12| "إلياس!! "

83 5 4
                                    

تلمعين كألف نجمه تُحارب الليل ببريقها،

نست طريق العودة،

و نسيت انا طريق الوصول !

هل تعرفون ما الالم؟
يقولون ان الالم غير مرئي، لا يشعر به سوى مَن يتألم ويذق مرارته الحُلوة، وكيف يكون الالم حلواً؟

بعد توقف مُسببه!
و تبا لي كُنت انا هذا المُسبب، أرى الالم بل وألمسه الان، هل يُمكن للألم ان يُلمس و يكون مرئياً؟

نعم، يُمكن لأنني أتلمسه الان، انه دافئ!
اشعر بحرارته،أستنشقُ رائحته، أراه ليس كأنني أرى اللا شئ، بل أراه!
انني ...أرى مشاعر!!

فَمه يأمرني بعدم العبث معه، ملامحه جامدة،
جسده ثابت،و عيناه تطلب العفو !
هذا الكم مِن المشاعر المُنبعث من عيناه اكثر مما أستطيع رؤيته دفعة واحده، توقفت عيناه عن التوهج، و لم

يتوقف نزيفها الداخلي، لا اعلم ما يجب فعله، لكن يبدو ان جسدي نقيضي تماماً و يعلم ما يفعل ...عندما ارتفع كفاي لتلمس جفنيه والتربيت عليهما بخفه ، كأنني اقوم بمسح دموعٍ وهميه،

'هو لا يبكي آريس توقفي عن فعل ما تفعلين!!'

"بل يفعل!
انه فقط ...لا يعلم ما هو البكاء!!!"

'حتي الاطفال يعرفون البكاء آريس ...ما الذي تقولينه بحق خالق السماء!!'

دفعت سيرا الى آخر ركن بعقلي،اعلم انها مُشتعلة الان، لكنني بحاجه الى الهدوء بعيداً عنها قليلا، و هذا ما يُسمى الحجب احدى الاشياء التي تعلمتها جيداً...كان الصمت سيد الحديث، و مَن قال ان الصمت سئ، لِما صنعو لغة النظرات إذاً،

كانت يداي لا تزالان تربت على وجهه و تتلمسه بشكلٍ رقيق، كأنني أستكشفه للتو!
كان هادئاً و ظهر الاسترخاء على ملامحه الداكنه كأنه مُدمنٌ حصل على جرعته للتو،
كانت هذه اللغه الثالثه بيننا، وإن صح القول كانت تلك اللغه الاولى مُنذ البدايه،

"هل أعبثُ حقاً؟...كريس! "

إنزلق إختصار إسمه القصير بين شفتاي، ليُصبح أربعه أحرف مِن جديد، لا أعلم ما نظرتي الان هل هي شفقه؟ ربما حزن او انكار؟
قد تكون نظره خيانه لصمته عن مدى سوء افعاله، او مدى سوءه تحديداً...هل هو هكذا فقط، ام شئ آخر؟

"مَن يدري"

صوته العميق خرج ببطئ، أدركت تواً انني اشتقت لسماع معزوفة بيتهوفن الخاصه التي يبرع بعزفها فقط بإخراج صوته، و لم احتاج النظر حولي لأُدركَ اننا داخل قصره مرة آخرى،

أُضحِيةُ الألفاWhere stories live. Discover now