الماضي يكرر نفسه

13 11 4
                                    

بركان خامد على وشك الانفجار بحيث يمكنك أن تلاحظ تلك العيون الحمراء تشتغل غيظا من جراء كلام حارس كتاب المستقبل الذي تنبئ بمصيري لكنه لم  يبح بجميع الأسرار حتى استيقن حقيقة نهاية عبد الجليل  ، ذلك العبد الذي كان و ليزال من الحرس القديم الذي يتبع مذهب رباني عبر اجيال متوارثة كرست حياتها من اجل الدعوة و الدفاع عن عقيدة واسلوب حياة سنه و دعا اليه خير الأنام في زمن اصبحت الشهوة و الرغبات الجنسية والملذات عبارة  عن قبطان اعمى يقود سفينة الحياة نحو وجهتها الاخيرة فهل نصل اليها سالمين أم يحدث لنا كما حدث الى أعظم سفينة عبر التاريخ ؟ فنغرق مثلها في محيط الذنوب و المعاصي .

لحظة صامتة تشبه حال اهل القبور فلا حديث يقال و لا رأي يسمع فقط نظرات حادة و ثاقبة تحوم كالطير الجارح حول الجيفة ما بين حارس كتاب المستقبل و تاجر الموت ، لم يجرأ احد منهم على الكلام او التصرف كفرسان المعبد لكي يستمر ذلك الهدوء القاتل دقائق معدودة قبل أن يتكلم الحارس بكل رزانة و هيبة قائلا :

ليس لديك اي علاقة معه على أي حال ، دميتك البشرية لتزال حية و انت تعلم انها خالدة فلماذا تهتم بمصير هذا البشري ؟

يازور ياتورك  :

حسنا ، ليس كل ما يعرف يقال ، اليس كذلك ايها الحارس أم علي أن اقول جوركاك الأعمى .

بدهشة و ذهول تحدث الاوغاذ الثلاثة

هل هو أعمى ، يا تاجر الموت ؟

رد عليه بتلك النبرة المهيبة التي تظهر مكانة و شخصية يازور ياتورك  :

نعم ، لكنه خطير فلا تعبث معه ، حكاية جوركاك تدرس في جميع العوالم .

جوركاك :

الوقت غير مناسب من أجل سماع قصتي لكن علي أن احذرك ، لا تتجول هكذا هنا ، اطلق سراح  البشري و اترك القدر يقوم بعمله  .

يازور ياتورك:

لا أستطيع ، اخاف أن يكرر التاريخ نفسه فاخسره هو ايضا .

جوركاك :

سواء شئت أم ابيت سيكرر التاريخ نفسه و ستخسره كما خسرت علي باشا من قبل ، عليك تقبل الامر و دع الامور تسير بسلاسة.

يازور ياتورك :

أنا اثق فيك ، لهذا ساعمل بنصيحتك.

جوركاك:

اسرع ، الاميرة قدامة ، انا اشم رائحة الياسمين تفوح منها .

يستدير يازور نحو الاوغاد الثلاثة ثم يأمرهم بالاختفاء عن انظار الناس لكنه يؤكد لهم بان لا يتركونني وحيدا مهما حدث  ، فكان ردهم بالموافقة على شروط تاجر الموت ثم يختفون فجأة  بطريقة سحرية  ، حينها أتى الفرج الذي كنت انتظره منذ ان دخل هذا الكائن الى حياتي و قررت أن اشق طريقي للخروج منه بمعاناة شديدة حتى نجحت في ذلك لكي أعود الى شكلي الطبيعي لكن لازلت اسمع فيه يتحدث في داخلي بنبرة قوية ذات طابع تهديدي .

لازلت الآمر الناهي هنا، تذكر ذلك ، انا من يقرر ما هو الانسب لك فلا تتصرف من تلقاء نفسك ، فانك لست في عالم البشر ، لانك في عالم اذا وجدوا فيك الضعف و الوهن سيأكلونك حيا، اياك ثم اياك أن تنزع القلادة .

من يتحكم و يسير حياة عبد الجليل لم يلد بعد ، انا هو المسؤول عن حياتي و قرارتي فكانت اجابتي الصمت البارد و التجاهل التام ثم ودعت حارس كتاب المستقبل من دون أن اسئله عما يقوله الكتاب عني او استفسر بل استمريت في طريقي اسير فوق تراب خفيف في اروقة المملكة و أحيانا احدق نحو تلك المباني المزخرفة و الجميلة حتى احمر وجهي خجلا بسبب تحديقاتهم نحوي لكنني لم اعيرهم اي اهتمام و واصلت الى طريقي حتى سمعت صراخ مدوي .

   أوقفوه بسرعة ،   لا تتركوه يستمر في طريقه .

فجأة توقفت مكاني ، لا أستطيع أن اتحرك خطوة واحدة ، الدماء تخرج من فمي فإذا بي اخفض راسي قليلا لكي اكتشف سهم اخترق بطني و تلطخ نصله بدمائي ، إنها نهاية المطاف بالنسبة لي ، بابتسامة عريضة نظرت نحو السماء ثم تحدثت قائلا :

ربي أنا قادم ، فاستقبلني احسن استقبال

بعدها سقطت في الارض ، و على ما يبدو لقد انتهى امري بينما احتضر اسمع في ذلك الصوت المحبوب على قلبي يتحدث بنبرة ناعمة خففت عليا سكرات الموت .

ايها الحمقى لقد قلت اوقفوه و لم اقل اقتلوه .

وقعت في حب ملعونةHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin