اقتباس 1

7 2 2
                                    


_ وما اقترفت ذنبًا
_ آلاء صبري

اقتباس 1
_ وحشتيني يا منى، ليه يا بنتي؟ ليه تكسري أبوكي كده؟ ليه أنتِ بالذات تكوني الشوكة اللي تنغز ضهري يا إيمان؟؟؟

كلمات بمثابة جرح قديم فُتح مجددًا ليكون ذات آثار صعب أن تزول بسهولة، فتحت منى عينيها بتعب تنظر أباها الحنون نظرات مودعة، قالت جاهدة أن يخرج الكلام واضحًا من بين شفتيها:

_ وحشتني أوي يا بابا، حقك عليا حبيبي، بـبنتي وسطيهم يا بابا…هات "أسيف" من عندهم يا بابا، هيمو…. هيموتوها يا بابا

وضع "فاروق" يده على رأسها بحنو والخوف بدأ يتسلل داخله، خاصةً وقد شحب لون وجهها وأزرَقَّ شفتيها، همس لها باطمئنان يقول:

_ بنتك في عيني، ارتاحي علشان خاطري، لسه مشبعتش منك يا منى!

نظرات بريئة دارت بين الأب الملتاع والابنة الحزينة، كانت نظراتها تحمل وصية خاصة، ووداعاً خاصاً، واعتذار خاصاً!!

أغمضت عينيها بسلام بعدما استشعرت الأمان من داخل عينيه، وكانت هذه الغفوة الأبدية…. الغفوة التي مسموح لك فيها أن تترك همومك، وتنزع عنك ثوب الحياة لترتدي جلبابّا آخر، جلباب مصنوع من الآخرة، لا يمسه أذى ولا هم، تكاثفت الدموع داخل عين ذلك العجوز وسقطت، سقطت دون خجل أو تنبيه، والحسرة والقهر يملأون قلبه!!

" يا ليتهم أخذوا الذِّكرى، إذِ ارتحلوا
زالوا ومازالَ في أعماقنا الأثَرُ

إنا لنوجعُ إن غَابُوا وسلوتُنَا
أصداءَ ضحكتهم والطيفُ والصورُ!"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 07 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ومَا اقترفتْ ذنبًا. Where stories live. Discover now