذلك الرجل

***

امسك هاتفه ليرد بسرعة و بغير ارادة ...
-حضر طعاما لذيذا على شرفي ...
كانت رسالته تحمل موافقة مبطنة ... قبوله لدعوة ذلك الرجل ...
-لنرى ما سيحدث ...
همس بخفة و عاد ليحتسي قهوته ... و موعد السابعة لم ينفك يخرج من رأسه ... هو لا يعلم حتى كيف قام بالرد بهذه السرعة ... شيء ما ثانية يدفعه للذهاب غدا و مقابلة هذا الاربعيني مجددا ...
مر اليوم مملوءا بالارق و فرط التفكير
و الهواجس ... و جاء اليوم التالي ببطء ... قام يونغي بالتجهز جيدا لهذا اليوم ... ارتدى بنطالا اسودا يرافقه معطفا بذات اللون و قميصا ابيضا ...
و من فوره اتجه نحو العنوان المرفق بالبريد الالكتروني الشخصي خاصته ...
كان المنزل كبيرا ... لا بل ضخما ... احاطته الاشجار من كل صوب ... كان منزلا مثيرا للاهتمام بفخامته ... بترتيبه ... يليق بزعيم مافيا ! ...
يليق بكانغ تشول !

***

فتح له الاربعيني بعد ثوان معدودة ليرحب بيونغي و يدعوه للدخول الى غرفة الطعام ...
جعله يجلس على رأس الطاولة و جلس هو بجانبه ينظر اليه و هو يتأمل المنزل ...
-اعجبك ؟ ...
-يليق بمهنتك ...
-ابنتي اعدت الطعام لأجلك ...
- آمل أن يكون لذيذا ...
-لنتحدث في العمل ...
-تفضل ... أنا اسمعك ...
-هل اطلعت على الاوراق ؟ ...
-اجل فعلت ... انا موافق لكن بشرط أن يعمل معي رجالي ... لا أحد غيرهم ...
-و لكن...
-وافق أو فلنلغي الصفقة ... الامر بسيط ...
-فلتعمل بالطريقة التي تناسبك ... لا بأس ... 
-  حسنا ... ما المطلوب مني ؟
-ساقوم بارشادك الى المقر الذي تتواجد به الاسلحة ... يجب ان يظل احد رجالك في الخارج ليحرس المكان و يقوم بتحذيرك في حال حدث شيء ... حراس المقر يتم استبدالهم كل اثني عشر دقيقة ... المقر مزود بكاميرات مراقبة متطورة و كل باب عليك تجاوزه مزود بكلمة سر تتبدل كل ثمان دقائق ... الحراس هناك مدربون و مهيئون على اطلاق الرصاص مباشرة لو اعترضهم احد ... و نظام الامن متطور ايضا بحيث يطلق زر الانذار في حال دخول شخص غريب ...

***

-اين تتواجد الاسلحة ؟
- اول مفترق طرق يعترضك ... اول غرفة تقع على اليمين مباشرة ...
-اي مشاكل اخرى ؟
-اجل ... هذه الغرفة بالذات ... نظامها هو نظام التعرف على حدقة العين ... اي تعمل بالسماح بدخول القدر المناسب من الضوء في العين الى الكاميرا ...
-عين من ؟
-يلقب بذو العين السوداء ... لم نستطع الحصول على معلومات اضافية اخرى ...
-و كيف سيتم اخراج الاسلحة ؟
-  سيكون احد رجالي يقف على السطح الزجاجي فوق الغرفة تماما ... سيقوم باقتصاص الزجاج و ربط الاسلحة و اخراجهم ...
-و كيف سيعد الزجاج المقصوص ؟
-دع الامر له ... هو سيتكفل بهذا ...
-اعتمد علي ...
-لحظة ... هكذا بسرعة ؟ ... انت لم تسال حتى كيف ستتجاوز كاميرات المراقبة و انظمة الامن المتطورة و لا حتى نظام التعرف على الحدقية ... لا تقل لي ستجري عملية و تستبدل حدقتك ؟
-امم ... اظنك لم تسمعني جيدا ... قلت لك اعتمد علي ... طااما انك طلبت مساعدتي فلا بد انك تعرف جيدا كيف اعمل ... و الان الا تعتقد ان الطعام قد تاخر ؟ ...

***

يتبع ...
.
.
.
رأيكم ...
.
.
.
توقعاتكم ...
.
.
.
لا تنسوا الضغط على زر النجمة و ترك تعليقات مشجعة و محفزة لي ...
.
.
.
سيتم نشر جزء المدينة المشؤومة و دون علاج خلال الايام القليلة المقبلة

أنتِ في عالميWhere stories live. Discover now