الباب الثالث..

26 1 0
                                    

آلاف الأقدام تركض خوفًا مِن الإجرام.. إرتطام الأجساد تُسَمَّعَ في المكان.. لقد تيقنت للتو بإن كلام ميخائيل حقيقي.. فَعندما كان والدها موجود قبل ان يترك العمل لهُما كانت لندن في أمان عكس الآن.. لوهله اصبحت مُدركه بإنها السبب في موت ميخائيل آلبيرشت.. لقد مات امامِها وبسهولة تامه دون أنْ تفعل شيءٍ حتى.. لقد أتت لِإمساك السجين الذي هرب ولكن إنتهى بها المطاف ترقص رُغمًا عنها مع رجُل بدأ لقاءه غريب..
نظرَت لِلذي كان واقف ينظر بِإبتسامه خافِته نحو الجثه حِين رأت تِلك الإبتسامه وكأس النبيذ الذي كان غير مُمتَلِئ الآن.. كأنه كان ينتظر مسريحةٍ ما حتى يستمتع بكأس الشراب هذا..
لحظة..إنه ينظر نحوها حيث ارتسمت ابتسامه خبيثه على شفتيه ..لِيقترب منها كونها قريبه مِن تلك الجثه هامسًا لها بِأُذنيها بينما كان يمُر منها :
"انها البداية فقط ماري "
قال هذا تاركًا إياها بِصدمه اكبر تحاول استيعاب الوضع ..
كانت الدِماء مُتدليه فوق رِمش عَينيها حتى باتت رؤيتها مُظلمه لهذا كان ذهابه عنها ضبابيًا ولكنه اتجه للطابق العلوي..
.. مزَقت تنورة الفُستان حتى بقيت في فُستان مُمزَّقا..
مسحت وجهها مِن الدِماء وأخذت مُسدَّسها بين يَدَيها المُتعرقه..
ابعدت نظراتها نحو المكان الذي ذهب نحوه
كان في الطابق العلوي الداخلي.. صعدت للعلوية وهي تمسك المُسدَّس بِإحكام.. كانت تركض نحو الرواق بعد ما خلعت كعبِها.. حين إقتربت مِن ذلك الرواق القصير جذب عَينيها غُرفة مفتوحه قليلـًا يَنْبَعِثُ مِنَها رائِحَةٌ نَتِنَةٌ.. كانَ ضوءٍ خافت يَنْبَعِثُ مِنَ الغُرفة لهذا إقتربت بهدوء وهـِيّ تفكر ما سبب هذهِ الرائحة.. وكانت الصدمه حِين دخلت الغُرفة ورأت الذي لم تتوقع رؤيته الآن..جثَّة هَامِدَة  سوداء متعفِّنة تم شنقها بواسطة  حبلٍ سميك.. بالأضافة الى العلامات الواضحه على الجسد..
في بعض الحالات يلجأ الجاني الى إستعمال الحبل في جريمته،وفي هذه الحالة نجد في العنق جزءً غائرًا..
فيكون الحز اَخذًا طبقة الحبل لِتلاحظ إن عمق الأنخساف الحلقي يكون متجانسًا في جميع أجزائه..كلما أقتربت اكثر زادت الرائحه نَتانة اكثر.. كانت يَديها مُنسدلتان بقلة حيله.. ولكن اوقفها صوتٍ ما يقول:
"انا الذي قتلتها"
أَلْقَت نَظْرَةً خَاطِفَةً لِصاحبة الصوت وهي تحاول فـهمِ الْمَوْضُوع.. وَ وِجدت أنها زوجة ميخائيل آلبيرشت.. وأُمها كذلك.. كانت تبتسم إبتسامه مُختَلّة كانت واضح بإنها مُضطربة عقليًا.. في الحقيقه جميع الاشخاص هُنا مُختلين ليسَ وحدها فقط.. إقتربت زوجة ميخائيل لِجثة إبنتها النائمه فوق السرير بدون أن تهاب الواقِفه أمامها.. مسدت على شعر إبنتها بِيديها النحيفه جدًا وبدأت تسرد ما لديها:
"رُبما ندمتُ لِفعل هذا ولكن.. هذا افضل مِن كونها سوف تعيش بِألمٍ وخوف طوال عُمرها مِثل والدتها...ميخائيل.. إنه زوجي ولكنِ لم أختاره لِيكون زوجي.. لقد تم إجباري  لأنه إغتصبني وحملت جزءًا منه داخل رحمي والتي كانت إبنتي.. طوال هذهِ السنين.. اربعِ وعشرين عامًا لم استطيع نسيان الذي حدث مِن يومها.. ولِأصدمك القول لستُ الوحيده الذي كُنت ضحية زوجي..دَنِسَ حياتي وأنا لازلت اصغر مِن ما تتوقعين حتى.. وإبنتي هـِي من دفعت ثمن هذا.. في النهايه كما تَدِينُ تُدان"
لقَد بدأ الغَضَبَ بَادِيًا عَلَى وَجْهِ ماريا فَصَرَخْت بِها بصوتٍ عالِ
"ولكن هذا لا يُعطيكِ الحق أنْ تقتليها! هل تظنين بإن لا يوجد قانون لِتفعلي ما تشاءِ؟ لم يكُن عليكِ سوى الشكوة على زوجك لا دخل لإبنتك في هذا"
"اين هو؟"
قالت هذا وهـيّ تنظر لِعَينيها..
"اين هو القانون الذي تتكلمين عنه؟ لم يأخذ حقي ولَنْ يأخذ حق إبنتي.. ماذا فعلتِ للمُغتصب؟ لا شيء سوى عِقَابًا خفيفًا.. أما زوجي.. فـهو إستحق هذا الذي قتلوه ساعدوني كثيرًا..هذا مَا يُعَاقَبُ بِهِ الْمُذْنِبُ، الْجَزَاءُ بِالشَّرِّ أَوِ القَتل اِسْتَحَقَّ عَلَى أفعالهِ السَّيِّئه عِقَابًا شديدًا قاتِلًا"
شَعَرَت بارْتِخاءِ عَينيها بِوَهَنٍ وَضُعْفٍ وسُرْعَانٌ ما أخذت المُسدَّس مِن بَين يَديّ ماريا.. ظَّنِّت ماريا بإنها سوف تحاول تهديدها..  ولكن يَغْلِبُ عَلَى الظَّنِ أَنَّ الأُمورَ تَسيرُ مِنْ سَيِّءٍ إلى أَسْوَأَ.. وضعت المُسدَّس نحو رأسها ودموع عَينيها تنهمر على وجنتيها.. وهـيّ تنظر بإبتسامة سعيدة كأنها سوف ترتاح مِن حياتها التي لم تفعل شيءً بها.. إقتربت ماريا بهدوء نحوها وهـيّ تمد يَديّها تحاول إمساكها دون إخافتها.. تحاول تمهيد الأمور لها:
"أهدأي.. لا تفعلي هذا أنه امر غبي حقًا.. لقد قتلتي إبنتكِ انا اتفهم انكِ نادمه ولكن.. لا يوجد داعي لِقتل نفسك هذا جنون حقًا لذلك أعطيني هذا المُسدَّس مِن بَين يَديّك سيدتي"
"جنون.. لا يوجد شخصٍ ليسَ لديه جنون هُنا، انتِ ايضًا سوف تطلقين جنونكِ في احدِ الأيام.. والأمر الغبي هو أنني سوف اجعل مِن نفسي سجينة لديكم هل هذهِ حياتي؟ إغتصاب، زواج، إعتقال؟ أفضل الموت على هذا"
ودون قول كلمةٍ أُخرى صَدَّى صْوَتَ إطلاق النار مع تبعثر دِماء رأسِها.. و وقعت جثَّة هَامِدَة فوق جثَّة إبنتِها.. وتلطخت الدِماء على وجهِ الواقِفه امامِها.. كانت تعتقدُ بأنها سوف تستطيع إنقاذها.. _______________________________
في اليوم التالي.. منزل والتون..
حيث كانت تقف ماريا وأخاها يضعون أيديهم خلف ظهرهم.. وكانوا عائلتها يجلسون امامهم.. ومعهم عمها جورج الذي كان يمسك جريدة الأخبار .. حيث كانت توجد صورة ماريا والتون ويليامز وإيزادور كارتل بادرينو حين كانوا يرقصون..
رَمَى الجريده ارضًا نحو اقدامِها و  نَظَرَ إِلَيها نَظْرَةَ اسْتِخْفافٍ وَاسْتِهْزاءٍ:
"لا اعلم مالذي اقوله يا أبنة اخي هل ذهبتي لأمساك المُجرم او الرقص مع إبن عدو عائلتك؟ لا اصدق كيف تفعلين هذا بسهولةٍ تامه.. كأن الموضوع غير مُهم بالنسبة لكِ لقد عرفت من البدايه بأنكِ لستِ جديره للمُهمه، بسببك انتِ لقد خرجت ثلاث جثث مِن منزل واحد وعائله واحده.."
سَعِلَ والتون وهِوَ يضع منديلًا على وجهِه وقال بصوتٍ مُتعب..
"توقف جورج، اعلم إنها مُخطئة ولكن لا يوجد داعي لكلامك هذا.."
نظر لِإبنته الذي كانت بحالة صدمه مِنْ الذي حدث البارِحة.. لهذا قال بِبرود وهِوَ ينظر لها..
"لم اعلم بإنكِ ذهبتي للحلفة حتى تمسكين المُجرم ماريا ولكنكِ كُنتِ مُخطئة حينَ ذهبتي وحدكِ دون فريقًا كامل، لقد استطاع الهرب مِنْ غرفة كانت تحت الأرض هل تتوقعين أنكِ تستطيعين إمساكه وحدكِ؟"
قبل ان تتحدث ماريا نطق عمها مرةٍ أُخرى..
"والتون.. منذ متى ونحنُ نستهين في اعمالنا؟ اعلم أنها ابنتك إنها بِمثابة إبنتي ايضًا ولكن هذا لا يعني إنِ سوف اتساهل معها في المنزل شيء وفي العمل شيءٍ آخر وبِما إنِ في مكانك في العمل سوف اسحب هذهِ المُهمة منها"
قال هذا وهِوَ يستقيم على وشك الرحيل ينظر لِأولاد اخاه بِسَخِطٍْ عَمَا بَدَرَ مِنْهُم..
"عائلة كامله والتون.. عائلة كامله لقد ماتت بِسبب إهمالها لقد ذهبت لإنقاذ ضحيه واحده ولكنها خرجت ومعها ثلاثِ ضحايه"
قال هذا لِيهمّ بالرحيل.. تنهد والتون بِتعب وهِوَ يقف مِن أعلى الآريكه..
"تعلمين بإنكِ مخطئة لهذا هو غاضب هكذا"
خرجت ماريا نحو حديقة منزلهم وهـيّ تَضَّم يَديّها نحو صدرِها.. وكانت الرياح تُبعثر خصلاتِ شعرها القصير..تعلم بأن تم سحب المُهمه منها جديًا ورُبما سوف ينقلون عملها مرةً أُخرى.. قاطع اخاها هدوء تقكيرها وهِوَ يقول:
"اعلم بأنكِ لستِ في مزاجٍ جيد ولكن.. لقد فكرت في رئيسنا السابق.. الم يكُن هِوَ الذي امسك بالسجين الذي هرب حينها؟"
رفعت خصلاتِ شعرها للأعلى لِتنظر له..
"وهل تظنّ بإنه تركه على قيدِ الحياة ميلانيو؟انت قُلتها.. الرئيس السابق الشخص الوحيد الذي امسكه لهذا سوف يكون ميت الآن او تم إختطافه على الأقل"
رُبما معها حق.. لا يوجد شخصٍ غبي يترك دليله ورائه لهذا كانَ اول شيء قَد فعله هِو إخفاء ذلك الرئيس..
كانت ملامحها مُرهقه وجدًا.. وكان ميلانيو يحاول أسنادها قدر ما يستطيع.. إقترب منها اكثر يربت علىٰ كتفِها بِخفة وإبتسامة تُزين شفتيه..
"لا تفكري كثيرًا بالذي حدث البارِحة.. أن يومهم قد اتى ليسَ ذنبكِ ماريا على الأقل لقد حاولتي"
"لا، لَم أحاول حتى ميلانيو.. عمي معه حق لقد ماتت عائلة كامله امام مَرمى عَيني ولم افعل شيء.. أنتحر احدهم امامي ولم افعل شيء.. تم قتل اشخاصٍ امامي ولم افعل شيء.. مالذي حاولت به حتى؟ لا شيء"
وضعت يَديّها التي كانت ترتجف نحو صدرها تضغط عليهِ بِشدَّة لِتكمل حديثها حيث كانت شِفاهِها ترتجف ايضًا..
لقد تلوثت بِدماء اردت أنقاذها حقًا ولكنِ لم استطع.. ذهبت ورقصت وشربت ولكنِ لم افعل شيء ميلانيو.. وأبنتهم.. لم. تكن تستحق الذي حدث.. تم اغتصابها وقتلها وبالتالي والدتها إنتحرت امامي أما والدها؟ لم يرف له أجْفُن عَيني حتى.. كان عليه الموت مُنذ وقتٍ طويل"
قالت هذا تاركة اخيها وراءها في حيره مِن امره..
_______________________________
هالفصل تكملة الي قبله..وبكُلّ صراحه زوجة ميخائيل الخسيس قهرتني ولكن ..راق لي قتلها النفسها
رأيكم ؟

رماد لِأجنحة فراشةWhere stories live. Discover now