الفصل الثالث عشر

10 3 1
                                    

"احسنت صنعا سموك لقد تخلصت من هؤلاء الحثالة"

تقريبا كل يوم في نفس الوقت في منتصف الليل اسمع نفس عبارات الثناء من فرساني بعد ان قتلت كل متمرد او اي شخص حاول التغطرس على القانون. في هذا الوقت العشاق يهمسون بكلمات الحب بين شفتيهم و انا اهوى رفقة السيوف البتارة تحت سماء الليل القاحلة.

، هذا ما انا عليه، انا كونراد سينا دي ويزارد الامير الاول لهذا البلد و ولي العهد الذي ولد من الظلام الدامس كما عرف عني، ابن الامبراطوة الراحلة كلوديا والكير ابنة الدوق الذي عرف بثراءه و حكمته، عرفت والدتي بانها السيدة الموهوبة و العبقرية، فراشة سوداء تحلق في سماء هذه الامبراطورية.

، لقد تلقت الحب من كل الناس لكنها لم تتلقى الحب من شخص واحد وهو والدي الامبراطور ستيوارت الذي لم يبادلها ذرة حب لقد كان زواجهم لاغراض سياسية،

عاشا وهما يضعان جل مشاعرهما و تفكيرهما لخدمة هذا الوطن والدتي التي انتحرت عندما بلغت 10 من عمري،مازلت اتذكر ذلك المشهد جيدا وجهها الشاحب كالشبح، شفتيها الزرقاوتين لحد السواد بقايا الدموع على وجهها و شعرها الاسود الفوضوي الدم القرميدي الذي لطخ وجهها و فمها و ملابسها و هي معلقة على شجرة كالدمية و الحبل الذي يحيط بعنقها في ذلك الوقت اختلطت جميع المشاعر لدي بدأت بالتقيئ سحبني الخدم بعيدا، بقيت في صدمة لكن اعتدت مع مرور الوقت بقيت اكمل واجباتي كولي عهد اخدم هذا الوطن بجوارحي، جردت نفسي من اغراض المشاعر و الحب و الانسانية لانها غير ضرورية، قبل عامين عقدت خطوبتي مع ابنة احد النبلاء بيانكا ارموند، لم اشعر بأية انجذاب لها و لا هبة مشاعر اتجاهها و هي بادلتني نفس الشعور لا استطيع حتى ان اتصور نفسي احبها لم المس شعرة واحدة منها حتى عادة تقبيل اليد لدى الجميع لم انحني و لم اركع على ركبتي لاقبل يد فتاة لا تحبني ولا احبها، لكن في تلك الليلة في تلك اللحظة اشع بريق عيني، تلك الفتاة المشعة تمسك سيفا, لم اخف يوما ان يوضع السيف في رقبتي، عشت اعاشر السيوف كرفقائي لكن سيف عينيها قد كان بتارا، بتر فؤادي دون ادنى تمهل، انها فتاة غامضة لكنها جذابة.

"سموك كونراد، سموك سموووك"

فتح كونراد عينيه ببطئ على صوت احد خدمه المخلصين

"يوستاف.. اممم..... انت..... مزعج".

تنهد يوستاف ببطئ و هو ياكل تفاحة حمراء شهية بينما يحاول ايقاظ كونراد الذي نام على الاريكة الموضوعة بجانب مكتبه،

كتاب موضوع حول صدره و الشعر المبعث على عينيه، نهض كونراد من الاريكة معدلا قميصه المفتوح و اقتنى سترته ليلبسها، متجها نحو مكتبه ليباشر عمله المعتاد

" سموك لقد اطلت اليوم في النوم اكثر من المعتاد "

"اه، نوعا ما انا متعب قليلا، سوف اخرج الان".

ارتدى كونراد عبائته الزرقاء بلون سماء الليل و قام بترتيب خصلات شعره المتناثرة بشكل مستقيم و باشر بالمغادرة اثناء عبوره الرواق الخارجي التقى كونراد برئيس الخدم انحنى له رئيس الخدم احتراما لمكانته و استوقفه قائلا

" طاب مساءك سموك، اتمنى انك تتمتع بصحة جيدة"

"فل تجتاز هذه المقدمات المفخمة الخاصة بك و ادخل في صلب الموضوع".

"سموك، ان الانسة بيانكا والكير خطيبتك تود لقاءك مساءا في حديقة الغربية للقصر الامبراطوري طلبت مني ان اعلمك انها ترجو ان تفسح لها بعض الوقت لتقضيه معك"

"حسنا اخبرها انني سأتي بعد انتهي من اعملي "

"وايضا سموك الامبراطور يود ان يتنا.... "

استقطعه كونراد بلهجة باردة

"اخبر جلالةة الامبراطور انني لا املك شهية سوف اتأخر بعض الشيئ لدي اكوام مكدسة من العمل"

"حسنا سموك سوف اعلمه بذلك"

غادر رئيس الخدم دون التفوه بأي كلمة، اتجه كونراد نحو الاسطبل حيث يتواجد حصانه المفضل يداعب راسه، بينما كان ينظر لحصانه اخرج ساعة يدوية مظهرها يوحي بأنها قد ولى عليها الزمان مصنوعة من الفضة الخالصة و بنقوش يوضح بتدقق بها رموز لزهرة النرجس الجميلة و الفريدة من نوعها

"امم انها السادسة مساءا سوف اذهب الان".

" طاب مساؤك سموك"

التف كونراد ببطئ ليتفحص من يخاطبه

" اوه فيونا"

فيونا التي اتت بصمت من خلف كونراد بعينين باردتين و وقفة الخدم المعتادة

"اذا فيونا انتي خادمتي المخلصة، فل تخبريني كيف تبلي اثينا فلوريت في البرج"

احمرت وجنتا فيونا البيضاء كبياض الثلج الى اللون الاحمر الكرزي و رسمت بشفتيها ابتسامة مشرقة كأشعة الشمس الدافئة

" انها حقا فتاة لطيفة، مراعية، في بعض الاحيان غبية لكنها حقا انسانة جيدة "

انحت فيونا ببطئ و اخفضت راسها ببطئ

"لذا سموك ارجو الا تلحق بها اي ضرر لانني حينما انغمس بالنظر فيها اجد. بصمات التعاسة قد وضعت عليها".

" همم هذا جيد استمري بعملك فيونا انتي تبلين جيدا سوف اتركك لذا ارجعي للبرج قبل ان تلاحظ غيابك"

"امرك طاعة سموك استأذنك بالذهاب".

يتبع...

دموع القمر الأزرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن