الحلقة السابعة عشر

817 58 17
                                    


"طبعًا مستنيه تسمعي صوت تاني!"

ضحكت ثم أردفت:
"بترني على أخويا ليه بقا؟"

الحلقة السابعة عشر
#رواية_سدفة
بقلم آيه شاكر

ازدردت «نداء» لعابها باضطراب فمن ناحية هيام التي أجابت على الهاتف ومن الأخرى رائد الذي حتمًا يخبر والدها الآن!

وحين طال صمت نداء وسمعت هيام أنفاسها المضطربه قالت بارتياب:
" أنا أصلًا شاكه فيكوا من فترة من يوم ما شوفت رقمك عند رائد..."

أسدلت نداء ستارة جفونها وهي تضغط شفتيها معًا لا تدري أيعاندها القدر؟ لكن القدر لا يُعاند هو فقط يسوقنا لنصيب المحسوم منذ دخولنا من بوابة الدار الدنيا...

"يا بنتي ردي متخافيش هستر عليكوا أنا أصلًا كتومة أوي كتومه جدًا كتومه خالص"

قالتها هيام ثم أطلقت عدة ضحكات ساخرة...

نفخت نداء الهواء من فمها لتهدأ ثم نطقت بتلعثم وتوتر تجلى بنبرتها:
"هيام إنتِ.... إنتِ فاهمه غلط"

حمحمت هيام بعد أن عقدت أرجلها أعلى فراش رائد وقالت:
"اشطا فهميني بقا الصح"

حاولت نداء تأليف حكاية:
"أ... أ... وئام رنت عليا مره من الرقم ده و... وسجلته... وكنت برن عليكوا وبعدين..."

أدركت أنها فشلت في التأليف حين قاطعتها هيام:
"نداء متألفيش عشان باين عليكِ... وبعدين رائد مسجل رقمك هو كمان وأنا عرفت الموضوع ده من ٦ شهور تقريبًا عارفه عرفت إزاي؟..."

نداء بنبرة مرتعشة:
"عرفتِ إزاي؟!"

طفقت هيام تحكي ما حدث....
”رجوع بالزمن ستة أشهر”

كانت رائد يجلس على مكتبه أمام جهاز اللابتوب يُطالعه بتركيز حين قالت هيام:
"رائد هات موبايلك كده هعمل مكالمة ضروري"

قال دون أن يلتفت:
"عندك على السرير"

كتبت هيام رقم نداء وتفاجئت بأن رائد قد سجل رقمها سلفًا، فسألته:
"هو رقم نداء متسجل معاك إزاي؟!"

انتبه رائد حين نطقت اسم نداء، قطب جبينه مستفهمًا بتعجب:
"نداء!! وريني كده؟"

قالها وهو يمد يده ليأخذ هاتفه ويُطالع الرقم ثم ينظر لأخته قائلًا بذهول:
"هو... هو ده رقم نداء!!"

اومأت هيام رأسها وهي مبتسمة بخبث، فأخذ رائد يفرك ذقنه وهو يتذكر ما مضى؛ نظرات نداء التي كانت تشي بكل شيء لكنه لم يفطن لها إلا الآن، حركاتها وتوترها كلما رأته، واضطرابها الدائم بحضرته! تجهمت ملامحه وجذبه من شروده صوت هيام الماكر:
"إيه يا أبيه... مقولتليش رقم نداء بيعمل إيه هنا!"

قال بتوتر:
"هه... لأ... مـ... مش عارف هتلاقي وئام اللي مسجلاه..."

”عودة”

رواية سدفة بقلم آيه شاكر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن