الفصل الواحد و الثلاثون

129 3 0
                                    

أومأتَ و نظرتُ للطريقَ من نافذةً السيارةَ .. كيفَ حٕدثُ كُل هذاِ؟ .. و ما سُرعةً ما حدثَ!! .. ألتقيتُ قاتِل والدتيَ و جيونَ لا يبدوً سعيدً البتةَ بهذاِ , رباهُ كيفَ أتصرفُ !! .

في نصفِ ضياعيُ في زَوبعةً التفكيرَ طقَ جيون أصابعهُ في وجهيَ جفلتُ و نظرتُ لهَ

" ماذا ؟؟ "

تمتمتُ بحواجبً مرفوعةَ و وجهً عليهُ الحيرةً

" هل قررتيَ النومً فيَ سيارتيُ الليلةُ؟؟ أنزليَ بحقِ الألهُ لقدِ وصلناِ! "

صرخَ جيون في وجهيَ لكن .. صوتهُ مُهتز قليلاً . رمشتُ لثوانيَ و بعدها أومأتُ و فتحتُ بابَ السيارةً ونزلتَ .. نظرتُ لجيونَ وجههُ عابسً , خائفً .. تنهدتُ بخيبةً أملِ و حسرةً و أغلقتُ بابَ السيارةً و مشيتُ نحو بابَ بيتيَ و يديَ تحتضنُ جانبُ ذراعيَ .. ولمَ يطاوعنيُ قلبيَ أن أستديرً و أنظرُ له!! . فأنا سببُ حُزنه بأيً وجهُ أنظرُ له؟!..

فتحتُ بابَ بيتيَ ولمُ أسمعُ صوتَ مُحركَ سيارتهُ ألا بعد أن أغلقتُ البابَ .. نظرتُ الئ غُرفة المعيشةَ . هُنا حيثُ كانتَ تجلسَ والدتيَ تُشاهد برنامجهاِ المُفضل . هُنا كانتَ هي تجلسُ و تنتظرُ عودتيَ للبيتُ .. هُنا كانتَ تجلسُ أطهرَ و أنقىَ الناسُ!.. و هُنا سأبكيَ ... لأجلكِ يا أمُي ..

أقتربتُ من الأريكةَ و ركعتُ على رُكبتايِ ونظرتُ الئ خيوطُ الحياكةً التيَ هُنا .. رداءُ أميُ لايزالِ يحمل رائحتهاِ!! أمَ عقليَ من أشتاقُ الئ رائحتهاِ؟ .. وضعتُ رأسيَ علئ الأريكةً و بكيتُ و بكيتُ و نحيبيَ لا يتوقفَ .. قدَ أكونُ غبيةَ لو توقفتُ عن بُكائي لكَ يا طاهرةً!!... أشتاقُ لكِ بشدةَ .. و يا ليتَ دموعيَ تعيدَ روحكِ النقيةً لجسدكِ الباردَ ..

مرتَ الساعاتُ و أنا أبكيُ .. مُتذكرةً كُل شيءً حدثَ في حياتيَ فأبكيَ أكثرُ! .. نمتُ بحسرتيَ و دموعيُ علئ خديَ .

" نعودُ الئ جيونً .. "

بعدَ القيادةً القصيرةُ أوقفتُ سيارتيَ علئ الجسرَ .. شوراعً فارغةً و مُظلمةَ مثلِ قلبيَ تمامًا .. وضعتُ يدايَ على المقودَ و أرجعتُ رأسي للخلفَ . ميليسِا , أميَ , حُبي القديمً , والديَ .. كُل هؤلاءِ ضننتُ أنهمُ مصدرَ سعادتيَ فما باليَ أبكيَ بسببهُم الأن ؟؟..

ميليسِا . حُبي الضائعً .. الفتاةً النقيةَ التيَ تمناهاِ قلبيَ! , تمناكِ قلبيَ يا ميليسِا و كُل جزءً بيَ تمناكِ .. لكننيَ لمَ أتمنىَ كسرةً القَلبُ هذهِ!! .

نظرتُ للشارعُ من النافذةً .. بدأ المطرُ يهطُل قطرةً قطرةً .. يتكاثرُ حتى تُصبحَ عاصفةً قطراتُ المطرَ .. فتحتُ بابَ السيارة و وقفتَ تحت قطراتُ المطرَ الباردةً . بسُرعة أصبحتُ مُبلل تمامًا و خُصلاتِ شعريَ تملئِها دموعُ الغيومً .. رفعتَ رأسي ونظرتُ للسماءِ ما بالكِ تَبكينً بغزارةً؟ . شعرتُ بقطرةً حارةً علئ خديَ .. لا لا ليسَ مطراً .. هذهِ دموعيً التعيسةَ ..

سقطَ جسدُ جيون علئ الأرضيُ و ضمَ ساقيُه الئ صدرهُ, و أسندَ وجههُ علئ رُكبتيهِ و هَوُ يبكيَ بلا حسيبً أو رَقيبً و المطرُ يتساقطَ بغزارةً عليهُ لدرجةً أن قطراتُ المطرَ بدأت تؤلمَ جسدهُ, لكنهُ لمَ يهتمُ .. لقدَ شعرَ أنهُ يغسُل نفسهَ بالمطرَ , وكأن وجودهُ بأكملهُ ينزلقَ من بينَ أصابعهُ . أغمضَ عينهُ و بكىَ وجسدهُ مُرهقً بالألمِ و الحسرةً ..

يُتمتمَ جيونَ بصوتً مُتشققًا بالعاطفةِ تحتَ أنفاسهُ المسحوبةً بِصعوبةً

" ميليسِا .. لا أستطيعُ العيشَ بدونكِ , أنتِ الشخصُ الوَحيدً الذيَ يُجعلنُي أشعرُ أنني على قيدَ الحياةً . لا أريدُ أن أفقدِ هذا الشَعورً "

عانقَ جيونَ نفسهُ بقوةً مُتمسكةً بفكرةَ أنها ستعودُ لهَ مثل حبلِ النجاةً .

"كُلهَ خطأكِ ميليسِا .. لو لمَ تكونيَ موجودةً فلنَ أكونَ هكذا... لقد حولنيَ وجودكِ إلى وحشً مهووسً لا يستطيعَ أن يترككِ تذهبينً . هذا كُلهِ خطأكِ!!"

صرخَ جيون بينَ دموعُ وشدَ ذراعيهُ حول نفسهُ بقوةً .. بعدَ دقائقً من البُكاءِ توقفَ المطرَ و نهضَ جيون من الأرضَ يتعثرُ ولا يتوزانَ غيرَ أن عينيهُ أصبحت ضبابيةً و حمراءَ .. أمسكَ بالسيارةً حتى ينهضَ دون أن يقعَ وفتح بابَ السيارةَ وركبَ فيهاِ ومرر يدهُ علئ شعرهُ بخيبةَ أمل و تنهد وهمسَ تحت تنهيدتُ ..

" ميليسِا .. أحُبكِ "

غطتَ جفونهُ الراجفةً عينيهُ المُتعبةِ و توازنتَ أنفاسهُ وغط في نومً عميقَ و حينَ أغمضَ عيناهُ رائ صوُرتها أمامهُ و بدأ يحلمُ بهاِ و يَتمتمِ بأسمِها .

" ميليسِا .. "

شرقتُ الشمسَ و غطىَ ضوء الشمسَ وجهيَ و زقزقةً العصفورُ علئ الشُباكَ .. فتحتُ عينايَ المُتعبةَ و نظرتَ حوليَ و رأيتُ أننيَ نمتُ هُنا .. يا ليَ من خرقاءً . نهضتَ ببطئً و تنهدتُ ونظرتُ للساعةَ المُعلقةِ علئ الحائطِ .

9:30 صباحًا ..

بالتأكيدِ جيون ينتظرنيُ الأن .. صعدتُ الئ غُرفتيَ في الطابقُ العلويَ و دخلتُ الحمام حتى أخذُ حمامً دافئ يُريحَ جسديَ المُتعبِ ..

يتبع... 🦢

the moon /القمرWhere stories live. Discover now