مسكن

84

اقتربت من الباب الذي كانت قد فتحته للتو بصعوبة بينما تجر خطواتها ببطئ شديد،،،

شعرها قد اشتد بياضه بينما ارتسمت تلك التجاعيد الرفيعة على اغلب ملامح وجهها،،،

كانت تضع نضارة تساعدها على ابصار العالم الذي بات بلا الوان بالنسبة لها منذ زمن ليس بالهين،،،

رؤيتها لمن يقف مقابلا لها اعادت بعض الالوان لعينيها المرهقتين،حتى بداتى بذرف الدموع دون توقف،،،

:"ن...نامجون،،،انت نامجون،،،،اليس كذلك"

رفعت يدها بهدوء مقربة اياها منه ثم وضعتها بهدوء على خده ،

:"لا داعي لتخبرني بالامر،،،يمكنني التعرف عليك،،، يمكنني الاحساس بك ،،انت....انت ابني"

خرجت شهقات متقطعة من فاه المراة التي وجهت الكلام لوالد نامجون هذه المرة لا له،،،

:"سوهان انت احضرت طفلي،،،لقد اعدته الي اليس كذلك انا لا احلم صحيح"

اومئ الاخير بينما اغرورقت عيناه و بات غير قادر على استخدام صوته القوي و الثابت،،،

سو هان:"اجل،،،انه هو،لقد وجدته اخيرا"

وضعت المعنية كلتى يديها على صدرها بينما يرتجفان بقوة و قد ازداد صوت نحيبها شيئا فشيئا،،،

:"لقد ارهقني الشوق اليك نامجون،،،باتت روحي متعبة جافة متعطشة لرؤيتك،،،لا اصدق انك حي ترزق تقف امامي،،،،لا اصدق انني وجدتك بعد انتضار دام كل هذه السنين،،،،انا...انااا"

كانت دموع نامجون قد خانته فجاة لتنزل معلنة انهيار كل جسور القوة التي ادعاها،

اقتربت الاخيرة منه بسرعة لتضع كلتا يديها على وجهه هذه المرة مردفة بصوت منكسر:"انا اسفة نامجونا،،،،اوما اسفة لك،،،انا كنت مهملة حتى اضعتك من بين يدي،،،انا كنت السبب اجل انا السبب"

نفى الاصغر محركا راسه دون التلفظ بكلمة بينما قامت هي بتقريبه الى صدرها محاولة ضمه اليها،،،
لم يقاوم الاخير البتة،،،بل بادلها العناق بخفة،

كان سو هان يمسح دموعه بينما يراقب لقاء الام بابنها اخيرا،،،كان يراقب لم شمل عائلته التي بعثرت منذ سنين مديدة،،،

في هذه اللحظة و بعد ان تمكن من سماع صوتها اخيرا،،،و الذي حرمته منه منذ زمن،،،ادرك حقا ما اجابة سؤال نامجون الذي طرحه عليه،،،

اجل،

هو يشتاق لها،،،

لطالما فعل هذا،،،

لطالما كانت رؤيتها تعود الى طبيعتها اقصى احلامه و مبتغياته،،،

و ها هو الان،،،يبصر ما كان قلبه يتمنى،

بعد عناق طويل ارتخت عضلات المراة ليحس نامجون بثقلها فجاة،،،

لاحظ سوهان انغلاق عينيها ليهرع لها مسرعا محاولا مساعدتها،،،