Part 3 / باقـة ورد

89 4 0
                                    

مرت الأيام كعادتها
بضعُ ليالٍ لم يعد ليزور المتجر
والنموذج لفستانه لازالَ مركوناً في الزاوية
ينضر إليهِ بينَ حينٍ وحين
دخلت لونا مع مانا لغُرفه خياطة اخيهما فهو لم يذهب لمكتبه اليوم
صرخت مانا لتقطع خيط تفكيره محتضنته

«ما بك؟ انت لم تذهب لمكتبك اليوم!»
قالت مانا بصوتٍ عالي بينما وقفت لونا بجانبهما

يبادر بحضنها ويسحب يداه
«لاشيء حبيبتي ، فقط احببت ان اكمل العمل هنا لا أكثر»

وقفت لونا خلفه وبدأت بتجعيد شعره
«كاذب كاذب كاذب! ما لديكَ في جعبتك هيا اعترف؟»

يضحك ميتسو عليها ويبدأ يطمأنهم
لعبا معه قليلاً حتى خرج الاثنان
عاد ميتسو الى خياله واضعاً يده على خده يتأمل المنيكان الواقف في الزاوية مع القماش المعلق عليه
يعاود النضر الى دفتره ورسومات الورد وحتى يبدء يقول لنفسه انه لا بد ان يجعل التصميم مميز اكثر وان الرسم هذا لن يكفي

يستقيم بجذعه حاملاً دفتره كالمعتاد
حاملاً نفسهُ ليذهب للمتجر الصغير
دقت ساعة الضهيرة وهو يمشي في الشارع
يُدندن مع نفسه بلحنٍ لطيف
يمشي بخطوات عشوائيه قاصده المكان الذي يجب انه سيكون مُعتاد
دقائق حتى وصل الى المتجر من دون النضر الى الباب
وضع يده على المقبض ليفتحه ، لكن الباب لم يفتح
حاول مره ثانيه ونفس الحال
تراجع خطوه ورفع رأسه حتى يرى اللافته ، واكتشف انها تقول ان المتجر مغلق الآن
استغرب كثيراً لأنه قد سبق وأن سألها عن موعد الفتح والإغلاق
وإن الوقت مُبكر للأغلاق...
همَّ بنفسه للرجوع شارد الذهن خالي البال مكسور الحال
لم يعُد لبيته ولم يعُد للمكتب أيضاً
اخذته النسائم الهادئه مع الشمس البرتقاليه لكي يجلس بأحدى الحدائق الخاليه يُفكر بأمور عشوائيه بقيَّ هُناك من دون سبب يُحدق بالمارة والدفتر الغريب سائلاً نفسه ماذا يفعل
هوَ لم يتطرق لأمرها بتاتاً
لكن كانت هيَ كُل ما يجول في اعماقه
غربت الشمس وساد الضلام وحمل نفسه عائداً للبيت

__
ضلَّ على نفس حالهِ لعدة ايام
يذهب متأملاً أن يجدها
ويعود خائباً لعدم رؤيتها..
بعدما مرت عدة ايام ذهبَ متكاسلاً فاقد الأمل
يمشي خطوة ويتراجع خطوتان
حزم قراره ومشى بهدوء لحتى وصل قُربَ المتجر ضلَّ يحدق
حتى تفاجأ بخروج زبائن حتى ردت الحياة لروحهِ
اخذ بخطواته مسرعاً ثم بطئها
قرع الجرص
بهدوء هذه المره.. لم يكُن صاخباً كالمعتاد..
لم تُرحب به كما كانت ، الكُرسي كان غير موجود في الزاوية
كانت على طاولتها الصغيرة للأستقبال بجانب الباب، نضرها على باقة زهور تُحضرها

بقيَّ ساكناً في مكانه يُحدق بها
ينظر إليها وهي على غير عادتها ، تلفُّ الورد بملل وهدوء عارم اخترق الجدران

انتِ ختام حكاية || ميتسويا Where stories live. Discover now