الماضي || 16

56 10 15
                                    

Ye eun:

مرَّ يومان دون رسالةٍ او مكالمةٍ من هونغ ، آمل أنَّه مشغولٌ وحسب ، اليوم قررتُ سماع تسجيلات الطَّبيب ، قرأتُ بعضاً من صفحات تلك المذكَّرات ولم أفهم الكثير سوى أنَّه كان يتعرَّض للتَّنمر في مدرسته من قبل بعض الطُّلاب وأنَّ أحد أولئك المتنمِّرين كان يحمل نفس اسمه "كيم هونغ جونغ" مِمَّا سبَّب له الكثير من المشاكل ، تلك المذكَّرة قديمةٌ جداً قبل مغادرته كوريا ولهذا لم توصِلني لشيءٍ سوى أنَّ هونغ كان طالباً ضعيفاً ، قرَّرتُ البدء بالتَّسجيل الأطول وهو تسجيل فيديو لجلسةٍ له مع طبيب مدرسته ، كانت بالإنجليزية ولكن لحسن الحظِّ كانت مرفقةً بترجمةٍ للكوريَّة ربَّما لأنَّ الطَّبيب بارك كوريّ ؟ بدأتُ بسماعه وقابلني في البداية صمتٌ طويل قبل أن يتحدَّث ، كان يتلفَّظُ بجملةٍ ثمَّ يصمت صمتاً طويلاً ومريباً ونطقه لللُّغة يدلُّ على جهله بها ، بهيئتهِ النَّحيلة ووجهه الشّاحب تمكَّن من زيادة وتيرة دموعي ، انتهيت من سماعه وقد كان الأمر شاقَّاً علي ، رؤيته وسماع صوته الضّعيف هذا كفيلان بإيلام قلبي .

أكملتُ التَّسجيلات و عرفتُ السِّرَّ المسبِّب لكره هونغ التّواجد في منزل والديه والسِّرَّ خلف محاولاته في الحصول علي ، لم يكن هوساً بل كان إصراراً كما قال ، يتعامل مع كلِّ ما يحدث معه على أنَّه تحدٍّ وعليه اجتيازه ، فلهذا كان متفوِّقاً في مدرسته رغم صدمته تلك ، قد رسب في سنته الأولى هناك ولكنَّه تفوَّق في السَّننين التاليتين ، أنهى دراسته للهندسة خلال أربع سنواتٍ عوضاً عن الخمس ، كان يدرس في الشّتاء والصَّيف كذلك ممَّا وفَّر له وقته ، وثمَّ عاد ليكمل دراسته في التِّجارة بينما يعمل في كوريا ولكنَّه لم يتأقلم مع الجامعة هنا فعاد ليكمل دراسته في جامعةٍ أمريكية مجدداً ، التَّفاني في دراسته وعمله كان حلّاً ومهرباً له من مشاكله عوضاً عن تفريغ عقده بالأذى وربما الجرائم والتَّعنيف كبعض المختلِّين نفسيَّاً أو عقليَّاً ، هونغي تشبَّث بما بقيَ له من حياة وحافظ على روحه المُتعَبة من أن تتحوَّل لروحٍ مُتعِبة ، بدأ عمله منذ أن كان طالباً في الجامعة واشترى لنفسه منزلاً لينعزل فيه عن العالم الخارجيِّ ، أمَّا السّيّارة فهي هديّةٌ من جيونغ يونهو أو لنقل ريوس ، هذا الشَّابُّ كان مساعداً لهونغ بشكلٍ كبير وهو مَن ساعده في عمله كذلك ، فهونغ يعمل مع والد يونهو في فرعيه هنا وفي أمريكا .

_____________

"لجأتُ لأبي ولكنَّه نفاني خارج حُضنِه ، تشبَّثتُ بوالدتي ولكنَّها رمَتني في الهاوية ، صُدِّق بومجونغ وقُتِلَ هونغ جونغ"

هذه الجمل تتردَّدُ في رأسي منذ أن سمعتها ، قد يبدو ما فعله والداه بالنِّسبة للآخرين أمراً طبيعيَّاً وصحيحاً ولكن في حالة هونغ لا... بل كان كارثةً كُبرى .

أثر الفراشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن