الباب الخامس..

59 2 0
                                    

بين أزقه ضيقه وأعمال غير قانونيه ..بين ضوءً يُنيرها و بعض الأنوار الخافته التي تعكس على وجهها حيث يظهر البعض منها..قطع هذا الهدوء صوت ميلانيو الغاضب بينما ينظر من النافذة:
"مالذي نفعله هُنا ماريا لا اعلم سبب وجودنا حتى؟"
وضعت يَديّها فوق مقبض باب السياره لِتقول قبل خروجها
"لدي بعض الأمور للأستفسار عنها هُنا ميلانيو انتظرني فقط وإذا حدث شيء تستطيع إيجادي بسهوله"
تنهد ميلانيو بِملل بينما قال بِنبرة صوت شبه عاليه
"مالذي أُراقبه!نحن بين حانات كثيره مُقرفه هل تودين مني مُراقبة النساء والرجال حين يتقيئون المشروب او يفعلون أشياء أخرى؟"
بعدما خرجت من السياره انحنت تنظر له من النافذه المُقابله له لِتقول بِإستغراب..
"لِما انت مُنفعل ؟"
"بِكُل تأكيد سوف افعل!كنت على وشك الخروج مع جِينيت..والآن منعتني من إلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص وكوني رجُل قانون لن انظر لِهذهِ الأفعال فقط"
وقفت ترتب تنورتها السوداء المُناسبه لِلون سترتها واسفلها قميصًا ابيضّ بينما كان شعرها القصير يُلامس عنقها قليلًا .. ولمعه هادئة سَكنت عَينيها ذات اللون الأسود والعيون الناعسه..وشِفاه شَدِيدةُ الْحُمْرَةِ كما تُحبّ:
"ميلانيو.. إن أردت مُحاصرة القطيع عليّك قتل قائدهم..حينها سوف يكون من السهل السيطرة عليهم هل فهمت هذا ؟"
"وإن لم نستطيع قتل قائدهم والسيطره عليهم؟"
"هُنا علينا ترويض القائد بسهوله حينها سوف أستطيع السيطرة عليّه وعليهم كما أُريد"
ارتدت نظارتها الطبيه التي لطالما كرهتها في صغرها..،لِتهم بالذهاب تاركةً إياه ينظر لها بصدمه..يشعر بأنه كلب حراسه لا اكثر في هذا الوضع ..لِتدخل نحو حانه مليئه بِرائحة السجائر الذي كانت مألوفه جدًا لها..كأنها رائحة السجائر الكريهه التي اشتمتها على ايزادور..رُبما نفس العلامه التجارية الذي اشتهرت مؤخرًا..
كانت الأضواء خافته والمكان شبه مُظلم كانت فقط اناره صفراء تضيء ألحانه..وقفت أمام البار لِتضع نقود أمام الرجُل الذي يقدم المشروبات..لِتقول بنبره هادئه جاعلًا من الآخر يتفحصها :
"اُريد لقاء ستيف هايدس "
نظر نحوها قليلًا ومن ثمّ ذهب لِبضع دقائق حتى عاد يضع احدى يَديّه وراء ظهره والأخرى يمدها لها أمام باب خلفي حتى تلحق به:
"مِن هُنا آنِسَتي..سيد هايدس بِأنتظارك"
توجهوا نحو الباب لِتدخل هيّ فقط تجلس على الكرسي أمام المكتب تنتظر دخول الشخص المطلوب..وضعت قدمها فوق الأخرى لِيدخل رجُل يبدو في الخمسينات مُلتحي وتحت أعيُنه يملئه السواد:
"من الذي قطع وقتي مع زبوني.."
توقف عن الكلام وهو يرى هيئة هذّهِ الإمرأة الثريه..لِيقول بصوتٍ خافت..
"يبدو أن هذه العميله فاحشة الثراء ..وجدًا.."
جلس على كرسي مكتبه يُشابك ايديه سويًا ينظر لها بِود عكس نظراته في البدايه :
"سمعت إنكِ طلبتي رؤيتي ..لا صُغرًا بك ولكن هل أعرفك عزيزتي؟"
وضعت ظرف يملئه المال لِيتقول..
"لقد سمعت إنك تستطيع تهريب المخدرات بسهولة دون ان يتم ألقبض عليك سيد هايدس"
لم يبدي اهتمام بقولها هذا فقط نظر للمال بِإستغراب:
"لِنترك المال الآن..من الذي قال لكِ أقوم بِفعل هذا ؟ليس لديكِ دليل حتى وأن كنت داخل حانه عزيزتي"
نظرت له بهدوء بينما تمرر آناملها فوق ظرف المال..
"انا اعرف كل شيء لذلك لا تنكر..لا احب تضييع الوقت دعنا ننهي الأمر بسهوله"
حين نظرت له بِثقه هكذا..علم أنها لا تكذب لهذا امسك المال يلوح به أمام عينيها :
"حسنًا ولكن هذا المال لا يكفي..اعرف أن سبب مجيئك لغرضٍ ما قولي مالذي تُريديه؟"
"سوف تجدّّ رساله داخل هذا الظرف الذي يحمل المال..وحين تكمّل مهمتك سوف أعطيك الباقي"
جذب عينيها الباب حين كان مفتوح قليلًا حيث وقّفت بهدوء بينما قالت:
"سيد هايدس..إذا كنت تريد حُريتك عليك فعل ما أطلب منك"
هز رأسه لِيقف هو ايضًا يمدّ يَديّه نحوها ..
"حسنًا سوف افعل ما تطلبين ولكن عليكِ فعل ما اطلب ايضًا "
"لا مشكله ،خذ وقتك الآن "
تجاهلت يَديّه بينما خرجت من المكان لِينتبه هو لها أن يَديّها كانت ترتجف وبشدَّة..لهذا انزل يَديّه بأبتسامه يذهب لزبائنه :
"لا مشكله،الفتيات خجولات هذه الأيام"
وبعد خروجها من هذا المكان كانت تضع يَديّها فوق انفها بسبب الرائحة الكريهة التي كان سبّبها الكحول والدخان..وحين خرجت وجدت ميلانيو خارج السياره ينظر للماره بِقرف يود سجنهم حقًا وتأديبهم..بينما كان يحتضن يَديّه نحو صدره وعينيه تلامس حاجبيه لشدَّة انزعاجه..نظر حيث خرجت هي لِيرفع يَديّه للأعلى يلوح لها حتى تأتي له بِسرعه:
"تبًا لي حين أصبحت أخاكِ ياليتني خنقتك حين كنا داخل رحم أُمي"
اقتربت منه تعدل نظاراتها تحاول كتم ضحكتها..لم تراه هكذا طيلة حياتها يبدو انه تذكر انه الأخ الكبير هُنا..
"أهدأ ميلانيو لا داعي لهذا استغرق الأمر بضع دقائق فقط وها قد اتيت"
"أين كُنتِ؟منذ متى تدخلين الحانات وبهذهِ الثياب ماريا؟"
"مالذي دهاك هل تذكرت انك اكبر مني بخمسِ دقائق؟"
"المُهم أنا الأكبر هُنا وايضًا.."
وقبل ان يكمل قوله شعر بِشيء حار يخترق جسده يمزّق جلد جسده بِسرعه لم يستوعبها هو حتى ..لِيشعر بإختراق آخر من جهةِ قلبه والذي كانت رصاصتان اخترقت كتفه وأيسر صدره..قُرب قلبه تمامًا.. لم يُصاب طوال عمله في الشرطه حتى ولكن الآن بسهوله تمت إصابته ..نظرت بإستغراب حول صمته المفاجئ لهذا اقتربت اكثر منه تلمس وجنتيه ولكن تجمدت أطراف جسدها حين سالت الدماء مِن ثغره تلطخ يَديّها..لِيقول بنبره ثقيله بينما ارتخى جفن عيناه اتجاهها:
"لا بأس ..سوف..سوف أكون بخير"
رفعت نظراتها المصدومه نحوه وهيّ تعرف من المسؤول عن هذا..لقد حذرها ولم تهتمّ لِتحذيره..ولقد حذرته ولم يهتم لِتحذيرها كلاهما أسوء من بعضهما..سقط ميلانيو ارضًا مغمى عليّه فور قوله لتلك الكلمات الصغيره التي خرجت منه بِثقل كبير وبدأ شاحب الوجه والجسد حين تلونت جميع ثيابه بالون الأحمر الدامي..
وبعد ساعات قليلة..حيث كان الكادر الطبي يحاول اللحاق به حتى يعيش بسبب نسبته القليله على ان يعيش وبسبب خوفهم على ابنهم وضعوا رعايته في المنزل دون ان يذهبوا به للمستشفى..صدى صوتِ اقدام سريعه نحوها ولكنها لم ترفع عينيها حتى ترى صاحبها انها تعرف من تكون..والدتها إيزابيلا تخطو نحوها بِخطواتٍ غاضبه حتى وصلت حيث تجلس إبنتها الجالسه وثيابها مُلطخه بِدماء اخيها..ليصدّوا صوت صفعة قويه لِوجهها تلويه للجهة الثانيه حيث طبعت آثار يَد والدتها حول وجنتها..لم تبدي ردة فعل اكتفت بالسكوت فقط وهي تنظر للأسفل ..انها ليست اول مره تضربها هذا قليل حتى..لِتصرخ بها والدتها وهيّ تضرب بها اكثر عن ذي قبل:
"اعلم إنكِ فعلتِ هذا عمدًا حتى تقتلي ابني!كنت اعرف كم إنكِ شخص حاقد ولكن هل يصل الأمر لِقتل أخاكِ  تودين كسر قلبي اكثر عن ذي قبل!ياليتني لم الدكِ فقط "
كانت تقضم جلد شِفتيها تحاول أن تتحكم بِأعصابها كونها والدتها لتتوقف الضربات فوقها بسبب إمساك والدها لِوالدتها:
"توقفي إيزابيلا سوف اهتم بهذا اذهبي ارتاحي الآن.."
وضعت يَديّها فوق رأسها تشده بقوة تكاد أنّ تقتلعه بينما فتحت عينيّها الدامعتين على مصراعيها تصرخ به :
"انظر اليها!انظر نحو ثيابها المليئة بِدماء طفلي لا اعلم إن كان سوف يعيش حتى هذا غير عادل أن يموت وهيّ لا!سوف اقتلها حقًا إن حدث هذا لا أُريد رؤيتها والتون ارجوك خذها بعيًدا عني!"
أطلق والدها تنهيده بِتعب لِيسعل بقوة لِيُشير للخدم أن يأتوا لِيأخذوا زوجته..وبعدما رحلت بِصراخها الذي ملئ الرواق تقدم والتون نحو إبنته لِيخرج صور من جيب سترته يضعها بين حجرها..وكانت الصور لها حيث كانت تجلس مع ستيف ولكن لم يكن شكله واضح كانت فقط ماريا وهيّ تجلس أمام تاجر مخدرات وداخل مكان كهذا..لِيقول بنبرة بارده بينما يحتضن يَديّه نحو صدره:
"لا حاجه لتفسير الموضوع كُلّ شيء واضح لم أتوقع ان تكوني هكذا..المره الماضيه لقد سامحتك ولكن الآن لا أستطيع فَفعلتك هذه صادمه حقًا..مالذي سوف أقوله للناس إن انتشرت هذهِ الصور؟هل تُريدين تنديس شرفي بالوحل؟وايضًا سوف تأتي الشرطه للتحقق منك والتحقق إن كُنتِ تتعاطين شيءٍ ما لقد كنت اشك بكِ والآن تحققت من كُلّ شكوكي"
رفعت أنظارها نحوه لِقف تهمّ بالرحيل عن هذا المنزل
"لا تقلق لم ولن افعل شيء يُدنس شرّفك يا والدي..لا داعي لِأن يأتوا سوف اذهب بِنفسي"....
وبعد وصولها للمركز..بعد تحقيق طويل واتهامات كبيره من عمها الذي كان رئيسها الجديد وفحص جسدها أن كانت مُدمنه كما يُقال انتهى بها المكث بالسجن لمدة أسبوعٍ كامل بِسبب عمها وموافقة أُسرّتها..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
بعد مرور أسبوع كامل.. دخلت إلى غُرفتها التي إشتاقت لها كانت مُنهكة لابُد إنّ ظهرها قد تُكسر طيلة نومها على سرير الصلب ذاك
إستلقت على السرير تُطلق تنهيدةً عميقة وهي تُحدِق بسقف الغُرفة
تُفكر فيما حدث طيلة هذه الفترة شخصًا مُستقيم مثلها لُطخ سجلها النظيف بسببه ..حينمّا كان الهواء البارد الداخل مِنْ النفاذة المفتوحة
يجعل مِنْ شعرها يطير كُلما ارجعتهُ بيدها حتى إستقامتّ تتجه إليها
تنويّ أغلاقها لتلمحّ ضرفّ اسودّ تفوح منه رائحةً نتنه تجلبّ الغثيانّ لتُمسكه تُقلبه بتفكير كان يبدوا انه لم يُعلق مِن وقتً قصير بسبب أتساخه حتى لمحة شيءً مألوفًا
عليه << E >>
كان مصدرُ الرائحة، حين خُطّ بالدمّ مُضاف إليه مادة "الهيبارين"
يمنع تخثُره لتجلس على السريرّ تفتحُ بحذر تُخرج الرسالة
نفس الخط ونفس الأسلوب إنهُ هو بتأكيدّ هذا ماكان يجول داخل رأسها:
"إشتقتُ لكِ ماريا! .. لا تُصدقين كم كان مِنْ المُحزن ان نفترق بهذا الشكل مَن قد يفعل لكِ هذا؟ " لكنكِ قد وقعتِ في شر أعمالك"
المره الأولى قد ماتت عائلةً كاملةً بسببك  وقد اُصيب شقيقك بسببكِ ايضًاولأنِ اشتقت لكِ؟ لابُد لنا أن نلتقي عزيزتيّ
كما أعرفّ؟ إنّ ويليام الصغير تمتلكّ حسً بالموسيقى؟هلّ لنا باُمسية مُوسيقيه؟لا تملكينّ الخيار لكن؟ كيف أبدو وانا نبيل يدعوكِ بإرادتك، اليس هذا لطيفًا؟الساعة العاشرة كوفنت كاردن اوبرا سأكون بانتظارك هُناك بين كُل الوجوه سأكونّ انظر إليكِ ..تعاليّ للعثور عليّ وأنّ لم تفعلي؟..سيُصبح بدل العائلة فريق، قبُلاتي "
إستقامتّ مُسرعةً قبل الموعد بثلاثّ ساعات لتاخذ حمامًا بينما كانت تُفكر بالضحيةُ القادمة" كوفنت اورتوا "نبيلّ ينحدر مِن عائلة عريقة صاحب دار الاوبيرا التي تأسست مِنَ عشرين عامًا تقريبًا رجُل يبلغ الخامسةَ والأربعين عامًا ذو طابعًا مكروه عند مُعضم النبلاء لكنهم كان يحضرون حفلاتهِ شخصيًا ليس سوى مُجتمع مِنْ المجاملات
المُغطسة بالنميمة كالوحل العالق فيهم، سيد اورتوا ذو واجهة
مايسترو اوركيسترا ، هو مديرّ مكانّ لتجارةِ بالأطفال بطُرق متعددة
كتجارة الأعضاء إضافةً إلى تجاره جنسية بهمولم يكنّ الأمر سري
حتى يُنال القصاص منه، الجميع يعلمّ أفعاله لكن؟.. لا يُجرأ احد على الوقوف في وجهه حتى الشُرطة ذاتها كانوا يقفون عاجزين أمامه لان عائلة اورتوا والذي ترأسها بعد اختفاء ابن اخيه الأكبر الذي كان الوصيّ عليه حتى يبلغ ويستلم منصبهُ بضروفٍ غامضة، كانت مُقربةً للعائلة المالكة حتى اُهدية الأوبرا لهم " دار الأوبرا الملكية "
تُحيّ حفلات المغنيينّ شهيريين إضافةً إلى حفلات الفرق الموسيقية التي يترأسها هوخرجتّ على عجل من الحمام مُرتديه ثيابها قميص ابيض فضفاض القُماش مفتوح الرقبة وسُترةً صوفية خضراء اللون فوقها معطف اسود طويل موافق لبنطالها والحذاء ، بينمّا كان شعرُها مُلتصق من عند رقبتها كونها لم تُجففه، يُزين وجهها مكياج خفيف كُحل خفيف يجعل من عينيها السوداء تبدو مسحوبة، واحمر شفاه ذو لون هادئ يبرزها بمظهرٍ ناعم ..لاِتأخذ مسدسها ذو البكرة تملئه بالرصاص وتُخبئ بضعًا منها في جيبها لتخرج مُسرعةً تاخذ بطاقة الحفل تضعها في جيبها خرجت مُسرعةً دون قول شيء لأفراد اسرتها لا تنوي توريط أحدهم في مُشكلتها فهي لم تعُد المشكلة مشكلة العثور على مُجرم إنجلترا.. " انها حرب إيزادور وماريا "وصلت قبل ساعة ونصف مِن موعد بدأ الحفل لترى السيد اورتوا الذي يبلغ الخامس والأربعين من أعوامه يُرحب بالحاضرينّ عند باب الاستقبال جميعهم رفيعيّ المستوى جميعهم يعرفون بعضهم لا مكان لاحداً غريب في هذا المجتمع الطبقي،
كان رجُلًا طويل أصهب مُصاب بالبهاق منتشر على يديهِ ورقبته
يرتدي سترةً ارستقراطيةَ المظهر قصيرة من الامام طويلة من الخلف كان يمتلك حدبةً صغيرة عند ظهره لكنها لا تُشكل فارقً كبيراً، فهو وسيمّ باجماع سأر من يرونهُ مع ذلك الوجه البشوش لكُل من يراه  ذو النمش على أنفه وخديه واعيونهِ البُنية يُصفف شعرهُ النُحاسي إلى الخلف بينما يوزع البسماتّ ويُرحب بالداخلين عبر الباب.. وجه أنظاره نحو الشخص التالي الذي سوف يُرحب به لِترتسم علامات الإستغراب الطفيفة على وجهه الشاحب ..إنها صغيرة عائلة ويليامز..عائلة ويليامز التي لم تطئ اقدامهم هذا المكان من قبل..كما لو إنها ارض محضوره عليهم هُمّ معروفين بِشرفهم و وقوفهم في وجه الظلم إن اقتدروا عليه..لهذا كانت عائلة اورتوا اكبر من صلاحياتهم لذا اختاروا إلا يُدنسوا انفسهم ويلتقوا بهم..لِيقول بنبرة وديه لها:
"لا أُصدق هذا!الترانيمّ التي أؤديها للرب وصلت!
ماريا والتون ويليامز..؟لا احد يستطيع ان يخطئ في هاتين العينين الشبهيتين بِوالدكِ!انهما مُميزتين"
كانت عينيه تتفحصها بِوضوح ..لِتقول بينما تتجنب النظر نحو عينيه وتنظر للداخل..
"اجل،مرحبًا بك سيد اورتوا ..أ أستطيع أن ادخل؟الطقس بارد بالخارج أكاد أن أتجمد"
كانت يَديّها شديدة الإحمرار تكاد أن تتشقق ..ليُمسك يَديّها بين يَديّه المُجعده
" أنستي ما هذا الحال كان يجب عليكِ ارتداء القفازات قبل مجيئك، هذا لا يليق بِآنِسَة من طبقة نبيلة مثلك هذا غير مقبول؟"
انحنى يُقبل آناملها بطريقة جعلتها تشعر بالغثيان ليدعوها إلى داخل
تفكر انها أخيرًا نزلت عليها الرحمة لتفتك منه في هذه اللحظات، نظرت إلى الداخل لترى القاعة المرصعه بالذهب تُفكر كم روحًا اُهدرت لبني كُل هذا؟..كم شخصًا تعرض للظلم حتى شُيد هذه القاعه أشار لها اورتوا لتصعد إلى الطابق ثاني لتحصل على إطلالة افضل ..يكون المسرح والكراسي اسفلها صعدت لترى كُرسيين احمريّن اللون جلست بينما كانت اعينها لا تثبت مكانها
تنظر لكل وجه لكل عين .. تتفحص المكان بدقةً كما لو انها تغزوا العالم بظلمتها بعد وقتٍ ليس بطويل امتلئ المكان بالحشد الغفير ..
وقف اورتوا بكل شموخ وكبرياء يقود الفريق الموسيقي الخاص به،
مايستروا الحفلة قد بدأ .. لم تكن تستمع للموسيقى بل كانت في عالم آخر تبحث "تبحث عن ضالتُها كانت تثبت يدها على خدها
والآخرى تنقر بطرف سبابتها على مقبض الكُرسيّ بينما تهز قدمها التي تضعها فوق الاخرى .. قاطع تفكيرها صوت ركضٍ  وصوت لُهاث عميق يقترب منها اكثر واكثرالتفت عند باب دخول خلفها
لترى رجُلاً يضع يديهِ على رُكبته يتنفس بسرعة كما لو كان احدهُم يطارده، قَمحيّ البشره شعره كثيفّ منثور يصل لطرف الاذُن مُبعثر قليلاً كان ذو عينينّ صغيرتينّ بالكاد مفتوحتينّ تُغطيهما نظاره طبية ذو إطار صلبّ، يبدو في اوائل العشرينات :
"ا. الم الم اتأخر صحيح؟"
قالها بانفاس مقطوعه وصوت يُكاد لا يُسمع قالها ليفتح عينيه الى تلك التي كانت تنظُر له باستغرابّ التفت لتُعاود النظر إلى الأمام بملل:
"لا، لكن بدأوا توًا"
أقترب منها ليجلس في المقعد المُجاور لها يخرج منديلاً يمسح عرق جبينه كانت تنظر إليه بطرف عينّيها
"أنه أحمق فعلاً "
كان هذا ما يجول في رأسها إلى أن التقت عينيهِ فيها ليتضح على ملامحهِ التوتر:
"فيوو مِنْ الجيد أنني لم اتأخر
اُحب عروض السيد كوفنت اورتوا، الجميع يُحبه صحيح يا انِسَة؟ "
قالها بابتسامة يمُد كف يده المُرتجف لها يود مصافحتها
"روبرت أدجر"
قد عرفته انهُ ابن مُفتشّ محليّ طِفل ضعيف البُنية الجسدية، ولد مريضًا لم يخرج كثيرًاوكان ذي علاقات محدودة كذلك لرُبما اُشفقت عليهِ..مديتّ يدها تُصافحه دون أهتمام فهذا يُعد طفلًا بالنسبةِ لها:
"ماريا ويليامز "
نظر بدهشة وعينيهِ الصغيرتينّ توسعتا بشكل كبير كـ طفلٍ حصل على قطعة حلوى أقترب يتمسك بطرف كرسيها:
"اه اجل! قد سمعت عنكِ الكثير
عندما كُنت اقرا جريده انتِ وعائلتُك!ابي يمتدحكُم كثيرًا وانا بالمثل مُعجب بكم حقًا، لو تعافيتّ لكنت في سلك الشُرطة "
رفعت عينيها ببرود واضح:
"ما الممتع في أنّ تكون شرطيًا؟ .."
رد بسرعة، كما لو انه لم يُفكر قبل أن يتحدث:
"بالطبع انه رائع، تخرج للعالم تطارد المُجرمينّ وتُحقق العدالة! "
حركت أصبعها على شفتيها حتى تلطخ باحمر شفتيها لتهمس وهي تضيع في أفكارها:
أترى القانون عادل إذًا؟.. انسى
فقط ركز على العرض كي لا يفُتك  "
بعد بعضً من الوقت كانت لا تُطيق صبرًا اتلاعب بها ام ماذا؟ يكاد العرض أن ينتهي وهو لم يظهر إلى الآن لتُمتمّ :
" أين هذا البهلوانيّ بحق الربّ .."
قالت ليستدير روبرت
"آنِسَة ماريا هل استطيع مساعدتك في شيء اهناك شيء؟ "
"لا فقط ... ابحث عن أحدهم فقط "
أقترب بملامح لامعةً مُجددًا:
"ها ماذا أهو مُجرم؟ استطيع مساعدتك؟ ارجوك! مَنْ مَنْ؟ "
وضعت يديها على جبينها تدعكه بخفة
تُصبر نفسها مِنْ هذا الطفل:
"ليس كذلك ، حسنًا كان لديّ موعد لحضور الأوبرا مع .."
سكتت لثوانٍ معدودة بينما كانت عينيها بين عينيّ ذاك الفتى:
"إيزادور كارتل بادرينو"
عاد لمكانه بخيبة وهدوء:
(اوه البادرينو ذاك .. ، ضننت انني كنت ساساعدُك،
لكن..؟ يا آنِسَة اضن انك قد تكونين مُخطئة، ذاك الرجُل لن يأتي إلى هُنا؟"
رفعت رأسها باستغراب عليه لتضع عينيها في عينيه مُجددًا:
"هاه؟ ولما لا ياتي إلى هذا المكان؟ "
اجاب روبرت بتفكير
"الم تسمعيّ؟ كان السيد كافنت يذُم عائلة بادرينو ومسرح اركانوس الخاص بهم، يُقال بين النُبلاء ان إيزادور سرق بريق الأوبرا منه، لان نبلاء بدوا يتجهوا إلى المسرح بدلًا عن دار الأوبرا خاصته"
وبين حديثهم هذا حول آل بادرينو ..صمت روبرت فجأة وهو يضع يَديّه فوق صدره يحاول التنفس ولكن لا فائدة لقد اصبح صوت تنفسه ثقيل وعالي لدرجة استطاعت سماع خشخشة صدره المُختنق بينما يَده الأُخرى تبحث بين جيوبه ..لِتنظر نحوه بِإستغراب مع عقدة حاجبيها بخفه
"لهذا عليك البقاء في المنزل حرصًا إلا تزعج الآخرين بصوت تنفسك العالي هذا"
نظر لها بِأعيُن دامعتين على اثرِ الإختناق لِيقف يهمّ بالرحيل بينما يقول كلماته بِصعوبه
"أ..اعتذر عن هذا آنِسَة..يـ..يبدو إنِ فقدت علاجي و..وأنا اركض حتى اصلُ هُنا.."
لم تبدي أيّ إهتمام لهذا ..رُبما معها حق إنَّ شخص مريض مثله لا يستطيع تحمل اجواء كهذهِ لِما خرّج اصلًا؟ حين ذهب روبرت الذي تأخر كثيًرا قرابة الساعة ولازال الحفل لم ينتهي إلى الآن بدأت تشعُر بالتعب حقًا ..وقفت هي الأخرى تمدّ جسدها لِتسمع اصواتِ طقطقة عظامها..
"تبًا له..البهلوانيّ الغبي ايضن إنه يستطيع فعل هذا بي والتلاعب بي كما يهوى؟"
انتهى الآداء وبدأ الحضور يهمون بالذهاب ولكن؟أوقفهم دخول شخصٍ لم يتوقعوا مجيئه هُنا حتى..الجميع يعلم مدى كره كوفنت له ولكنه وبكُلّ وقاحه دخل يجعل الأنظار له داخل دار الأوبرا الذي يخطو خطواته به كأنه ملكًا له..حيث وقفت فوق خشبة الأوبرا الخاصه بِكوفنت الذي كان ينظر بصدمه وحقد واضح على مُحياه وبشرته البيضاء التي أصبحت حمراء لِشدَّ غيضه منه..
حيث كان يقف فوق خَشبّة الأوبرا بِكبرياءً عال..
هالة مُظلِمة تدور حَوله.. قُبعة فيدورا سوداء تُغطي وجهُه.. قُناع ابيضّ يُخفي به نصف ملامح وجهه ..حيث كان يرتدي قميص اسودّ رافعًا لِـاكمامه يظهر ساعد يَديّه ..مع تِلك النظره البارده غَير مُباليه للناس .. صَوْت هُتاف وحَماسة جماهيريّة تَنْطَلِق عاليًا تعظيمًا له وصرخات رِجال ونساء فحضوره المفاجئ هذا لم يكنّ يتوقعوه حتى ولكن؟بالنهايه هو اعظم من أن لا يستقبلوه بطريقه تليق به..
لِيتبسم بِطريقه تستفز الآخر حيث يمدّ يَديّه نحوه لِيقول بهدوء :
"مالك دار الأوبرا الملكي..كوفنت اورتوا..الشخص الذي يلهم الجميع بِموسيقاه العُظمى لسوء حظي إنِ لمّ ارى موسيقاك وجهًا لوجه..ولكن؟لطيبة قلبي سوف أجعلك ترى احد مسرحياتي المُلهمه والعظيمه بالنسبة لك"
صافحه فوكنت بِملامح لا يُطيق وجود إيزادور بها..لِيقول
"هذا لطف كبير منك حقًا ولكن؟لقد انتهى الحفل والحضور على وشك الرحيل "
أنسدلت يَد إيزادور ولازال على نفس إبتسامته لِيوجه أنظاره نحو الحضور الذي لازالوا يقفون وينظرون نحوه بِأعيُن لامعه:
"حقًا؟ارى بإنهم مستعدين لجولة أُخرى"
وفور قوله لهذا تراجع فوكنت بغضب وهو يقبض يَديّه يحاول إمساك أعصابه وعند ذهابه أوقفه صوت إيزادور الخافت وهو يقول:
"خُذ فرقتك الغبيه معك لستُ بِحاجتها"
لِينظر نحو الطابق الثاني الذي كان عكس اتجاه حيث تجلس ماريا..يُشير لِأحداهن..والتي كانت أُخته الجالسه على الكُرسيّ الأحمر المقابل لماريا كانتا طوال هذا الوقت وجهًا لِوجه ولكنها لم تراها او تنتبه لها حتى..وكعادتها كانت تجلس وبين يَديّها قطتها السوداء تلك وكانت توجه أنظارها نحو ماريا طوال هذا الوقت
والغريب أنها كيف دخلت دون معرفة فوكنت بها؟لِتقف تاركةً قطتها وحدها تجلس على كُرسيّها ..وفور حضورها فوق المسرح بدأ ألناس يصفقون فور حضور هٓذانِ الإثنان ..وقفوا الأخوان أمام الجمهور الذي لَمِعَت أعيُنهم فور رؤيتهم واقفان..جميع الأعيُن تتفحص مالذي سوف يفعلانه هؤلاء الأخوان..ولكن قطع تأملهم هذا صوت إيزادور وهو يقول:
"مِنْ الغريب أن اقف هُنا اوليسَ كذلك؟ولكن حتى يستحق المال الذي دفعتموه لحضور الحفله هذّهِ سوف أجعلها حفله لن تُنسى بالنسبة لكم وايضًا؟
اليوم..لن يكون المسرح للخُدع السحريه فقط إنما ..؟سوف اروي لكم خيالٍ قد راودني مُنذ مُده طويله جدًا.."
تراجع للخلف بينما آشار لِآليس حتى تبدأ العزف على الكمان..
وبالفعل استعدت للعزف و وضعت أسفل الكمان على كتفها وقامت بِتثبيته تحت فكها ومن ثمّ امسكت بِيَديّها الجزء الرفيع من الكمان والذي يحتوي على مفتايح الضبط و أمسكت القوس من الأسفل و وضعته فوق أوتار الكمان، موازيـًا لفرسة الكمان وبدأت بِعزف نوتات طويله بينما مُغمضه لِعينيها..وتمايلت بِجسدها مع حركة العزف ..والمكان كان شبه مُظلم والي حيث تسلط الضوء عليها وشعرها الذي تبعثر اكثر بسبب حركتها للكمان ..لِيصدر صوته بِنبرة غنائيه يروي بها ما يدور داخل عقله..بينما خلع قبّعته وبقي فقط في قميصه الأسودّ المُناسب لبنطاله..وعصاه التي كانت بَين يَديّه.. نزلت من فوق المسرح دُمى خشبيه لِرجُل وإمرأة حيث جلس على كرسي كبير يتوسط المسرح ..ليُشير نحو الدُمى التي صُدم بها الحاضرين واولهم فوكنت برؤيتها ولكنه لم يهتم فقط اكمل قوله بِنبرته الغنائيه وهو يوجّه أنظاره نحوها..ينظر نحوها كأنها يقصدها حين يروي كلماته تلك:
‏"Years ago, when I was younger
I kinda liked a girl,
She wasn't mine and we weren't loves, That's
why I was peeking
So I knew that I was in love with a character that wasn't mine, so I thought it was imaginary in my mind Which I lost then
Even though it hurts
I don't care I'm already cursed

رماد لِأجنحة فراشة Where stories live. Discover now