الباب الثاني..

50 2 4
                                    

منزل عائلة آلبيرشت.. الساعه 8:00مساءً..
دَخلت بِإستقامه تَرفع صدرِها بـكبرياء وهاله مِن الأنوثه تـحيطُ بها.. شعرها الأسود إمتزج مع الضوء حولها فَـبرزَ وجهها الخُمري بـفعل وهج الأضواء حولها..
يَمتد فُستانها مُغطيًا عنقها بارِزًا فـتحة فُستانها من ظهرِها يُظهر بشرتِها وبعض الخُصلات المُتمرده تُزعجها.. كانت غُرّتها مرفوعه للاعلىٰ تُشكَّل تسريحة لِخصلات شعرها الـقصير..تسريحة لطيفه وهادئه اظهرت جبهتِها.. حُسْن صغير ولمعه خالِده سَكنت عَينيها ذات اللون الأسود ذوات الرموش المُتدليه الكثيفه وشِفتين مُمتلئتين مُغمستين شَدِيدةُ الْحُمْرَةِ.. عنقها الطويل المُغطى بِقماش اسودٍ بِزخارف ذهبيه قليله وكتفِها مَع ترقوتها الظاهرين بِفعل فتحةُ الفُستان جانبي كتفِيها التي كانت بدون قِماش يُغطيها، ونصف جسدها السُفلي تغطّى بـِتنوره اخفت قدميها.. قناع خاص لِلحفلة التنكريه هو ما استقر بين يَدَيها.. قبل أن تضعه في شموخٍ حول نِصف وجهِها وجمال فُستانها الذي نثر على جانبيها حين نكثته بِيديها تبين بإنه لون كُحلي قاتِم.. لَمع القناع لـيبرز لونه الذهبي بعد أن وضعته فوق وجهها كانَ اللمسه الأخيره التي كانَ عليها أن تضيفه لِمظهرها..
نساء ورجال تزايدت اعدادهم كلما اقتربت مِن مدخل القاعه التي جعلت مِن سوداويتيها ترفع ناظريها اليها..
لا احد يستطيع دخول هذهِ الحفله سوى اصحاب السُلطه ذو سُمعه عتيقه.. اخفضت ناظريها بعدما لُحن على أُذنيها صوت الموسيقى بِشكلٍ اوضح بعدما بلغت المدخل الواسع.. الأحاديث تملأ المكان بالفعل فَلا بـُدّ إن الجميع يتحدث عن جمال المنزل او ماشابه او رُبما لا فَجميعهم لا يحتاجون..
بعد أن اخفت نِصف وجهها خلف القناع الذهبي الذي سمح بإظهار جمال عَينيها المرسومتين.. ونصف وجهها السُفلي المُتمثل شِفتيها ذو الحُمره الحَمراء وفكها فقط.. كان مُثبت على انفها وأُذنيها وفُستانها المُلائم لِجسدها منحها منظرًا هادئًا عن غيرها..ولهذا تـقدمت بِضع خطوات أخرى تبتعد عن كـل هذهِ الاصوات، على الرغم من الواضح أنه لا مكان كَهذا هُنا ولكنها كانت تأمل لذلك تجولتّا سوداويتيها لـتَمُّر بـِ اناسٍ كثيره ومِن الواضح إنهم ذو مكانٍ مرموقًا في لندن وانحائها.. كان واضحًا مِن غرورهم وتكبرهم كما تفعل هِـي.. وفجأةٍ دون سابق انذار اقتحم أُذنيّها صوتِ فتاة والتي أختلطت مع الاصواتِ الأخرى بينما كانت تـسير بِخُطاها الواثقه التي تربت عَليّها مِن صغرها.. فَجذب سوداويتيها الناعستين حَديث هذهِ الآنسات وهِن يتحدثن بِلكنةِ بريطانية اصليه:
"لقد سمعت بإن آل بادرينو قَد حضروا الحفل، لا استطيع تصديق هذا لم يحضروا حفلًا سابقًا الجميع يذهب لهم لرؤيتهم ولكن الآن لقد أتوا من ذات انفسهم! "
هذا الحماس الغبي.. مع هذا الحديث والهوس الغبي.. انه اكثر ما تمقت..استمرت في السير تحاول تخطي هذهِ المجموعه وعدم الإستماع لِحديثهن الغبي هذا:
"لقد رأيت احدهم كان يسير في رواق العلويه إختلست النظر قليلًا! ولكن للأسف الشديد المكان مُظلم قليلًا لم استطع رؤية وجهه او ماشابه.."
ضحكات انثويه، اصوات رجوليه، كلام يبعث منهم الـ الهمجيّ..
حين إجتازت الآنسات استطاعت رؤية الكثير مِن الحضور المُقنعين.. زُحام و فوضى والموسيقى الراقصه تملأ الجو..
تعدت الموجودين حتى وجدت مكانٍ لا يوجد به الكثير من الحضور..
رفعت عينيها اكثر لِتُصادف الشرفات الداخليه الواسعه للمنزل
يستند عليها كبار الشخصيه هُناك على ما إعتقدت هي إنها مُخصصه للشخصيات المُهمه والواضحه للمجمتع..
القليل من الشرفات كانت ستائرهم مُنفرجه ليتمتعون برؤية الحفل من الاعلى، جميعهم كانوا يرتدون اقنعه .. بذلات سوداء وفساتين فاخره انطبقت على تلك الشخصيات التي تنظر بـتكبر الى الاسفل حيث الآخرين
لمرةٍ اخيره رفعت عينيها بدافع الفضول سقطتّا صدفه على احد الشرفات القريبه منها والي تغطّت بـستائرها ولهذا لم تستطع رؤية ايّ شيء وقبل ان تشيح بـنظرها لعدم وجود ما تنظر اليه
اوقفها ما لمحته على غفله، رجُل يُبعِد جزءًا من الستائر قُرب جانبها هِي استطاعت رؤية إنه رجُل يقف هُناك بما انها قريبةً كفايه إلا إنه إستطاع إخفاء نِصف وجهه العلوي في الظُلمه التي كانت تسكن شرفته الخاصه لهذا نظرت بإستغراب نحوه
كان ساكِنًا اشبه بِجمادٍ ما.. لم يتحرك لـعدة دقائق طويله
لهذا فكرت بإنه يُراقب الحفله رغم طريقته الغريبه بالنظر..
شعرت بالملل وعدم الإهتمام لذلك لهذا ارادت المضي قدمًا
لولا فعله لشيءً ما..شيءً جعلها تحدق بـتركيز اكثر حول ذلك الشخص كأنه يخبرها بإنه يُراقبها.... ابتسامه صغيره.. ارتسمت حول شِفتيه ابتسامه واثقه جعلها تلاحظها.. وبكُل هدوء وحركة خفيفه وسريعه اطلق سراح الستاره تنزلق بخفه تغطّي ما كان يظهر مِن وجهه..لِتخطو خطوه للأمام ..في ذلّك الرواق الذي لا يُسمع سوى صوت كعبها.. وقفت عِند ِتلك الغُرفه حيث يملئُها رائحة السجائر.. جُلَّ تفكيرها لِماذا هذا الرجُل إبتسم لها بِتلك الطريقه ولِما إستهدفِها في نظراته.. فَهي ليست بـِغبيه حتى لا تعلم لِمن ينظر او لِماذا.. وَضعت يَدَيها فوق مقبض الباب ولكن اوقفها صوتِ فتاةٍ ما.. أدارت رأسِها فقط دون إلتفات جسدها لِتلتقي اعيُنها بـِأعيُن رَماديتّين.. وقطة سوداء تقف على إحدى اليَدَين..  بِـفستان أسودّ طويل ذو أكمام طويله وكفوف مِن تُول نسيج شَفَّاف جميل.. وكان ضيق مِن جهة الخصر ومُحتشم مِن جهة الـصَدر.. كانت ترتدي اقراط زُّمُـرُّديـه ثقيله ولون أَحْمَرُ خفيف يُزين شِفتيها وقناعٍ اسودّ يُخفي نِصف ملامِح وجهِها..
(مالذي جلبكِ هُنا؟)
قالت هذهِ الكلمات وهـي تقترب مِن الواقفه امام الباب على إستعداد لِفتحه..بقيت ماريا تنـظر لها لِعدة ثوانِ حتى قالت وهـي تقف امامِها بِإعتدال:
"الرجُل الذي في الداخل.. هو الذي جلبني هُنا"
آمالت رأسها بـإستغراب دون أن ترمش لِثوانِ..
"وما علاقتكِ به حتى تأتين لأجله؟"
نـظرت ماريا لِعَينيها طويلًا وأخذت نفس وتفحصت المكان الذي كان شبه مُظلم.. كان الجو يبدو متوترًا ولكن لـيس على كلاهما:
"لاعلاقه تربطني به مُجرد فضول لرؤيته"
رطبت الأخرى شفتِيها بتنهيدة صغيره قبل ان ترد عليها..
"على كل حال فضولك ليس وقته الحفلة سوف تبدأ قريبًا"
قالت وهي تَهِمَ بالخروج مِن هذا الرواق الطويل.. فَتبعتها الأخرى للنزول
"هل أعرفك؟"
قالت وهي تخطو خطاها معها وصوت الكعب يصدر صوتً عالِ في المكان من كلاهما..
"نعم، فَلا بـُدّ إنكِ قَد قَرَّأَتـي وسمعتي عن آليس كارتل بادرينو.."
قالت وهـيّ تمسد على فرو قطتها السوداء النائمه بين يَدَيها..
"هممم.. فَلا بـُدّ إنكِ قَد قَرَّأَتـي وسمعتي ايضّا عن ماريا والتون ويليامز..او رُبما لا تحتاجين لقراءة هذا فَـكلام عائلتكِ عنا يكفي"
قالت هذا الكلام بـإستِخفاف قَصْدًا للسُّخْريَّه لِترد عليّها الأُخرى بنبرة هادئة وهيّ تسبقها بالنزول
"وَمالذي تفعله إبنة ويليامز أمام غُرفة تخصّ آل بادرينو؟"
حيث قولها هذا صُدمت الأُخرى ولكن لم يتضح هذا على ملامح وجهها ..
بعد رُبعِ ساعه من نزولهما قَد بدأت الحفله.. بدأت تشعر بالملل فَهي لا ترى شيء يُثير اهتمامها او شيء خطير كمال قال لها لا ترى سوى أقنعة نُبلاء امام عَينيها.. ولكنها بقيت تُفكر بالرجُل الذي ابتسم لها وتاره تُفكر بالشخص الذي أنهى حياته بِسبب انها حاولت التحقيق معه ..وكيف سوف تكتشف من وراء هذهِ القضيه لازالت لا تعلم ..
توجهت نحو المـمر الذي يؤدي للخروج والدخول في نفس الوقت..
وعِند اول خطوه خطتها نحو المـمر اوقفها صوت رجُل وحين ادارت رأسها نحوه بدَا عُمره في الخمسين او اكثر بقليل.. لم يكن يرتدي قناع بل كان بين يَدَيه.. لقد عرفته بسرعه كونها كان في عملها قبل يوم.. إنه سيد آلبيرشت.. كان وسيم ذو حدبة صغيرة على جسر الأنف تجعله يبدو مقوسًا بخفة:
"لا يزال الوقت مُبكرًا على الذهاب آنِسَة ويليامز"
إبتسمت له مُجامَلة وهـي تنظر لِعَينيه بثبات..
"اعتذر سيد آلبيرشت لم اكن اريد الذهاب ولكنِ وحدي دون شريك لهذا شعرت بالملل قليلًا ظننت بإن لا احد سوف ينتبه لعدم وجودي هُنا ولكنك اول من إنتبهت"
كانت جيده بالكذب مع تلك الإبتسامه..
هي لا تريد شريك..
هي لا تريد البقاء فقط دون حاجه لِوجودها في مكانٍ كهذا مليئ بالسامين..
وحين حديثهم هذا تعالت الأصوات..
إبتسم سيد آلبيرشت لِينحني يقبل يَدَاها..
يُعبّر تقبيل اليد على احترام الأنثى وإجلالها وتقديرها وهي عادة كان يقوم بها الرجال قديمًا للسيدات خاصةً من النُبلاء..
ولكنها كانت تشعر بالقرف حين يقبل احدهم يَداها.. خصوصًا كِبار السن امثاله وبكـل صراحه تكره التلامس بالجنس الآخر غير ابناء عائلتها ولكنها مُجبره لإجل سُمعة عائلتها فقط:
"لن تذهبي لإي مكان آنِسَتي استطيع ان اكون شريكًا لكِ"
هذا مُقرف.. تود أن تتقيئ فوق رأسه المُنحني هذا..
هذا ما يدور في رأسها.. أبعدت يَدَيها ولازالت على نفس الإبتسامه..
"شكرًا لك سيد آلبيرشت، زوجتك بإنتظارك استمحيك عُذرًا"
ارادت الذهاب مُجددًا ولكنه اوقفها مرةً اخرى..
"لا داعي للذهاب، كل ما في الامر اردت مشاركة بعض الاحاديث معكِ بشأن ما حدث مع إبنتي.. اتمنى ان الموضوع  بقى بيننا فقط"
قبل ان تتحدث شعرت بـظل شخصٍ ما يقف خلفها.. شخص يوضح فرق الحجم بينهما.. القت برأسها للخلف لترى من يكون ونظرت له لـتجده شخص ينظر لـهما دون أي ابتسامه..
نظروا لِنصف ملامح وجهه لا يرون سوى الجمود والبرود.. كان يرتدي قناع ابيضّ إعتاد ان يرتديها في المسرح خاصته.. اما عن ثيابه فَكانت قميص اسودّ فوقه كوت مُماثل لِلون القميص وبِنطال يُناسب سواد ثيابه جميعها.. وشعره البُنيّ كان مُصفف للأعلى بطريقه جميله وبعض الخصلات مُبعثره فوق جبينه.. كانَ حُنطيّ البشرة تناسب لون أعيُنه الجذابه..
لـِينحني له سيد آلبيرشت بإبتسامة راقيه وهو يوجه انظاره بينهم:
"سير بادرينو.. تشرفت في حضورك"
تحدث آلبيرشت بينما الآخرى كانت تنظر للواقف وراءها..
إذًا.. لقد إلتقت به.. ايزادور كارتل بادرينو لطالما سمعت به.. تقدم ايزادور مِن وراء ماريا لـيقف امام آلبيرشت.. وقال بِنبرة بارده وهو ينظر له بِطرف عَينيه دون ان يُحني رأسه له:
"سيد ميخائيل.. في هذا العصر إن رفضتك إنِسَه او سيده مرة فَـ عليك الخجل ودفن رأسك في الوحل.. اما إذا مرتين؟ يـستحسن دفن نفسك ليسَ فقط رأسك"
ودون أن يستمع لِرده مال رأسه نحن الواقفه تنظر له بـتفكير واضح مِن وراء قـناعها.. لِيمد لها يَده وكانت نفس النظره البارده ينظر بها نحوها.. إنتبهت لِوجود غمازة توسَطت وجنتيه حين تحدث:
"وانتِ آنِسَة.. ويليامز إن رفضتِ رجُل واحد لا بأس ولكن إن رفضت رجُلين في نفس الوقت فَهذا عار على سُمعتكِ وسُمعة عائلتك لذلك..أيُمكن أن نرقص سويًا ويليامز؟"
هي تعرف هذا.. تعرف إنه يلقي خُدعه جيده في كلامه ويستطيع إقناع ايّ شخص في كلماته هذا.. يتلاعب بك ويقلب الطاوله عليك فقط حتى يربح.. وقفت بِثبات تُحدثه وهي تنظر لِعَينيه مُباشرةً:
"سير بادرينو إذًا.. لا يهمني إن سمعت نميمة تخصني لهذا عليّ الذهاب شكرًا على دعوتك "
فور قولها لهذا أدارت بِجسدها وَ ارادت الذهاب حقًا
ولكنه فجأة وضع يده على خصـرها ساحبًا إياها وسط القاعه يتمايل معها معـًا ببطء ثم اسرع مع الموسيقى.. عانقت يَديه عنقها، وحركها لفوق يُبعد خصلات شعرها عن وجهها و وضع جبينه على خاصتها بينما إضطرت تُحرك جسدِها بـِتمايل وهو مثلها.. كان قريب جدًّا منها بحَيْثُ لا يكون بَيْنهما فجوة..
لـِيتمايل بجسده، حيث توجهت يده التي كانت مُغطاة بِقفاز اسودّ نحو يَدها حيث تشابكت كفوف يديهم سويًا :
"هذا الغرور الذي يحتويكِ ..إنه جيد ولكنه لن ينفع معي
طلبت منكِ كَرجُل لطيف ولكن على ما يبدو الطافه لا تنفع معك يا صغير"
تحدثت بِنبرة متوازنة وهـيّ تنظر برأسٍ مرفوع له تـنظر نحو عيناه المختبئتين وراء القناع ..
"رجُل غبي ..الأمر فقط يوضح مدى ضعف شخصيتك حين تفرض نفسك على غيرك"
ابتعد خطوه للوراء ودار بجسدها حتى التصق ضهرها بـصدره لـيحتضن جسدها بكلتا يده ويضع رأسه عـِند عنقها يشُم عطر عنقها الخاص.. وهذا ما ازعجها عدم الإهتمام لِمساحتها الشخصيه
"هممم حقًا؟..ولكن اتعلمين ما الأهم مِن هذا ؟عُطر الياسمين الذي يملئ عنَّقكِ لطيف حقًا ويليامز.."
لقد قالها بابتسامة شعرت بها.. ويليامز هذهِ الكلمه جعلتها تتجاهل كلامه عن عُطرها وإقتحام مساحتها وتفكر بها.. هزت رأسها هزات مُتتاليه ولقد شعرت بقُرب جسده بتلك الطريقه ولكنها تجاهلته.. تجاهلت ما يفعله وكل شيء..
وفي آخر لحظة الرقص أدار بِجسدِها له حيث تقابلت أعيُنهم مِن خلف القناع.. امسك فخذها يرفعها قُرب خاصرته وحينها شعر بشيءٍ تخفيه تحت الفستان.. لِتخرج منه ضحكه خافته وهو يتلمس المُسدَّس مِن فوق فستانها:
"يبدو إنكِ في مُهمه صعبه ويبدو إنكِ لازلتي لم تمسكي المُجرم !أتحتاجين مُساعدتي؟رُبما أستطيع الإمساك به اسرع منك"
نَظَرَة نحوه بِكُلّ هدوء لِتضع يَدَيها فوق يَديّه تبعدها عنها
"لِما لا تخرس فقط أيها البهلوانيّ الغبي.؟"
نظر مطولًا لها حين لامست يَديّها يَديّها لِيبتسم إبتسامه تظهر غمازتيه شعرت بها مُستفزه لها بينما قال وهُوّ ينحني يوازن طولهما سويًا:
"رُبما عليّكِ الإنتباه اكثر ماري لا تعلمين متى يظهر هذا المُجرم امام عينيكِ رغم إنكِ الأفضل بين فريق عملكِ ولكن الحذر واجب اليس كذلك؟انتبهي حتى مِن نفسكِ "
فور قوله لهذا ابتعد عنها جاعلًا منها  تُفكر بِمدى غرابته لقد التقيا لِأول مرة لِما يتصرف كأن هذا لقائهم الثامن او ما شابه !؟
............
بعد وقتٍ ليسَ بطويل كانت تقف حيث يقف آلبيرشت يتحدث مع بعض كِبار الشخصيه  وهو يضع يَدَيه فوق خصر زوجته التي كانت ذو بشره شاحبه واعيُن مُتعبه.. كانت تقف أمام وجه آلبيرشت وزوجته بقُربٍ كبير حيث يتبادلان الاحاديث اما زوجته فَكانت تنظر للفراغ فقط.. فَجذب عَينيها آل بادرينو وهُم يقفون مع اناسٍ ذو شخصيات مُهمه جدًا كما تفعل هي..
حتى ثبتت نظراتها على إيزادور بادرينو.. كان يقف وبين يَديه
كأس نبيذ ولكنه كانَ مُمتَلِئ.. أيترِكَه للزينة ام ماذا؟.. هذا ما كان يدور في رأسها.. إنتبه لِنظرات أحدهم نحوه حتى ثبت نظراته هِوَ الآخر نحوها.. نفس نظرة البرود لا شيء جديد.. كأنه جماد امامها مَن يراه لَنْ يصدق بإنه نفس الرجُل الذي رقص معها وكان يبدو غَبِيًا بالنسبة لها.. وايضًا لِما جميع ثيابه بالون الأسود.. ليسَ وكأنه داخل عزاء.. قطع تأملها له آلبيرشت وهِوَ يحاول جذبها في حديثه:
"ولكن كما تعلمون سيد والتون، مُتعب لهذا لم يستطع وضع خطه جيده لِإمساك السجين الذي هرب.. بالعاده كانَ يمسك المُجرمين بِسهوله ولكن عِندما تدهورت صحتهُ لندن اصبحت فِي حاله سيئه على الرغم عائلته جميعهم يعملون في الشُرطه"
آمالت رأسها بإبتسامه هادئه لا تظهر دومًا على شفتيها..
"سيد آلبيرشت.. هذا ليسَ مِن شأنك حقًا مالذي تعرفه عني وعن عملي حتى؟ وإن كانت عائلتي معروفه فَهذا لا يُعطيك الحق بالكلام الفارغ دون معرفة شيء"
وجهت انظارها نحو يَديه التي بدأت تضغط على كأس الخمر بغضب واضح ويَداه الأُخرى تضغط على الجبين..
وقبل أن يبدأ بالحديث خرق شيء رأسه جعله يصمت قليلًا بصدمه وفجأه إنفجر رأسه و تبعثرت الدماء بكل إنش في المكان الواقف به  كانت الافواه مفتوحة على وسعها والدماء في كُلّ مكان.. وبقايا رأسه تبعثرت على الواقفين في الأركان.. هكذا كانت صورة مشهد تفجير رأسه بشيءٍ صغير.. أشلاء متناثرة لِجسد رجُل كان حَيَّ قبل قليل..بقع دماء، وصرخات وعويل وآهات نِساء.. وجوه مليئه  بالدِماء.. وجه التي حاولت استفزازه وزوجته التي كانت تنظر بعدم اهتمام لِجثة زوجها.. كانت تنظر بِنظرات بارده حول جسده الذي سقط على الأرض دون رأس.. لون احمر الشِفاه تلون بِلون أحمر الدِماء
______________________________
🤭احم إيزادور اللعوب جويي
كنتوا متوقعين آلبيرشت يكون هالشكل؟
وقتله متوقعيه او لا يا ترى!؟

رماد لِأجنحة فراشة Where stories live. Discover now