○ لقاء وغضب ○

28 4 0
                                    



أخرجها هيسونغ من أفكارها بقوله "الآن أي نوع من الألواح المُنحرفة هذه؟"

إستضحكت بيرل لتعليقه قبل أن تنظُر إلى اللوحة التي يتحدّث عنها

رسمة اللوحة إحتوت على إمرأة مُستلقية في سريرها عارية بجانبها فيل أبيض صغير

"أيُعبّر فيل الخرطوم عن العضو الذّكري مثلاً؟"

ضحكة أخرى إنفلتت منها "يا لقذارتك هيسونغ! توقّف"

"أتقصدين اللوحة؟ نعم هي قذِرة وبحق"

قاطعهما صوت من الخلف أثناء توقُّف جوقة الموسيقى عن العزف

"من الواضح أنّك لا تعرف شيئًا عن الأساطير اليُونانية"

إلتفتا الثّنائي إلى مصدر الصّوت وقائِل الجُملة

قالت بيرل "هيسونغ هذا هُو مالك القصر، شيم جايون"

نظر هيسونغ إلى المالك ولم يعلم أنّه يدس خلف وجهه الحسن كيد ما
مُرتديًا بذلة زرقاء بصدرية متعرّجة من الصّوف وقميص أبيض مخطّط بالأزرق ثُم ربطة عنق سوداء مرقّطة بالأزرق
سرّح شعره الطّويل خلفًا مع نزُول خُصلة خُصلتين أمام جبينه

عندما تنظر إلى وجهه ستجد نظرة إنتشاء بين تفاصِيله
بدا كمن حقق حلمًا كان يحلم به طويلاً

رد عليه هيسونغ بعدم إهتمام واضعًا يديه داخل جيبيّ بنطاله "أثق أن الأمر محض خزعبلات زيوس وما شابه" ثُم ختمه بإبتسامة شامتة

لم يحفل١ جايون بتعليقه ووجّه حديثه لقريبته بيرل يتشدّق بالكلام٢ "ألا تهتمّين بالحالة المادّية للشخص؟"

"كلاّ"

"كل النّعيم والتّرف والخير الذي أنتِ به
رفاهيات في مُتناول اليد، ألا تخافين من أن يتم الإطاحة بكِ مثلاً؟"

"أنت تستصغر من منصبه حقًا، أنا لا أسعى وراء الملذّات"

"أتذكّر إخباركِ لي بعدم محبّتك لبهارج الدّنيا وزينتها، ماذا عن المجموعة التي تتلبّسينها الآن؟"

"متاعٌ دنيوي لا أكثر سأتصدّق بها عند إنتهاء الحفل على أي حال"

"على الرّغم من أنّك تعيشين حياة رغيدة الآن ألستِ بشاكرة؟"

"بلى، لدرجة التّصدق بمُجوهراتي ونشر الخير للغير؟ نعم شُكرًا وداعًا"

عاملته بجفاء وهي تحاول المضي بتمشيتها مع هيسونغ الذي إتّخذ من الصّمت عنوانًا له وأسرّ غيظه في صدره لكن إعترض طريقهما إمرأة وثيرة٣

"سيّدة شيم؟" فكّرت بيرل داخليًا 'متى ينتهي هذا اليوم الطّويل؟'

السّيدة تبدو في مُنتصف الأربعينات ترتدي فستان أبيض ضيّق يصل إلى ركبتيها بتطاريز ذهبية حول صدريتها المكشُوفة
أكملت إطلالتِها بإرتدائها لحُلي حجر المرجان المتِن

بُعد آخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن