استحِواذ | MINSUNG

16

vote and comment please
فوت وكومنتز ارجوكم :)

-

كلماته مزّقت قلبي لأجهش بالبكاء ، ولم اقوى ولم اشعر بنفسي إلا حينما مشيت اليه وسريعاً ما انهرت على ركتباي امامه لأحتضنه بكامل قوتي باكيًا بكسر عظيم لِما اصابه

إلهي مابال قلبي ، كيف لصغيري ان يذوق التشرُد في ازهى ايام حياته؟ وكيف لحُسنه ان يذبل وسط هذه المجزره البائِسه؟

احتضنته بكامل قوتي مرعوباً ارتجف ، وتساقطت ادمعي وبكيت ، أحاول استيعاب ما ذاقه طوال سنين تشرُده ولقسوة الأمر لم اقوى لأبكي بقسوه

احتضنه الي وبنبرتي المُرتجفه نطقت وسط شهقاتي الداميه " يا صغيري الغبي يا صغيري الغبي لماذا لم تخبرني! "

احتضنني سعيداً بحُزن شديد وبكى ناطقاً " حاولتُ ان أخبرك ولكنك لم تسمح لي برؤيتك! وددتُ ان اشكو لك قسوة الحياه بي وما اصابني بعدك ولكنك لم ترغب برؤيتي!

عشتُ في عذاب قاتم بعدك! امشي في الليل المُظلم والشوارع الفارغه مُنكسراً ابكي كالطفل الصغير ، اتخبط مرعوباً خائِف ومُنكسر واصرخ بأسمك لتموت روحي حينما لا تُجيبني!

ذقت اقسى ما يذوقه المرء في تشرده!
ذقت مالا يتصوره العقل ابداً لوحدي

تذوّقت الخوف والهرب من مُحاولات التحرش والجوع والفقر والإنكسار ، تذوقت الإهانه من الجميع ودخلت السجن بتهمة سرقة الطعام والماء لشدة جوعي ، تذوقت الضرب من اصحاب الأسواق لسرقتي وتذوقت البرد القارس وتشذُب جسدي دماً لشدة جفافي

ولثلاثة اعوام طلبتُ فيها رؤيتك ولو لثانية واحِدة حتى ابكي في حُضنك مُخبراً اياك كل هذا عالِما انك لن تسمح للحياة بأذيتي.. ولكنك رفضتني لترفضني الحياة بأكملي "

بكيت اكثر واكثر ناطقاً " ما علمت أن الأمر هكذا ظننت انك تعيشُ بسلام! ولم اعلم انك تغلغلت في البؤس دوني! الا لعنة الرب علي "

بكائي بات واضِحاً لا استطيع إستيعاب ما عاشهُ وقت تشرده ولا أريد الإستيعاب ، إلهي ما هذِه المُصيبه كيف لصغيري ان يعيش كُل هذا لوحده!

وهاهو مُغمضاً عيناه يتشبث بحضني ، يكاد يسقط لشدّة تعبه وقال ببكائه المُنكسر " نعم ذقت الألم وفقدت كُل شيء ، ولكن هذا لم يؤلمني بقدر ما آلمني إعراضك عني وكرُهك لي مينهو "

وسريعاً ما ابتعدت عن حضنه وكوبت وجنتاه ، ابكي ويُنافسني في البكاء ، ونطقت مُوبخاً برجفة صوتي

" لقد كذِبت ولم اكرهك.. وكيف لي ان اكرهك ايها الأحمق؟ فأنت الشيءُ الوحيد الذي لا يموت في قلبي ، فکيف لي ان انسى حُبك اجنِنت يافتى! "