الفَصْل الخَامِسْ

8 5 1
                                    

رحل الرجلان، والتفتت ماريا نحو آدم

 "كيف، أخبرني، فأنا لا أحتمل الانتظار."

نظر آدم إليها بنظرة مليئة بالغموض، ثم أجاب

 "يجب عليَّ الرحيل الآن، ولكن عندما يحين الغد، لنتقابل عند الكوخ القديم، المكان الذي أقامت فيه والدتك لفترة من الزمن."

ماريا لم تستوعب بعد كيف عرف آدم عن الكوخ، وقبل أن تتساءل، كان قد غادر بالفعل.

حينما كانت تتمشى إلى الكوخ، كانت ماريا تتلوَّى في شعر جميل للمتنبي، ابتسمت وهي تداعب كل قافية بهدوء.

بينما توجهت ماريا نحو الكوخ بخطى متسارعة، ارتفع صدى قصائد الشاعر وجعلتها تشعر بالدفء داخل قلبها. عند وصولها للكوخ، فتحت الباب بحذر لتجد نفسها في الظلام المتناثر بين أقواس الكوخ واضعة همساتًا تبحث عن آدم بين ذرات الغموض والتاريخ.

كان يومًا مظلمًا في سيرا، حيث تتساقط الأشجار المدهشة ويهدر بريق النجوم تاريخاً مفقودًا في المنعطفات الخفية للقلوب. ووسط هذا العتمة، كانت ماريا تتساءل عن ما يخبئه لها قدرها الخفي.

في اللحظة التالية، تحولت حروف الشعر وألوان السحب إلى ظلال متراقصة ترسم صورًا من حكايات التاريخ والخيال.

وبين هذا الظلام، شعرت ماريا بلسعات الحقيقة القاسية تتسلل إلى قلبها، وعندما تلاشى الوهم أمام عينيها، تذكرت الوعد الذي قطعه لها آدم.

"آدم؟"

 همست ماريا بتساؤل يمزج بين الحيرة والتساؤل، في حين كان صدى أحاديثها يتلاشى في أفق الظلام المتناثر.

كان الكوخ يتنفس بصخب الكلمات الضائعة والأفكار الملتوية.

وسط تلك الخيوط المتشابكة من الأمل والثقة، لم تدرك ماريا ما تحمله الغد من أحداث ومفاجآت.

وفي تلك اللحظة المظلمة، اجتمعت السماء المظلمة بألوان السحب، تكشف عن عالمٍ جديد مليء بالغموض.

داخل الكوخ القديم الذي اختاره آدم للاجتماع، تجسدت ماريا ورأت النور الخافت يكتسح الكؤوس القديمة.

"آدم؟"

 همست ماريا مرتجفة مرة أخرى، حيث يتمايل صدى اسمه في الهواء الساكن، دون أن يجد صدى له.

في صمت مطبق، تحول الظلام المحيط إلى نور مشع يكتشف وجهًا ينبض بالغموض والغدر.

على الأرض، يبرز ظل آدم بعيون تنبعث منها نفحات حزن وشك نحو ماريا.

"ماريا، لقد كنتِ ضحية وهم كبير."

 هكذا تلك الكلمات تلدغ قلب الفتاة التائهة في بحر الخداع.

ماريا تجد نفسها أمام حقيقة مؤلمة، تلك الحقيقة التي تجتاحها بقوة وتستنزف من آمالها.

"حقًا جئتِ لتخلصيها، أليس كذلك؟"

، صوت آدم يفوح بنبرة من الاستهزاء والألم معًا. ماريا تتأرجح بين الدهشة والخيبة، وسط جو الكذب والوهم الذي تجد نفسها عالقة فيه

تسائلت بضعف

"كيف؟" 

تحاول فهم الحقيقة التي تتمدد أمامها بثقلها.

"أنا سُهَيْل بن الملك، سأظهر لك الحقيقة الصادمة التي لم تكن تتوقعينها."

 ومع هذه الكلمات، انكشفت الحقيقة بتلك السيف اللامع تحت رداءه، محدثةً اضطرابًا من الضوء والظلام.

تترقب ماريا مواجهة الحقيقة المريرة التي كانت تختبئ خلف أظلال الوهم، فهل ستجد طريقة للهروب أم ستواجه مصيرها بكل برودة في عالم لا يبدو أنه سيشف عن غموضه قريبًا؟

سِيرا المُقَدَسَةُWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu