1- حياة دون فائدة

114 29 62
                                    


ضوضاء...

أجل الصخب كان فقط هو العنوان الأمثل ليس فقط في كابوسي المزعج لكنه أيضاً في واقعي فتحت عيناي و كنت أدرك بأن الجانب الآخر من الفراش خالي تماماً قد أكون عديمة المشاعر أو بدون قلب لكن هذه هي أنا و لا فائدة ترجي من إصلاح عقلي

" آريسا... أين أنت"
زفرت أنفاساً بطيئة بملل كيف أكون حمقاء لتكرار مثل هذا السيناريو المبتذل كل يوم خرجت من الغرفة لأتجه إلى الغرفة المقابلة كان الضجيج أكثر وضوحاً يبدو أنها لن تتخلى عن مثل هذه العادة السيئة

دفعت الباب بهدوء كانت تجلس بجانب مجموعة من الألوان السائلة تغمس أصابعها الصغيرة داخل دلو الطلاء بينما كانت بصمات أصابعها تزين العديد من اللوحات البيضاء ابتسمت لرؤية انهماكها الواضح و كأن ما تفعله هو أكثر الأشياء الأهمية على الأقل بالنسبة لها

انحنيت أمامها لأجلس القرفصاء ربت بلطف على خصلاتها السوداء كخاصتي رفعت رأسها في ابتسامة حلوة و لطيفة كانت عيناها خضراء تلمع كجواهر ساطعة و براقة أرادت أن أعانقها

" آريسا... لا يمكن هذا أنت متسخة دعينا ننظفك أولاً "

أمالت رأسها في حيرة بينما أعينها العشبية بدت مستاءة لم تفهم بالطبع ما أعنيه لكنني لم أهتم أكثر أعلم أن الأطفال في سنها يجيدون نطق بعض الكلمات لكن آريسا لا تفعل و أنا لا أكترث
حملت جسدها الضئيل بين ذراعي ، لكن كان علي إبعادها في أكبر حيز يكفي أن ملابسها البيضاء أصبحت لوحة زاهية من الألوان

بعد تنظيف آري و جعلها ترتدي ملابس نظيفة توجهت لإعداد الطعام لكلتينا كان المطبخ التحضيري فارغ تقريباً لا يحتوي على شيء علينا الحصول على الطعام
جلست أمامها بينما تعبث في دمية الدب

" آريسا هل يجب أن تتناولي الطعام ألا يمكنك تخطي هذه الوجبة"

بالطبع لم أحصل على إجابة فهي تلعب مع دميتها فقط و لا شيء آخر يشغل عقلها ضربت رأسي في الطاولة لشدة الإحباط... اللعنة هذا مؤلم

بكاء... كانت عيناها الآن حمراء من شدة البكاء لما كان علي فعل هذا أمامها أنا أيضاً أريد البكاء آريسا لست وحدك أعلم أنها خائفة من خط الدماء الرفيع الذي سال علي جبيني لم أكن أكترث و في وقت آخر إن لم تكن آريسا قد بكت كنت سأنسي أنني أصبت رأسي حتي

هل أنا مجنونة لا بالطبع لكنني متبلدة دون مشاعر تذكر هدأت آريسا قليلاً لكن شهقاتها مازالت مستمرة توقفي آريسا أنت تجعلين رأسي يدور

رنين الجرس المستمر للباب كان أكثر ازعاجاً تنهدت في ضجر الازعاج و الضوضاء هو عنوان حياتي فتحت الباب و عدت إلى آريسا دون الحاجة إلى انتظار الضيف الثقيل بينما رسمت على وجهها ابتسامة واسعة علي ثغرها دخلت دون حتى السماح لها بذلك

صورة منعكسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن