part'1!

828 152 114
                                    

"لسنا جاهلين لما حولنا....لكن الأمر تافه لا يستحق الإلتفات... "

●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●~

في إسبانيا حيث تجلس آلارا كوبيلار ترتدي الأبيض على قمة أعلى مبنى في إسبانيا وشعرها الأسود يتطاير خلفها بينما تراقب بعيونها السوداء الساحرة ما يوجد أسفلها والناس الذين لا يرونها أبداً فقط هي تراهم بعيونها التي تبدو كجوهرة سوداء قاتمة تلمع بسبب إنعكاس الأضواء عليها..

سمعت صوت خطوات تتقدم منها لكنها تعلم من هو صاحبها جيداً لذلك لم تلتفت أو تبدي أي ردة فعل..

جلس بجانبها حيث قدماه تتدلى نحو الأسفل وأي حركة منهما سيلقيا حتفهما بسبب إرتفاع المبنى الشاهق..

حمحم ذلك الأشقر وأردف بصوت ثابت:

-" سيدتي..لقد أنجزت كل شيء..غداً يمكنكِ التنفيذ.."
همهمت له وعادت بظهرها للوراء بينما تثني قدمها والقدم الأخرى تلوح في الهواء..

أغمضت عينيها السوداويتان لتردف بعد ثوان تكسر الصمت الذي خيًم على الأجواء قائلة:

-" غداً الشريحة الثامنة وتتبقى التاسعة حتى نعود للبرازيل.."
نظر إليها بعيونه الخضراء الغامقة التي تحوي لمعة استمتاع لما سيحصل في الغد...

بعد قليل وبعد التفكير بينه وبين نفسه حول السؤال الذي يراوده منذ زمن سألها قائلاً:

-" أود أن أفهم شيئاً...لما تدريباتكم بهذا التعقيد؟.."
لاحت ابتسامة على شفتيها كما لو أنها تنتظر سؤاله منذ مدة..لأنها في كل مرة تذكر أمامه أمر الشرائح ترى نظرة عدم الفهم في عينيه لذا أعتدلت لتجيبه بهدوء قائلة:

-" فرناندو..في تدريباتنا المعقدة تلك صقلٌ للشخصية، جمعٌ للمعلومات وتقوية الذاكرة، هناك أيضاً القوة البدنية وتعلم الفنون القتالية الدقيقة جداً، وتنمية الحواس لتكون يقظة دوماً ، لا تقتصر تدريباتنا بالذهاب فقط حول العالم والإنفصال عن عائلاتنا، كلا فنحن نكون في طور بناء الشخصية طوال الثمان عشر سنة ثم إن الخطر المحدق بنا في كل وقت ليس إلا تدريب لنا ولحواسنا وقدراتنا على الشعور بما حولنا وإدراكه.. كالآن هناك شخص يصعد السلالم بإتجاهنا وهو خصمي الذي ينتهي نزالي معه غداً..."
كانت تبطئ في كلامها حتى يستوعب الأمور ويقلبها برأسه ويربط كل تصرفاتها التي كانت تفعلها بما تتكلمه الآن وتدريباتها التي يشاهدها دوماً والتي تكون صعبة جداً.. لكنه استغرب عندما فُتح الباب المؤدي إلى هنا وبالفعل كان خصمها! هل لتلك الدرجة حواسها دقيقة وقوية..

اقترب منهم ذلك الأسمر صاحب الجسد الضخم، بعيونه البنية التي تناظر ظهر آلارا المستقيم والتي لم تعذب نفسها وتلتفت حتى لأنها تتوقع ظهوره في أي وقت..

ضريح الحبUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum