" مقطع من الرواية .."

1.1K 62 163
                                    

"  ليتنِّي كُنتُ بَصيرةً ..
  فما كنتُ لأسمح لكَ بسَرقةِ شرفي منِّي ..
  ولا سمحتُ لكَ بتدنيس رِداء عِفتي وقتْل طهارتي .. "

  ضربتْ بقبضة يديها صدره تحاول بآخر اللحظات الإفلات والنجاة منه ،
  وبقهرٍ رددتْ كلماتها بعد إدراكها أنه لنْ يتركها ،
ولنْ يُخلي سبيلها إلا بعد نيْل مُبتغاه منها ،،

وقَبْلها بدقائق قصيرةٍ كانت قد رددت له بيأسٍ وحُرقةِ قلبٍ
  تتوسله أن يتوقف عما ينوي فعله بها :

" رَجوتُكَ يا آدم لٱ تسرقْ مِڼـّي عمرِي ،
   وتحرقْ قلبي بالجمرِ ..
    لٱ تطْوي سنين برائتي ،
    وبِتُرْبَة الذَّنْب تدفن فرحتي .. "

كلماتٌ خرجت من تلك الشفاه الزهرية المرتجفة بإرتجاف نبضات قلبها الهائجة والتي لم تستقر للحظةٍ أمواجها  ،،
  منذ شعورها بتواجده بغرفتها ،،  بعدما تعرفتْ على رائحة عطره التي ملأت أنفها فزادت من إضطرابها وإرتعاش جسدها قبل تهجمه حتّى عليها ،،

كلماتٌ رددتها تلك الفتاة الشابة التي ترمي على جسدها الهزيل ببنيته
ثوب نومٍ طويل ، زهري بلونه ، خفيف بقماشه  ،،

كان شعرها الكحلي الحريري يتناثر حول كتفيها بعدما سقط عنها خمارها ،
بينما كانت عيونها السوداء نجمةً مضيئةً ،
واسعةٌ بحجمها ، تائهةٌ بنظراتها ،

كانتْ عيناها الدعجاوان .. حكايةً أطربت الشعراء بكل زمان ومكان ،،

كانت بشرتها ناصعة البياض كالثلوج .. تطغى على حشائش المروج ،

كانت وردةً تحوم حولها الفراشات ،
بل في جمال روحها وخِلقتها وأخلاقها تجلَّتْ الآيات ،،
  كإسمها ..

"  آيَة .. "

تردّد صدى إسمها آتٍ من مكانٍ بعيد فأرادت ٱن تلبي النداء بدل الغرق في غياهب الجور والظلام ،
حاولت تحرير صوتها لكن وجدت الحروف مخنوقة بجوفها ،
حاولت تحريك جسمها لكنها أحست بشللٍ بجميع أطرافها ،،
وكل ماشعرت به يديه اللتان كانتا تقبض عليها بقوةٍ ،
من الإفلات تمنعها ، وبحدةٍ كانتا تهزها ،
وصاحبهم يصرح لها بتصميمٍ ورغبةٍ :

" لنْ أستطيع التنازل عنكِ بعد اليوم ،
لقد تمالكتُ نفسي طوال الثلاث سنوات الماضية
وقلتُ أنكِ في الخامسة عشر من عمرك
لكن هاقدتْ أصبحتِ إمرأة ولن أصبر عليكِ أكثر من ذلكَ.. "

ولكلماته إرتجف بؤبؤ عيناها كإرتجاف روحها قبل بدنها ، وعصف الألم والفزع بقلبها فقامت بضرب صدره ووجهه بكلتا يداها وببكاءٍ وبتمني رددت قولها :

يَا لَيْتَنِي كُنْتُ بصيرًا Where stories live. Discover now