السادس_(لما الخوف أنه قدر ؟!)

205 22 3
                                    

«منذ ٢٦ سنة»

طرقت بعنف علي الباب، لـٰكن لا أحد يجيب...
رمت بثقلها كله علي الباب ليكسر لتري أفظع مشهد في حياتها...
عمرو مرمي علي الأرض غارق في دمائه وبطنه مشقوقة وبجانبه سكين صغير...
جست علي ركبتيها تبكي وتصرخ بهستيرية وهي تضرب بكفها بقوة علي الأرض:

"عمـــــــــــــــار"
___________________________

"أنا موافقة بس مش هقدر اتجوزك "

"ليه ؟!"

"أخاف الموت"

"ليه... ليه تخافي الموت... كل دا قدر... وتعرفي ازاي انك هتموتي ؟!"

"عشان افتكرت... انا شوفت العمار وأنا صغيرة... في أحلامي... قال لي أن عائلة الأنصاري عائلتنا، محكوم عليها بالموت، الرجال عندما يبلغون الـ ٢٦... والإناث يموتون عندما يتزوجون وينجبون... عندما يكمل الطفل ٦ أعوام سوف نموت أنا وانت، مثلما حصل لأمي وأبي، اخاف ان افقدك... أخاف...لـٰكن أنا"

ابتسم مروان بحنان، ربما فكرة أنهما قد يموتان معًا قد أراحته قليلًا... فهو لا يستطيع تركها ولو لثواني قليلة، فما بالك للأبد ؟... منذ آخر مرة رأها تبكي، وقد حرص علي كسب قلبها، حتي نجح في ذلك بالفعل:

"ليه الخوف وكلنا هنموت ؟ كله مسجل على اللوح المحفوظ، ربنا بس اللي عالم باللي حصل واللي هيحصل سيبي كله على ربنا يا سندس..."

ومن ثم ابتسم بشدة ونهض من علي كرسي المقهي الذي يجلسون فيه، وأخرج من جيبه علبة حمراء صغيرة، وجسي علي ركبتيه وأردف بكل ذرة حب بداخله وهو يفتح العلبة ليظهر خاتم رقيق لامع جميل:

"أنا عاوزك وشاريكِ يا سندس، انا معجب بيكِ، انا بحبك، بموت فيكِ، فرحي قلبي المسكين واقبلي"

ابتسمت سندس بشدة، وقد حسمت أمرها علي ترك كل همومها لله وبداخلها يقين أن الله سوف يفرجها:

"أنا... أنا موافقة"
___________________________
متنسوش
فوت
'تعليق برأيكم

دمتم سالمين
رضوى مسعود

عمار بن الجنWhere stories live. Discover now