يَا لَيْتَنِي كُنْتُ بصيرًا

" مقبرة الشقاء "

" أرجوك .. ابتعد عنّي .. أقتلني ..  لكن لا تسرق برائتي منّي .. "

تلك التوسلات لم تنفع بشيئٍ  ،
تلك الدمعات لم تطفئ لهيب الرغبة والحقد ،
تلك الضربات من قبضتيها لم تزده إلّا عنادًا خالٍ من الود.

" كانت تلك الليلة رهيبة ..
كانت ليلةً بشعة جدًا ..
أحاول محوها من ذاكرتي .. لكن تعود صرخاتي تدوي بقوة في أذني .. والرعب يملأني .. تقشعر أنفاسي ويهتز وجداني ..

حتّى وأنا جالسةٌ أصرخ بلا صوتٍ منثلمْ ،
نحيبي شجوٌ يُسمِع من بِهِم صممْ ،
قلبي كئيبٌ ، وحيدٌ في الميدان منهزمْ ،
والروح في مقبرة الشقاء بالآهات تزدحمْ ،

شدّ شعري.. صفعني على خدي .. صرخت وصرخت..
لا أحد استطاع سماعي ..
لا أحد استطاع أن يخلصني من عذابي ..

فقط عقلي استطاع الهروب دون جسدي ..
فقط غبتُ عن وعيي وغدوت فريسة لمُفسدي..

قاومته قبلها كثيرا ، حاولت تخليص نفسي من مستأسدِي ،
لكن ضربني بعنفٍ حتى النوم صار متوسدي ..

ولم أشعر بعدها بشيئٍ .. لا شيئ .. سوى صباحا أدركت أن برائتي قد سرقت عنوة مني ..

ومن يومها أصبح يزورني في أحلامي ..
يزورني في يقظتي..

يحاول لمسي ..
وإذا هربتُ يحاول الإمساك بي ..
يحاول.. يحاول .. فعل أي شيئ ..
يحاول فعل كل شيئ .. يحاول .. يحاول .. "

وقفت بفزع من مجلسها تتخبط في وقفتها ، تراه يقف أمامها.. تحاول الهروب منه ولا تدري إلى أين فالغرفة موصدة ..
تركض بخطواتٍ متعثرة ، يصطدم جسدها بالطاولة ، تترنح وتقع على الأرض في وهن وكل خلية بها تنوح وتئن .

تبكي بصوتٍ مسموع، والعيون تهطل بغزارةٍ تلك الدموع.

  أن تمتلكَ عينانِ مُبصرتان فتلك نعمةٌ من أعظم النِعمْ ،
فقط لو كنتَ تدري ماذا يحدثُ وأنتَ واقعٌ في طريقٍ مسدودٍ وعيناكَ تائهة في حلكة الظُلَمْ..!!
والبشر من حولك بألسنة الثعابين تنفث عليكَ سمًّا ،
وعيونهم كقلوبهم مخالبُ ثعالبٍ تبطشُ لؤمًا .

ومِن هُنا كانتْ البداية .....
بداية مأساة آية الفتاة غير المُبصرة ..

#Wonilia_stories
#wonilia
#ڤانيلآ💚💜

البشر ذئاب لا ترحم
فلا تصدق أيً منهم
حتى لو كتبوا اسمكِ بلا حبر بل بالدمْ
مادام ليس بينكِ وبينهم نسبٌ وشيمْ .