Part 4 / مرحلة أُخرى

77 3 2
                                    

انتهت تلكَ الليلة الحالمه
وبقى ميتسو مُلازماً المتجر بأصطحاب عذره الوحيد..
كتابه وقلمه
__
دخل للمتجر بعد يومان من الحادثه
ووجدَ كرسيهُ قد عاد
لكنه لم يتوجه له بل لا لقد هجرهُ
كان يقف بجانب طاولة الاستقبال بجانب الباب
كان هذا الموقع اجمل
متأكداً ان يشتري بعض الزهور عند خروجه لكي يمضي حديثاً بينهما

والان.. أحسَّ نفسه قد بقى طويلاً
وربما يُثيرُ الشكوك
فأخذَ بضغ زهور وذهب الى الطاولة ووضعها كي تلفهم له

سكت الثوانِ الأولى ثم بادرَ مُتردداً
«انا اعلم.. ربما اصبحتُ لحوحاً ، لكن هل لي أن اعلم لما غبتي؟، وحتى هذهِ اللحظه... هالاتُكِ لا تزال...»

تلفُّ الورد وتستمع له
ردت بشكل هادئ
«إن السبب سخيف ، لا تُبالي»

«وإذا؟ كل منا له اهتمامه بأشيائه الذي نسعد ونحزن لها ، لا أحد يستطيع أن يقرر إن كانت سخيفه أم لا»

اعطتهُ باقة الزهور.. وشبكت اصابعها بهدوء
«إن قطتي معي منذُ احد عشر سنه.. وماتت قبل عدة ايام..»

وضعَ ميتسو الورد بجانب الطاولة وبدأ يواسيها
اخذَ عقرب الساعة بالأنزلاق بسرعة على باقي الوقت بينما يواسيها
حتى أعلنَ منبهها إن وقت الإغلاق قد حان
اطفأت المنبه ورتبت المتجر بشكل طفيف
بينما لا يزال واقفاً عند الباب ينتضرها تخرج
اطفأت الأنوار واقفلت الباب وخرت..

تمتم لها بعدة كلمات
«لا أدري إن كان هذا مسموحاً لي ، لكن نيةِ صافية...»

اخذَ بيدِها واحتضنها بينما هي تحت أثر الصدمه
ربتَّ على رأسها مُتمتماً
«لا عليكِ»

قطع عناقهم بينما يتراجع خطوتان الى الخلف ملوحا لها بالوداع
«الى اللقاء كينا! اراكِ غداً!!»
وابتعد بخطوات سريعة

بينما وقفت هي في مكانها فاتحه اعينها على مصراعيها من التصرف المفاجئ
حملت نفسها هي الأخرى بخطواتها لبيتها

من جهةٍ أخرى كان ميتسو يعاني من صوت قلبهِ المرتفع وخفقانهِ السريع
وهو نفسه.. كان منصدماً من الخطوه التي اتخذها وشعور هائل انها مرت على خير

__
أتى صباح اليوم التالي بنشاط وخفه استقام ميتسو من سريرهِ وفوراً اغتسل وعاد رتب غرفته
مراقباً وعاء زرع مملوءاً بالتراب قد سقاه عندما استيقظ مباشرة
غير ثيابه لملابس انيقه ليذهب للمكتب الخاص به

تناول فطوره بينما يمازح اخواتهِ الصغار وبينما يُخيط ثقب صغير للدب المحشو لِـ لونا
وبعد ساعة ونصف تقريبًا وصلَ لمكتبهِ
استقبله هاكاي وبدأو يتحدثون حتى بقى ميتسو وحده في المكتب
فتح اللابتوب المحمول وبدأ يتصفح به
عن معلومات حول الزهور

في وقتٍ لاحق رتب ما حولهُ مستعداً للخروج
خرج قاصداً مكاناً ثاني
ان الزهور من نوعية معينة نفذت عند العجوز الذي لطالما كان يزوره ميتسو
لكنه قد ذهبَ للمشتل الذي فيه كُل الأنواع
في طريقهِ تحضر ولبس قفاز صغير

دخل الي مستودع الزهور وبينما ادلهُ العامل على مكان النوعيه الذي يريدها
حتى جلس على ركبتيهِ بين مربع الزهور من نوعية "شيروكي" وبدأ بألتقاطهم

-بين نفسهِ-
لقد درستُ عن اجمالي الزهور كُلها
وعرفتُ إن الزهور المتفتحه بالكامل
زهور عجوزه.. حياتها ستكون قصيرة لو اقتلعتها..
أما الزهور التي تكون شبهُ مغلقه
او ها هي على موسم التفتح.. زهور شابه
ستدوم طويلاً
انا الذي لا أعرف ما الفرق بين الجوري والياسمين..
صرتُ عالماً هائماً بشتى انواعهم
لسببٍ لا زلتُ انكرهُ

دقائقٌ طوالٌ مرت
حتى اكمل جمع الزهور
ووضعها فيه باقة جميل باللون الاصفر الهادى
وخرج بعدما شكر العُمال
وانطلق للمتجر كالمعتاد
وكالمره السابقة
انتضرها لحتى موعد خروجها
لكن هذهِ المره لم يختبئ بل انتضرها بالكامل
حتى خرجت من المتجر
واستقبلها مُبتسماً

«اهلاً كينا! ، كيف حالكِ اليوم ؟»

تفاجأت قليلاً من وجودهِ ولكنها سُرعان ما تفاعلت معه
«اهلا ! لا بأس انا جيدة اليوم»

ابتسم لها واخرج الباقة من خلف ضهرهِ ومدها لها
«ربما سيتحسن مزاجُكِ قليلاً..»

بصدمه
«م.مهلاً! هل انتَ جاد؟ لم يكن عليكَ فعل هذا!»

ضحك عليها وحشر البوكيه بين ايديها
«لا تنصدمي هكذا في كُل مرة أتي بها لكِ بزهور.. وايضاً لا عليكِ اتمنى ان تُحسن حالكِ»

«ماذا تقصد في كُل مرة انا لا-»
قاطعها ميتسو بسؤالها قائلاً
«لا عليكِ فقط! دعيني أُعيدكِ للبيت!»

ثم بسرعة اخذها من معصمها حتى تمشي معه وسرعان ما أفلتها
في وسط الخطوات الهادئه قالت
«لا أدري لما قد اهتممت ، لكن يبدو انكَ شخصٌ لطيف! شُكراً لك على الزهور..»

«توقعتُكِ لن تعطي ردة فعلٍ .. لأنكِ مُعتادة على الزهور في متجركِ»

«كلا ، احب حينما يعطيني احدهم الزهور.. فإنَّ بائع الشيء ليس بمالكهِ .. بالطبع سأفرح إن وجدتُ شخصًا يُقدم لي زهوراً»

«هذا رائع..»

طافت الضحكات الصغيرة بينهما
وكانت فرصة ذهبيه ليتعرف عليها اكثر
ولربما يقتربون من بعضهم اكثر..
وبعده دقائق.. وصلوا لبيتها
ووقفوا امام العتبه يتبادلون أواخِر الكلام

قال لها
«نحنُ اصدقاء الأن صحيح؟»
ابتسمت له
«لما لا! زُرني عندما يكون لكَ وقتُ فراغ»

ضحك لها وتراجع خطوات للرحيل
«يبدو إن وقتي سقتَصِرُ عليكِ»
ورحل ملوحاً لها

ضحك عليها بخطواته العشوائيه غير المنتضمه
ودخلت الى لبيتها واغلقت الباب
ونامت بهدوء..
_____
وهيهيهي
خلص بارت 4
الى اللقاء ✨✨
نراكم في ما بعد

انتِ ختام حكاية || ميتسويا Where stories live. Discover now