حليف ام عدو

2 0 0
                                    

بعد عودته من عالم موازٍ مليء بالغموض، بدأ جوناثان مهمته في جمع القطع الأثرية الثلاث التي تحتفظ بقوى كبيرة قادرة على تحديد مصير عالمه  ومع كل خطوة في هذه الرحلة، بدأ يدرك أنه ليس وحده في هذا الصراع الكوني. كائنات من عالم الجن والشياطين بدأت تظهر، بعضها يسعى لمساعدته والبعض الآخر يطمح لهلاكه والاستيلاء على القوى التي يسعى لحمايته .   

بوابة الظلال 
في أطراف مدينة إدنبرة، حيث الضباب يخفي الحدود بين العالم الطبيعي والماورائي، وجد جوناثان البوابة الأولى التي توصله إلى القطعة الأولى من الأثريات. وصل إلى قلعة قديمة مهجورة، رسمت عليها علامات غريبة تتوهج تحت ضوء القمر. بمجرد أن وطأت قدمه عتبة القلعة، تجسد أمامه شيطان ضخم الحجم بعيون حمراء متوهجة وأجنحة سوداء ضخمة. كان اسمه "مورثيك"، حارس القلعة، وكان قد حُكم عليه بحراسة القطعة الأولى لألف عام .مورثيك، بصوته الذي يشبه الرعد، طلب من جوناثان تحدياً: إما النجاح في لغز الظلام أو أن يكون ضحية للظلال الأبدية. بذكاء وحكمة، تعامل جوناثان مع الأحجيات التي طرحها مورثيك، كل واحدة أصعب من التي قبلها، ومع كل إجابة صحيحة، كانت القلعة تكشف جزءًا من نفسها، قاطعة بذلك طبقات الزمن والسحر. 

مملكة الظلال   

بعد تجاوز تحدي مورثيك، حصل جوناثان على القطعة الأولى: "أميرالد النور". ومع استمرار رحلته، أدته خطاه إلى غابة كثيفة حيث الأشجار كانت عالية جدًا حتى يكاد يختفي قممها في الضباب. في هذه الغابة، واجه كيانات من عالم الجن، من بينهم "عزرائيل"، جني قديم يملك قدرة التحكم بعناصر الطبيعة. عزرائيل، الذي ظهر في هيئة رجل شيخ ذو لحية بيضاء طويلة، عرض على جوناثان المساعدة في تحديد مكان القطعة الثانية مقابل خدمة لم يكشف عنها بعد. على الرغم من الشكوك، وافق جوناثان، مدركًا أنه قد يحتاج إلى كل المساعدة التي يمكن أن يحصل عليها. عزرائيل قاده عبر الغابة، حيث الأرواح المظلمة والوحوش تتربص بالمسافرين الضائعين، إلى كهف مخفي تحت شجرة عملاقة. هناك، وجد جوناثان القطعة الثانية، "مرآة الأرواح"، التي كانت تحترسها الحية العظيمة "ليثيا"، وهي مخلوق من النار والدخان يسكن أعماق الكهف. 
 

مواجهة ليثيا 

معركة شرسة نشبت بين جوناثان وليثيا، حيث استخدم كل ما تعلمه من الكتاب والقوى التي منحتها له الأميرالد النور. بعد صراع طويل وشاق، تمكن من تسخير قوة المرآة، والتي لم تكن فقط تعكس الأرواح بل أيضًا تحول النية الحقيقية لمن ينظر فيها. بمساعدة مرآة الأرواح، تحررت ليثيا من لعنة حبستها في الكهف، وبدورها، منحت جون تلك الليلة، وبعد تحرير ليثيا والحصول على "مرآة الأرواح"، نصب جوناثان مخيمه في غابة قريبة، تحت أشجارها العالية وبين أصداء أصوات غريبة التي كانت تتردد في الظلمة. ومع أن الغابة كانت مليئة بالأسرار، شعر جوناثان بنوع من الأمان للمرة الأولى منذ بدء رحلته هذه. أشعل نارًا صغيرة وجلس يتأمل النجوم المتلألئة في السماء، متسائلاً عما يخبئه القدر له بعد.

في تلك الساعات الأولى من الفجر، حيث السكون يخيم على كل شيء، ظهرت أمامه ظلال تتحرك بسلاسة خارقة، تكاد تكون غير مرئية. من بين الظلال تلك، خرج رجل طويل القامة، ذو مظهر ملكي وهيبة لا تخطئها العين. كان يرتدي عباءة طويلة مزينة برموز فضية تلمع تحت ضوء القمر. هذا الرجل، كما علم جوناثان لاحقًا، هو "أميرال، ملك الجن العلوين"، وهو ليس مجرد حاكم بل حارس لأسرار عميقة وقديمة تخص توازن العوالم. 

أميرال اقترب من جوناثان بخطى واثقة وعيناه تنظران إليه بنظرات تمزج بين الفضول والتقدير. "لقد كنت أراقبك منذ دخولك هذا العالم،" قال بصوت يملؤه الصدى والعمق، "وأنا أعلم بالمهمة التي تحملها على عاتقك. القطع الأثرية التي تجمعها قد تغير مصير كل العوالم، للأفضل أو للأسوأ."

جوناثان، وإن كان متعبًا ومثقلًا بالمسؤولية، شعر بنوع من الارتياح لسماع كلمات أميرال. فقد كان يحتاج إلى معرفة أن هناك من يفهم رحلته وربما يقدم له المساعدة التي يحتاجها بشدة.

"أعلم أنك تسعى لجمع القطعة الأخيرة،" استمر أميرال، "لكن عليك أن تعرف، هذه القطعة محروسة بقوى لا يستهان بها. إنها تقع في عمق قصر الظلام، حيث 'ظلمور'، الشيطان العظيم، يحرسها. لن يسمح لأحد بالاقتراب منها، لأنها مصدر قوته."

هذا الإعلان جعل قلب جوناثان يثقل، ولكنه كان يعلم أن لا رجعة فيما بدأه. طلب من أميرال المساعدة، والذي بدوره قبل، لكن بشرط أن يقسم جوناثان أن يستخدم القوة التي سيكتسبها لإحلال السلام والتوازن، وليس للسيطرة أو الانتقام

.بتوجيه من أميرال، بدأ جوناثان تحضيراته للرحلة إلى قصر الظلام. كانت تلك الرحلة ستتطلب كل ما يملكه من شجاعة ومهارة، فضلاً عن الحكمة التي اكتسبها في رحلته حتى الآن. جهز نفسه بالأدوات والمعرفة التي من شأنها أن تساعده في مواجهة ظلمور واسترجاع القطعة الأخيرة، مدركًا أن نجاحه سيحدد مصير عوالم عديدة، بما فيها عالمه الخاص.

بتوجيه من أميرال، بدأ جوناثان تحضيراته للرحلة إلى قصر الظلام. كانت تلك الرحلة ستتطلب كل ما يملكه من شجاعة ومهارة، فضلاً عن الحكمة التي اكتسبها في رحلته حتى الآن. جهز نفسه بالأدوات والمعرفة التي من شأنها أن تساعده في مواجهة ظلمور واسترجاع القطعة الأخيرة، مدركًا أن نجاحه سيحدد مصير عوالم عديدة، بما فيها عالمه الخاص. 

كتاب من دمWhere stories live. Discover now