فُرْصَةٌ لَا إثْنَانِ // 18

136 8 5
                                    


« خَطِيئَةُ الثَمَالَةِ »

مرت أربع أيام متتالية:

لا شيئ متغير على حياة أحد، أنا أذهب كل صباح لشركتي،  إيلا تقضي معضم وقتها في الخارج بين التنزه والعمل..

فرانشيسكو.. جون.. إيغور.. أبي.. وبقية رجال العائلة مشغولين في شيئ مهم،  لايريدون الإفصاح عنه بتاتا!!

اليوم بالضبط ليس كسائر الأيام بالنسبة لهم وعوما ولي خصوصا!!

إنه ذكرى وفاة والدي 16؟!

رحيل الأمّ كسر لايشعر به إلا من عاناه، تتوالى بعدها مصائب الحنين والإشتياق التي لا تحصى ولا تعد!!

فراق أمي خلق بداخلي فراغ وحزن لا يُسَد، لا أعلم أهي أمي من فارقت الحياة أم أن الحياة بأكملها فارقتني منذ رحت عني؟!

لست بخير، أفتقد أمي، كأنني افتقد الحياة بما مافيها!!

موت الأم هو الفاجعة الكبرى التي قد تصيب الإنسان، فتتركه مبتور القلب لا يعرف معنى السعادة، الأمان، الطمأنينة والحنان..

تمللت فوق ملاءات سرير البيضاء أمدد أطرافي المتصلبة من النوم..أقصد من السهر طوال الليل، فلم يزرني النوم أبدا ليلة أمس.

كيف سأهنئ في نومي بينما أمي في قبرها بعيدة عن أحضاني؟!

توجهت نحو الحمام لأقوم بروتيني المعتاد بنفاذ طاقة شديدة، خرجت بعد مدة قصيرة وإرتديت ثياب بسيطة سوداء عبارة عن طقم كلاسيك ورفعت خصلاتي البنية على شكل ذيل حصان..

لم أضع العطر وليس لي رغبة في وضع مساحيق تجميل إكتفيت بوضع مرطب شفاه لمنع تشققها!!

نزلت نحنو الأسفل لأجد الجميع في حالة سكون تام بلعت ريقي وأخذت نفسا عميقا قبل أن أتكلم

_«صباح الخير لكم جميعا»

رد كل من كان هناك بصوت خافت جعل من قلبي يخفق بألم وحسرة

_«ولكي أيضا»

لم أكلف نفسي رسم الإبتسامة الهادئة كالعادة لأن الجميع يعلم سواد هذا اليوم علينا …

أخذت جلستي في الأريكة الفردية التي تتوسط المجمع، لم ينبس أحد منا ببنت شفا، بقينا على هذه الحال دقائق ليست بقصيرة...

حتى دخل فرانشيسكو يلقي بالتحية علينا فبادلناه بتعب، رمى نظرة خاطفة نحوي بينما يبتسم إبتسامة باهتة على شفاهه..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 19 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

فُرْصَةٌ لاَ إِثْنَانِ Where stories live. Discover now