دخل آدم إلى مدرسته الجديدة في مدينة لا يعرف فيها أحدًا كانت أروقة المدرسة يسود بها الصمت والهدوء القاتل ، لقد انتقل والداه مثلما ينتقلون كل فترة دون أن يهتموا بوجوده أو حتي برأيه . كان آدم يتجول تائهًا وحيدًا في أروقة المدرسة كمن هو تائه في بحر من الغربة وحيداً دون ملجأ يعتني به ، فهو لا يعرف أحدًا هنا.
حاول آدم التعرف على أصدقاء جدد في المدرسة ولكن بائت بالفشل ، فتوجه نحو أحدهم وقال له بابتسامة متواضعة: 'مرحبًا، أنا آدم وأنا جديد هنا.' لكن رد الفتى عليه كان بوجه غاضب ومشمئز، قائلًا: 'إذهب من وجهي الآن، فهذا ليس وقتك.' ثم دفعه بعنف، فسقط آدم على الأرض.
حاول آدم أن يستجمع قوته للوقوف، لكن المتنمر وضع قدمه على صدر آدم وبدأ يضحك، ومعه الذين كانوا معه. كانت المنطقة هادئة لم يكن هناك إلا صمت مطبق وصوت آدم وهو يصرخ من الألم وكان يبكي بشده ، ولكن بالرغم من ذلك لم يتدخل أحد لمساعدته و لم يجترء أحد على التدخل، وكل الحاضرين يراقبون بهدوء وصمت.
حتى أنقذه شخص غير متوقع، وقف المتنمر عند حده عندما دخل ذلك الشخص أمام متنمر نظر له بشموخ تام وصلابة حديد ، وقتها عرف المتنمر أن هناك من هو أقوى منه. أخذه ذلك الشخص وبدأوا يسيران ولم يستطع متنمر التفوه بكلمة معه ، فقال له آدم: 'مرحبًا، اسمي محمد، وأنا جديد هنا.' فرد عليه: 'أنا أيضًا طالب جديد هنا، واسمي آدم.' تلك اللحظة كانت لحظة تغيير حياة آدم، حيث وجد في محمد صديقًا ومدافعًا.
"فارس نصر"
فريق الدعم♡