الفصل الرابع و الأربعون

39 4 5
                                    

الفصل الرابع و الأربعون .
عودة الغائب ( شيطانة ) تأليف سماح عياد .

ذهب عمار مع زوجته بياتريس للمستشفى و لكن الطبيبة أخبرته أنها بصحة جيدة و كذلك طفلها و أن موعد الولادة قد يكون بعد إسبوع أو عشرة أيام .

بعد خروجهم من المستشفى إتصل عمار على فتحي ليسألهم عن أخر التطورات فأخبره فتحي أنهم في طريقهم لشقة إبرايم و معهم فتحية و في الصباح الباكر سيعودوا لنجع الجن ، و طلب منه أن يأتي هو و بياتريس ليبيتوا معهم و ليخرجوا كلهم معاً في الصباح الباكر للنجع .

إلتفت عمار لبياتريس و قال :  كلهم متجمعين عند إبرايم أخوكي حتى يسرى ، هنروح نسهر معاهم و لو تحبي ممكن نبات عندهم و نطلع كلنا سوى الصبح بدري على النجع .
هزت بياتريس رأسها بالنفي و هي تضع يدها على بطنها التي يتحرك بداخلها الطفل بطريقة غير طبيعية حتى أنها تشعر أنه سيمزق أحشائها بركلاته القوية .

عمار و هو يراها هكذا :  في ايه يا بيتا ، تحبي نرجع المستشفى تاني .
بياتريس :  عايزه أروح ، وديني شقتي يا عمار .
عمار :  خلاص يا حبيبتي زي ما تحبي .
عندما هزت رأسها بالنفي  ، و أخبرت عمار أنها تريد الذهاب لبيتها فهي متعبة و تريد النوم عندها هدء الطفل فإستراحت هي .

تعجب عمار من موقفها و لكنه لم يعارض لأنه في الصباح سيلحق بأهله في نجع الجن ، و السفر قد يتعبها ، فمن الأفضل أن تستريح الأن .
............

طار الخبر للنجع و تناقلوه من بيت لبيت ، يسرى بنت سلوى لاتزال على قيد الحياة و لم تموت و قد تم تزييف موتها و إخطتفتها سيدة شريرة ، و هاهي أخيراً تعود لأهلها .

تجمعات و مباركات و إحتفالات و إنتظار للغد بفارغ الصبر فالكل ينتظر عودة الغائبة التي كان خبر موتها بمثابة حزن دائم في قلوبهم يزيد مع الأيام و لا ينقص .

يسرى هي الحاضر الغائب فكلما شاهدوا فتاة جميلة يتذكروا جمال يسرى الذي لا مثيل له و كلما وجدوا طفلة مرحة تذكروا يسرى ، فيسرى أصبحت بالنسبة لهم مقياس للجمال و الدلال و الرقة .

أمام بيت الحاج معوض تم تعليق الزينات و الأنوار حتى تحول ليل النجع لنهار ،  تجمع أهل النجع كلهم ليساعدوا و يشاركوا في الإستقبال الكبير و الإحتفال الذي سيقام في الغد لإستقبال تلك الغائبة و التي لن ينام أي أحد في هذه الليلة شوقاً لرؤيتها و لن يذهب أحد لعمله في الغد حرصاً على  إستقبالها .
................

وصلوا لشقة إبرايم و تجمعوا كلهم و معهم يسرى و قد جاء معهم حمدي و أمه فهو لا يريد أن يفارق حبيبته شوشو أو لنبدأ من الأن في نسيان شوشو ( شيطانة ) لتعود يسرى .

دخلوا لشقة إبرايم التي لا يصح أن نسميها شقة فهو قد خصص طابقين كاملين في تلك العمارة الكبيرة التي تقع في أرقى شوارع القاهرة ، ليكون الدور الأول للإستقبال و حجرة للطعام و أخرى هي حجرة المكتب و حجرة مغلقة لإستقبال الضيوف مع حجرة للخدم ، أما الدور الثاني فقد خصصه لحجرات النوم ، و فرشهم بأفخم و أرقى المفروشات بشكل يجعلك تصاب بالدهشة من جمالها و رقيها .

عودة الغائب  تأليف سماح عياد .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن