8| "فاتنه ! "

143 10 8
                                    


"أيروقُكِ ما ترين؟ "

كنتُ مُستندة برأسي على يدي اليُمني فوق الطاوله المليئة بأصناف الطعام الذي لم اره بحياتي، تلك اول وجبة لي مُنذ رحيلي من القطيع، المُشكلة هنا انني لا

أستطيع تناول الطعام او هذا الطعام بالتحديد، انه نوعاً ما ... كيف يقولونها
خلاب للحد الذي أشعر انني سأُتلفه ان تنفست، لذا و بكل بساطه جلستُ كفتاة جيدة أشاهد

هذا الرجل النبيل يتناول طعامه بإحترافية مطلقة، يتلاعب بتلك السكين والشوكه بطريقة بطيئه مُتقنة، نعم اعتقد انني لن اتنفس لوقتٍ طويل على ما يبدو،

وما لاحظته من هذا التأمل الذي لا اعلم كم استغرقت به، انه لا يرمش حتى و لو بالخطأ لا يفعل، تعابيره جامدة بالكامل، لديه فكٌ حاد لطيف وعظام وجنتيّن ... أعني من يملك

عظام وجنتيّن بارزة هكذا هذا رائع!
شفاهٌ كبيرة عكس خاصتي الصغيره المُمتلئة، وحقا أريد شفتيّن كخاصته اشعر بالغيرة،
شعره القصير الذي عاد للونه الفحميّ،اما عينه

فكانت هي الجمال الاعظم ... حجمها الكبير قد يبدو مُخيفاً وحلاكها قد يبدو مُرعباً،وهنا انا لا أُخمن فمنظر الخادمات الهلع من مظهره،وهرولتهن خارج غرفه الطعام فور دلوفه يؤكد ما اقول، هيا يا فتيات انه شكله الطبيعيّ

ماذا يتفعلون ان رأيتن ما رأيتم .. ام اعتقد انكن رأيتن أكثر مما فعلت انا، لكن مظهره هذا فقط .... يجذبني !

كأن بجمودها هذا تحبس شياطينه،
انه جائع هذا ما لاحظته رغم بطئه الشديد، ورائحه طعامه مُختلفه تماما عن باقي الطعام لا اشعر انه قابلٌ للأكل فهو لحمٌ بدون طهي

فعليا أستطيع رؤية الدماء تقطرُ بجانب شفتيه عند المضغ او تظاهره بهذا ثم يلعقها بهدوء كأنها صوص مخصوص، شئٌ اخر انه .... لا يتنفس!

فقط كيف لم أَلحظ هذا من قبل، كما انني لا أتذكر حقا سماع دقات لقلبه ... قد يكون جزء منه مصاص دماء ربما،لا اعلم فمُنذ اخر حديث لنا أغشي عليّ دون ان أدرك هذا، لا اعلم كم

من الوقت مرّ وانا نائمه لكن كان هو اول شئٍ رأيته عند استيقاظي، وكالعادة هو مُستيقظ،
أخبرته انني جائعة بدون مقدمات، بعض الوقت مرّ وها نحن نتناول الطعام، او هو يفعل

وانا أشاهده، فقط صوته الهادئ العميق هو ما قطع لحظات تأملي الطويلة، رمشتُ بأهدابي عدة مرات لأستطيع استيعاب ما قاله تواً، همهمت بهدوء لأومئ بنعم بنظره حاولت جعلها لطيف وهذا فقط اضحكه !

هذه ثاني ضحكه يظهرها لي حتى الان هذا نادر الحدوث بالفعل، سقط نظري لصحنه او ما هذا هل انهى عشرين صحناً للتو، أخبرتكم انه جائع لكن ليس لعشرين صحنا ممتلئ بالكامل من هذا اللحم الغريب !
اعدتُ نظري له وكان فقط يُحدق بي بجمود

أُضحِيةُ الألفاDonde viven las historias. Descúbrelo ahora