" مهمة صعبة "

53 2 9
                                    

دخلت بعد لحظات فتاة حسناء ذات وجه جميل رقيق كأوراق الورد مشرق كالشمس ... بسمتها يخشع لها القلب ... كانت تحمل صينية الطعام عليها كل ما لذ و طاب ... وضعتهم على الطاولة ثم عادت حيث كانت ... و هي بذلك جعلت أعين يونغي محدقة بابتسامتها و عيونها ...
-سيد يونغي ...
أتاه نداء بصوت رجولي يخرجه من شروده
-أ ... أجل...
-ما بك يا رجل لقد ناديتك عدة مرات ... فيمَأنت شارد ؟
-اه؟ لا شيء
تدارك يونغي الأمر و بدأ بتناول الطعام معيداً نفسه إلى طبيعته ...
ثم استأذن و غادر إلى منزله ... غداً هو اليوم الذي من المفترض أن يتم تنفيذ المهمة به ...
و هو و بلا أدنى شك يعلم جيداً أنه بحاجة للتركيز ...

***

أخرج هاتفه و أجرى اتصالاً هاتفياً بجونغكوك
-عليكم أن تتجهزوا ... غداً على الرابعة فجراً ... في مكان التقائنا ... أخبر نامجون أن يحضر حاسبه ...
ألقى بأوامره و أغلق الهاتف ...
في دماغه الآن خطة محكمة و فتاة جميلة لا يعلم حتى باسمها !
رمى بجسده على السرير محدقاً بالسقف و يتنهد بعمق ...
يبتسم تارة لتذكره ابنة زعيم المافيا ذاك و يفكر تارة أخرى بالخطة ... أتراها محكمة حقاً ؟ من يدري ؟
أغمض يونغي أخيراً عينيه و غط في نوم عميق
منتظراً أن يوقظه منبهه ...
و في فجر اليوم التالي كان هو أول الواصلين ... ليشرح لرجاله ما المهمة الجديدة ...

***

-نامجون ... أنت و بخبرتك و عبر حاسوبك ستدخل إلى بيانات كاميرات المراقبة ... وتقوم بتعطيلها ... كلمة المرور تتبدل كل ثمان دقائق و عليك تبديل نظام التعرف على الحدقية بعد ثلاث عشر دقيقة من دخولي لتتعرف على حدقيتي أنا أثناء ذلك تايهيونغ ستقوم بالتسلل لداخل أول شاحنة موجودة خلف المبنى ... و جونغكوك أنت ستقوم باللحاق بي ... جونغوك عليك تدبر أمر الحراس ... كي لا يشعروا بدخولي إلى المبنى أتفهم ؟ أنا سأتسلل عبر أنابيب التهوية ... عليكم اخلاء المكان بعد ثلاثة عشر دقيقة من دخولي ...
-و أنت سيد مين ؟
-أظن كلامي واضح تايهيونغ ... لا تنتظروني ... بعد ثلاث عشرة دقيقة الجميع يعود إلى هنا ...
يونغي ألقى خطته المحكمة و ذهب ليعد فنجان قهوة ...
بغض النظر عن الفوضى التي حدثت بسبب ذلك ... من سكب القهوة على الأرض و اقترابه الوشيك من كسر الفنجان بسبب أفكاره التي لم تكن بالخطة ...

***

اقتربت الساعة من السادسة صباحاً و خرج الأربعة في سيارة يونغي إلى ذلك البناء ...
بقي نامجون في السيارة هو و حاسوبه استعداداً لمهمته ... أما تايهيونغ فتنكر بزي عامل تنظيفات ليستطيع الوصول إلى خلف المبنى دون شكوك أو استجوابات ...
و يونغي استطاع فك فتحة التهوية بفضل جونغكوك الذي قام بإلهاء حراس الباب الخارجي ...
و استطاع الدخول إليها دون انتباه أحد بفضل نامجون الي عطل كاميرة المبنى الأولى بسرعة و ببراعة ... و تايهيونغ الذي استغل عدم وجود أحد في الباحة الخلفية و استطاع التسلل إلى داخل الشاحنة التي سيتم تهريب الأسلحة بها من قبل كانغ تشول ...
و هكذا كل واحد منهم أخذ موقعه ...
زحف يونغي حسب احداثيات كانغ تشول التي أعطاه إياها في اليوم السابق ...
مضت إثني عشر دقيقة استطاع بها أن يصل إلى الغرفة ... سينتظر فترة تبديل الحراس و يستغل هذه اللحظة بالنزول من فتحة التهوية و فتح غرفة الأسلحة و الدخول إلى الغرفة لربط الأسلحة و رفعها عبر فتحة الزجاج التي من المفترض أن يفتحها رجل كانغ تشول ...
و مع حلول الساعة السادسة و الاثني عشر دقيقة تم إطلاق إنذار بتبديل الحراس استغل يونغي ذلك و نزل إلى الأسفل ...
عملياً لديه أقل من ثانيتين لفتح الباب ...

***

نزل يونغي و وقف أمام الباب المرصود ... و ...
الإنذار تم إطلاقه ... مجدداً ... و لكن لوجود دخيل ...
كيف ؟!
أليست خطة محكمة ؟!
يونغي بالطبع كان شارد الذهن و هو من أمر بأن يغير نامجون نظام الأمان بعد ثلاثة عشر دقيقة ... حيث ستنتهي مهمتهم ... حيث سيكون استبدال  الحراس قد تم ...
الانذار و صفيره المزعج و الحراس يحملون الأسلحة في كل مكان استطاع أخيراً أن يفتح الباب بحدقيته ... و لكن الخطة انتهت !
انتهى الأمر !
دخل يونغي الغرفة و قلبه ينبض بجنون ... سيتم القبض عليهم ...
نظر إلى الأعلى حيث الرجل قد فتح الزجاج بانتظار يونغي الذي لم يستطع ربط الأسلحة جيداً
و ... قفز من النافذة ...
أجل ! قفز من النافذة !
الأسلحة الآن باتت في الشاحنة ... و تايهيونغ داخلها ...
و جونغكوك دخل السيارة و نامجون قاد بهم إلى المقر حسب أوامر يونغي
ألم ينتبه أحد لخطئه في الخطة ؟ بالطبع لا ...
مهمة صعبة كهذه أول مرة يقومون بها لن يدققوا في كلام يونغي السريع ...

***

و بخروجه الفوضوي من المبنى أجرى اتصالاً هاتفياً مع كانغ تشول ...
-الأسحلة بحوزتي أنا خارج المقر الآن ...
-ماذا ؟ يونغي ... أتمازحني ؟
-اللعنة أنا أنزف خذ البضاعة سألاقيك بمنزلك
-حقيبة النقود هناك ...
أغلق الهاتف و اتجه من فوره إلى منزله ...
طرق الباب بقوة لتفتح له ابنة تشول الباب ...
-اعطني الحقيبة ...
-من أنت ؟
-قلت أعطني إياها ...
-يستحيل ذلك ... يأتي لي شاب في الصباح الباكر وجهه مشوه و ينزف و يعرج من قدمه و يطالب بحقيبة و أنا لا أعرف حتى من ...
قاطعها يونغي بامساكه لذراعها و يتحدث بغضب ...
-قلت لك أعطني الحقيبة و إلا ...
-اترك يدي ...
تحديق مباشر بين عيني يونغي و الفتاة التي بسبب التفكير بها تزعزعت خطته ...
صوت رجولي خرج من وراءهم كان عائداً لكانغ تشول ...
-اعطه الحقيبة ... إنها تعود له ... إنه مين يونغي الذي تناول العشاء معنا البارحة ...
التفت المعني ليستأنف الأربعيني صارخاً ...
-ما بك يون ؟
-لا شيء ...
-ما اللا شيء ؟ انظر لوجهك ... ما الذي حدث ؟ سإدخل لتغيير ملابسي ثم نذهب للمستوصف ...
و بدون انتظار الرد قام بتنفيذ ما يريده ... و بقيت ابنته مع يونغي ...
-لم أكن...
- تتناولين العشاء معي ؟
-م ... ماذا ؟
-موافقة ؟...

***

يتبع ...
.
.
.
رأيكم ...
.
.
.
توقعاتكم ...
.
.
.

أنتِ في عالميWhere stories live. Discover now