<معاناة الانتظار>

25 2 1
                                    

الجزائر  -  الجزائر العاصمة

06:15pm

دخلت المنزل رفقة أخيها الأكبر الذي كان يحمل لها حقيبتها..يضع يده على رأسها فوق خمارها كنوع من المداعبة لأخته الصغرى التي يفتخر بها..

البسمة كانت تعلوا وجهيهما فرون وأخيرا أنهت اجتياز امتحان البكالوريا..

توجها إلى المطبخ حيث كانت أمهما هناك في صدد إعداد عشاء الليلة..

"رون.. حسام..عدتما؟!"

"لا لم نعد أمي لا زلنا في الخارح وهذا خيالنا!!"

رد حسام على أمه يضحك على ردة فعلها ليسلم رون حقيبتها ثم يتوجه لغرفته..

لكن لبنى تجاهلته توجه نظراتها لرون تسألها بحنان..

"رون صغيرتي..كيف أبليتي اليوم في الامتحان؟!"

"جيد أمي والحمد لله..آخر مادة كانت الفلسفة..وموضوعها كان يحتوي على المقالة التي جهزتها..تخيلي لقد كتبت عشر صفحات..وأنا متأكدة أني سآخذ علامة ممتازة.."

قالتها رون وهي تبتسم لأمها ترى كيف رقت نظراتها نحوها ترد عليها..

"الحمد لله يابنتي..بإذن الله ستأتيك البشرى"

"اللهم آمين"

...........................

كانت رون في غرفتها تفرش السجادة كي تصلي صلاتي الظهر والعصر اللتان فاتتاها برفقة صلاة المغرب

كانت في سجدتها الأخيرة لترفع رأسها تسلم يمينا وشمالا

"السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.."

لترفع يديها نحو السماء تدعوا ربها الواحد الأحد

"اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم..وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد..اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك..اللهم إني استودعتك حلما يتمناه قلبي ويشغل تفكيري..اللهم إني أسألك أن أبكي فرحا لحلم ظننته مستحيلا فتحقق.."

...........................

مرت الأيام والتوتر بدأ ينهش روح رون

صحيح أنها واثقة من نفسها وعلى يقين بأنها بذلت قصار جهدها طوال العام وأنها أبلت حسنا في الامتحان

لكنها لا تستطيع السيطرة على نفسها..هي حقا خائفة

حلمها أن تدخل كلية الطب

وهنا في الجزائر يجب أن يصل معدلك ل16,50 أو فما فوق بالنسبة لشعبتها "شعبة علوم تجريبية"

وصحيح أنها من الأوائل في ثانويتها إلا أنها مع هذا تضع احتمالات سيئة كثيرة

وصدقوها الأمر خارج عن طوعها

هي وبالرغم من تشجيعها لنفسها بأنها بدلت قصار جهدها وعملت بجهد طوال السنة و طبعا تعبها لن يضيع سدى إلا أن تلك الأفكار تعاود لفها من جديد

دق على باب غرفتها أخرجها من شرودها

"نعم..تفضل.."

"رون صغيرتي..اخرجي من غرفتك قليلا وتعالي لتجلسي معنا في الصالة.."

"لا أريد أمي..ليس لدي نفس للحديث.."

"ولكن صغيرتي أنتي تقترفين خطأ بحق نفسك..النتيجة لم تخرج بعد و لا داعي لتفعلي بنفسك هكذا.."

"أعلم أمي..أنا حقا أعلم..لكن صديقيني ليس لدي نفس لأي شيء.."

"صغيرتي أنا أرجوك لا تفعلي بنفسك هكذا..هيا قومي صلي ركعتين واقرئي سورة الملك..وادعي الله الواحد الأحد الذي لا يرجع عبده خائبا.."

"حاضر أمي.."

"رضي الله عنك وأرضاك يا ابنتي.."

°°°°°

يقول الله -تبارك وتعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة:186].




لم أتقبل قدريWhere stories live. Discover now