الفصل الرابع والعشرون

5 2 0
                                    

بعد دقائق وصل جاكلين لمنزل لارا واخذهن معه لمركز الشرطة للابلاغ عن اختفائها...
لم يتكلم احد منهم طول الطريق والكل ينتظر الوصول للشرطة لعل خبرا ما يأتي ويريح بالهم..
قال جاكلين محاولا تغيير ملامح وجوههم الفاقدة للحياة:"ربما ذهبت عند احدى الصديقات وونفذ شحن هاتفها ،كما تعلمون ليست كل الأماكن بها كهرباء...أتتذكرون يوم المخيم الذي ذهبنا اليه انطفأ هاتفي وضل أبي يتصل مرارا وتكرارا حتى ضن أن مكروها قد أصابني "
نطقت أليس من المقعد الخلفي:"وبالفعل أصابك، ألا تتذكر؟"
صمت جاكلين مرّة أخرى وصوب تركيزه على الطريق هذه المرّة وعاد الصمت المفاجئ مرة اخرى....
وكما يقال الهدوء يسبق العاصفة ، ثوانٕ من الصمت بعدها انتشر رنين اشعارات الهواتف عند أربعتهم فاكتمل اللغز وعرفوا الشخص المنشود...أخرجوا هواتفهم ومعهم جاكلين بعد أن أوقف سيارته ليصطدموا بما هو أشد
:"لقد انتهى كل شيء...أنتم السبب..."
صرخت كريستن: "لا... لا... لارااا"
لم يستوعبوا ماهية الكلام الذي سقط على أكتافهم هل هي مصيبة أخرى ستضاف الى لائحة الأيّام السّوداء التي مرّوا بها؟..
كم تمنّوا أن يكون مجرّد كلام عابر ليس له معنى، ولكنّ مرسل الرّسالة هو ذلك السّفاح!!
اذن بات الأمر واضحا!...
زاد جاكلين من سرعة السيّارة بغضب وهو لا يرى أي شيء أمامه، لم يحتمل دموعهن وأحسّ بالضعف...كم تمنّى أن يظهر أمامه في هذه اللّحظة حتى يقطّعه الى أشلاء...
قدّموا البلاغ الى الشّرطة وقد تمّ أمر البحث عليها في تلك اللحظة بعد الأحداث الأخيرة...
أشرف عن هذه القضيّة والد جاكلين شخصيا واستمرّت عملية البحث في شتى الأماكن برّا وبحرا ولكن بدون جدوى...
***
مرّت عن عملية البحث ثلاثة أيّام متواصلة بلياليها... قد نال التّعب منهم وأرادوا ايقاف عملية البحث ليومين آخرين ولكن والد جاكلين نفى بشدة وأمرهم بعدم الاستسلام لعلّ الفرج قريب...
كانت حالة الفتيات لا يرثى لها وقدم أوليائهم بعد هذه الفاجعة... عائلة كريستن وأليس..قدم اليكس أيضا وهو غير مصدق... وظل مع أصدقائه طيلة الأيام الثلاث..
بينما هم جلوس في منزل لارا المفقودة، وصلهم اتصال من هاتف المنزل فأرتعبت أوصالهم وسبقتهم كريستن وأجابت
: "من المتصل؟"
أجابها الطرف الآخر: "آنستي لقد وجدنا المفقودة عليكم بالحظور الى المكان الذي سأمليه عليكِ الآن"
كريستن بفرح: "حسنا نحن قادمون"
أغلقت الهاتف بقوة والتفتت نحوهم لتقابلها أنجيلا بتوتر: "ماذا هناك من المتصل؟"
صرخت كريستن من الحماس وسط أنظارهم وقالت: "لقد وجدوا لارا!"

مالذي تفوّهت به هذه الفتاة قبل قليل!!! هل هذه هي الحقيقة حقا!!!... ان كانت كذلك فلقد تحقّق أوّل فوز لا يستهان به على ذلك السّفاح، نعم فنجاة لارا من بين يديه وعدم تكرار سيناريو جدّة أنجيلا بمثابة فوز!!...
جفل الجميع وضلّوا صامتين.. مشاعر مختلطة بين الفرح والخوف لسبب مجهول!

قالت أنجيلا بملامح جامدة: "لا أصدق هذا حتى أرى لارا حيّة أمام ناظري... لن أنسى لما حدث لجدتي تلك اللّيلة.."
لقد أصبحت هذه المسكينة تحمل عقدة من التهديدات، فقد شهدت قبل شهور جريمة شنعاء أمام عينيها لأقرب شخص لديها...

ما بعد الهدوء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن