12| عزمت على قتلها

39 2 0
                                    

" أحبيني، وأعطيني فرصتي التي سلبتيها في منتصفها لتتركيني وحيدًا على طول الطريق"
-----------------------------------------------------------

مر يومان منذ ذلك اليوم الأليم والمليء بالأحداث، وفي ڨيلة فؤاد خيري، هبطت لارين الدرج تساعد سيلڨيا والتي إحتلت أعينها تلك الهالات السوداء لتبرز بقوة في بشرتها البيضاء.

وقفت نورا فجأةً تركض نحو سيلڨيا تمسك بيدها قائلة:

" رايحة فين يا سيلڨيا"

أجابت سيلڨيا إجابة مقتصره وبصوت ضعيف، جسدها الهزيل يصارع للوقوف ولولا مساعدة لارين لما إستطاعت حتى النهوض بجزعها العلوي:

" هزور ميلاريا"

وبعدها إجتمعت العبرات في عينيها الحمراء المتورمه بقوة، كانت تبكي طوال اليومين كلما تتذكر ما حدث في ذلك اليوم البشع... ومجددًا تراودها الكوابيس حتى في نومها، كوابيس عن طفل يبكي و رجل يذبح آخر.

تنهدت نورا تقول وهي تمسك بكف سيلڨيا:

" إرتاحي يا سيلڨيا، أنتي روحتي إمبارح.. ومحتاجة ترتاحي شوية"

فأجابت هي لا تريد النقاش في الأمر أكثر:

" خالتو أنا هروح"

تبادلت لارين النظرات مع نورا لا يعلما ماذا سيفعلان.. ثم أكملت سيلڨيا طريقها نحو باب الڨيلة لتتبعها لارين سريعًا دون كلمة متوجهان للخارج نحو سيارة ليندا التي تنتظرهما.

ساعدتها لارين للجلوس في الكرسي المجاور لكرسي السائق، ثم توجهت دون كلمة ترتدي عوينات نظرها وتجلس في الخلف.

و إنتلقت السيارة، وبعد دقائق... دخلت سيلڨيا إلى المكان.. ليعلوا ثغرها إبتسامة ضعيفة حيث لا تقوى على إبتسامة غيرها:

" صحيتي يا ميلاريا"

كانت تطالع تلك المسطحة على الفراش في المشفى وقد إستيقظت اليوم، بعدما إستطاع الأطباء إنقاذها قبل يومين بالصاعق الكهربائي.. ولكن كانت نائمة طوال اليومين و سيلڨيا فقط تجلس وتبكي بجانب كرسيها تنتظر إستيقاظها.

إبتسامة متسعة علت أفواه لارين وليندا يطالعان شقيقتهم التي تركت أيديهم تجبر نفسها على التحرك بقوة نحو سرير ميلاريا تحتضن رقبتها بكل قوة تقدر عليها وهي تبكي قائلة:

" قلقت عليكي أوي، أوي"

عانقتها ميلاريا بقوة تتحدث بصوت ضعيف:

" أنا كويسه، بطني وجعاني بس خدت مسكنات"

قبلتها سيلڨيا قبل عديدة في وجهها بينما خرج صوتًا الله وحده يعلم من أين أتى ليفزع ثلاثتهم دون ميلاريا قائلًا بسخرية:

"لا قولتوا صباح الخير ولا حتى تفيتوا في وشي "

صرخت لارين بعمر الذي فزعهم يخرج من مرحاض غرفة ميلاريا و تعلوا فمه إبتسامة ساخرة:

مُقَنَعُون (إن سقط قناعك سقطت قوتك) من سلسلة T.D Where stories live. Discover now