<النتيجة>

23 2 1
                                    

كانت رون داخل غرفتها تصلي صلاة العصر

وصلت لآخر سجدة لتقوم بالتسليم

"السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.."

لترفع أيديها نحو السماء لتدعوا ربها الواحد الأحد

"اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد..اللهم إني أسألك أن تغفر لي ذنوبي فإنك الغفور الرحيم..اللهم إنك تحب العفو فاعفوا عني..اللهم إني أسألك أن تحقق لي مافي قلبي وأن ترزقني حلمي يا الله.."

أنهت داعاءها لتهم بطوي سجادتها تقوم من مضجعها

لتقابل بأعينها البنية الساعة أمامها لتجدها تشير ل 04:00pm

في نفس الوقت سمعت أمها تناديها من الصالة

"رون إنه موعد خروج النتائج..تعالي يا ابنتي.."

همت رون للخروج من غرفتها نحو الصالة حتى أنها لم تكلف نفسها نزع بدلة الصلاة

ودقات قلبها من كثر خفقانها كانت تحس بها عند حلقها

وصلت هناك لتستخرج هاتفها وتدخل لموقع إعلان نتائج البكالوريا للجزائر

لتكتب  رقم التسجيل و رقمها السري  وتجيب كذلك عن السؤال المتواجد هناك ثم تغمض عينيها تنتظر النتيجة أن تظهر

فهي ستأخذ وقتا نظرا للظغط الكبير على الموقع من كافة أنحاء البلد في نفس الوقت

وكلما كانت تمر ثانية أخرى كانت تحس بروحها تكاد تخرج من جسدها

فتحت عينيها عند سماعها لصرخة حسام الذي كان بجانبها وقرأ النتيجة قبلها

لتعلم أنها نجحت بالفعل لتفتح عينيها تنظر للنتيجة

ولم تركز مع كلمة "ألف مبروك"

كما ركزت مع معدلها

15,73

وفورا أجهشت بالبكاء من أعماق قلبها ترى كيف كان أخوها يحاول تهدئتها..بينما تسمع والديها يسألانها عن معدلها

لكنها لم تستطع الإجابة..لم يكن بحوزتها كلمات لتقولها

كانت تبكي بحرقة شديدة..وكل ماكانت تفكر به هو أن فرحتها التي انتظرتها 12 سنة تبخرت..

حلمها الذي انتظرته 12 سنة رحل..

تسمع والدها يقول..

"ظننتك ستأخذين 17 أو أكثر كعادتك يارون..لكن لابأس.."

وأمها تقول..

"أنا أيضا ظننتك ستأخذين درجة أكبر..لكن لا بأس.."

وكلامهما لم يزدها إلا حرقة لذا تزايدت نسبة بكائها أكثر..ترى كيف أنها لم تتحطم وحدها بل والديها أيضا..

كلامهما لم يكن بدافع القسوة أو العتاب..لكنهما فقط أفصحا عما في قلبهما في وقت خاطىء..

استمرت في البكاء ترى كيف أن أمها أيضا تمسح دموعها بخفية تمثل أنها تقبلت النتيجة..

بينما في الحقيقة الوحيد الذي تقبلها هو أخوها ولا أحد آخر..

لذا استمرت في البكاء غير راضية بقدر الله وقدره

استمرت في درف الدموع إلى أن سقطت مغميا عليها من كثر التعب

°°°°°

يقول الله -تبارك و تعالى- : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [سورة البقرة:216].

لم أتقبل قدريWhere stories live. Discover now