4 - عائشة و رسول ﷲ ♥️🌙

8 3 7
                                    

السلام عليكم ✨

نبتدأ فصلنا كالعادة بإجابة الفزورة السابقة، و الإجابة هي : ( ام المؤمنين صفية رضي الله عنها )

وفي هذا الفصل سنتكلم عن قصة طريفة حدثت بين عائشة و رسول ﷲ ♥️


حين أرخى الليل سدوله والنبي – صلى الله عليه وسلم – مستلق على فراشه بجوار عائشة رضي الله عنها، يظنها مستغرقة في نومها، فانسل من بين يديها، ثم انتعل حذاءه وأغلق الباب وراءه وهو حريص على ألا يصدر صوتا يوقظها

والذي لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – يعلمه، أن زوجته كانت تتصنع النوم وتتظاهر به، وتبصره من طرف لحافها وهو يخرج من البيت، وحدثتها نفسها عن سر خروجه عليه الصلاة والسلام في مثل هذه الليلة الليلاء، أحاجة ماسة؟ أم لقضاء حاجة في نفسه؟

وما إن مس هذا الخاطر فكرها، حتى نهضت فزعة إلى ردائها، مدفوعة بحرارة الغيرة لتقفو أثره وتقف على خبره، وظلت تسير خلفه حتى رأته يدخل البقيع ويقصد قبور أصحابه، ثم يقف بين ساكنيها، ومكث فيها طويلا يرفع يديه حينا ويخفضها أخرى

وبينما عائشة رضي الله عنها ترمق النبي – صلى الله عليه وسلم – من بعيد وهي غارقة في تأملاتها ( كانت تحب تتأمل النبي صلى الله عليه وسلم ) ، إذ بالنبي عليه الصلاة والسلام يستدير متجها صوب بيته، فأجفلت رضي الله عنها وسارعت بالعودة كي لا يراها، لكنها بدأت تلحظ أن خطواته عليه الصلاة والسلام آخذة بالتسارع، حتى تحول مشيه إلى عدو سريع، لكنها رضي الله عنها كانت أسرع منه، فاستطاعت أن تسبقه إلى البيت فتخففت من ثيابها واستلقت على فراشها تتظاهر بالنوم، وأنى لمن كان يركض قبيل لحظات أن يعود إلى فراشه هادئا منتظم الأنفاس!

ذلك ما جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – يكتشف أمرها بسهولة، فحدّثها قائلًا: " مالكِ يا عائش حشيا رابية؟ " ( يعني اشبك تتنفسين بصوت عالي وبسرعه؟ )

فقالت: " لا شيء "

قال: " لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير "

قالت: " يا رسول الله، بأبي أنت وأمي" وأخبرته

فقال: " فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ " ( شافها وهي تجري زي باتمان 😭😭 )

قالت: " نعم "

وهنا لهزها النبي عليه الصلاة والسلام بيده الشريفة في صدرها معاتبا لها على فعلها، ثم قال : " أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟" ( والحيف هو الظلم )

ثم أخبرها بأن جبريل عليه السلام أبلغه بأن يذهب إلى أهل البقيع كي يستغفر لهم، وأنه خشي أن يوقظها فتشعر بالوحدة والوحشة

ويختتم الموقف بمحاولة ذكية في إخراج الحوار من قضية العتاب إلى قضية السؤال والتعلم، فبادرت بالاستفسار عن السنة القولية عند زيارة القبور، فكان الجواب : " قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ".




في نهاية الموقف الطريف هذا استفدنا درس مهم واللي هو دعاء زيارة القبور ✨

فزورة اليوم: كم مرة ذكر جبريل عليه السلام في القرآن الكريم؟

ودمتم في رعاية الله وحفظه ♥️🌙

كتيب رمضان 🌙♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن