رحلة الي المجهول

2 0 0
                                    

عندما أغلق جوناثان الكتاب الغامض، كان الظلام يلف المكتبة بكثافة. الساعة القديمة في الزاوية دقت معلنة منتصف الليل، وأصوات العقارب تكسر الصمت المحيط. أخذ نفساً عميقاً محاولاً تهدئة أفكاره المضطربة، وقرر أن يأخذ قسطًا من الراحة قبل الخوض في أي مغامرة جديدة. لكن الهمسات التي بدأت تتسرب إلى وعيه لم تتركه ينام. كانت هناك قوة مجهولة تدفعه نحو المزيد من الاكتشافات.

بحلول الصباح، استيقظ جوناثان بعزم جديد. تناول إفطاره بسرعة وبدأ برسم خطته. أعاد فتح الكتاب على الصفحة التي تحوي الخريطة، وجلب خريطة حديثة لإدنبرة ليقارن بينهما , وبعد عدة ساعات من التدقيق والمطابقة، تمكن من تحديد ثلاثة مواقع في المدينة تتطابق مع ما ورد في الكتاب القديم. كانت هذه المواقع تشمل أطلال معبد شيفاوا، مقبرة تاريخية، وكهف مخفي تحت جبل آرثرز سيت.

مزودًا بمعداته والكتاب، توجه جوناثان إلى أول موقع: معبد شيفاوا . الأطلال كانت مغطاة بالأعشاب وقد استولت الطبيعة على معظم الجدران المتهالكة.

وصل إلى المدخل، وبينما كان يتجول بين الحجارة المتساقطة، شعر بنفس البرودة الغريبة التي شعر بها في المكتبة. كل خطوة كانت تزيد من شعوره بأنه يقترب من شيء مهم.

في قلب الأطلال، وجد مذبحًا قديمًا لا يزال قائمًا. عليه، رسوم ونقوش قديمة شبيهة بتلك التي في الكتاب. جوناثان وضع الكتاب على المذبح وبدأ بتلاوة بعض العبارات التي تعلمها من الكتاب , الأجواء حوله بدأت تتغير، الرياح تعصف بشدة وصوت ضوضاء خفيف يملأ المكان. فجأة، ومن دون سابق إنذار، ظهرت أمامه بوابة ضوئية تلمع بشكل خافت.

مترددًا في البداية، تقدم جوناثان نحو البوابة. بمجرد أن لامست يده الضوء، شعر بطاقة تجرفه إلى داخلها. وجد نفسه في مكان غير مألوف تمامًا، محاط بأشجار ضخمة وضباب كثيف. كان قد انتقل إلى عالم آخر، عالم يبدو كما لو كان موازيًا لإدنبرة، لكن بأبعاد غير مرئية للعين البشرية.

في هذا العالم الجديد، بدأ جوناثان بالتنقل بحذر، مستكشفًا المنطقة التي أظهرتها البوابة. كل شجرة وكل حجر كان يحمل طاقة غريبة، وكأنها جزء من قصة أكبر بكثير من مجرد تاريخ عائلته. هناك، في الضباب، شاهد شخصيات تتحرك بعيدًا - شخصيات تبدو كأنها من الأزمنة القديمة، ترتدي ملابس عتيقة وتحمل رموزًا تشبه تلك التي في كتابه.

بينما كان جوناثان يحاول التقاط أنفاسه وفهم ما يحدث، أدرك أنه لا يمكنه البقاء طويلاً في هذا المكان. كان عليه العودة إلى عالمه ليستعد بشكل أفضل لهذه المغامرة الجديدة والغامضة. بعد بعض التردد، وجد طريق العودة إلى البوابة الضو بينما كان يعبر الغابات الضبابية، رصد جوناثان هياكل غريبة شبيهة بالأطلال، ولكنها مصنوعة من مواد تبدو خارجة عن كل ما هو مألوف. كانت هذه الهياكل تشع بألوان باهتة، تبدو كأنها تنبض بحياة خفية. اقترب من إحداها، وجد نقوشًا تتوافق مع الرموز الموجودة في الكتاب، مما جعله يتأكد من صلة هذا المكان بعائلة موراي. العالم الحقيقي. المياه كانت صافية تمامًا، تعكس السماء الغريبة المليئة بالنجوم الساطعة التي لا يمكن رؤيتها من الأرض. بينما كان يتأمل المنظر، لاحظ حركة خفيفة تحت الماء، تلميحًا للحياة التي لم تكتشف بعد.

قرر جوناثان أن يتبع الحركة، فقد كان مدفوعًا برغبة عارمة في فهم كل ما يمكن أن يحمله هذا العالم من أسرار. وبينما كان يسير على ضفاف البحيرة، فوجئ بظهور شخصية غامضة ترتدي عباءة داكنة وتغطي وجهها بقناع من الريش. تحدثت الشخصية بصوت خافت، لكن مليء بالسلطة، تخبره عن مخاطر كبيرة تواجه عالمه وعن دوره في حماية هذا العالم من الدمار. وبينما كان يسير على ضفاف البحيرة، فوجئ بظهور شخصية غامضة ترتدي عباءة داكنة وتغطي وجهها بقناع من الريش. تحدثت الشخصية بصوت خافت، لكن مليء بالسلطة، تخبره عن مخاطر كبيرة تواجه عالمه وعن دوره في حماية هذا العالم من الدمار. 

جوناثان، مدركًا للخطر المحدق، استمع بعناية إلى النصائح التي قدمتها الشخصية الغامضة. أخبرته أن بإمكانه استخدام المعرفة التي جمعها لفتح بوابات العودة إلى عالمه، لكن يجب عليه أولاً أن يجمع ثلاث قطع أثرية موزعة في هذا العالم، كل منها يحمل قوة كبيرة قادرة على حماية أو تدمير.

مع نهاية الحوار، اختفت الشخصية مثلما ظهرت، تاركة جوناثان مع خريطة غامضة ورحلة جديدة تنتظره. بقلب ملؤه الحماس والتحدي، أخذ خطوته الأولى نحو جمع القطع الأثرية، مدركًا أن كل خطوة في هذه الرحلة ليست مجرد اكتشاف لأسرار العائلة، بل هي اختبار لشجاعته وإيمانه بقدرته على حماية عالمه.

كتاب من دمWhere stories live. Discover now