33

190 12 20
                                    

الدموع تنهمر من عينيه بشدة، خرج من الكوخ مسيرا وسط الغابة متوجها نحو السيارة البعيدة من المكان حاملا تلك الضحية بين يديه، بل ضحيتين.
دموعها تسيل رغم عينيها المغلقتين، شعرها المتطاير مع نسمات الرياح التي تهب فيها وكأنها تحاول أخذ روحها لجعلها تتخلص من الحياة وقسواتها ، جسدها البارد والمنهمك في طاقته رغم صغر سنها، الدم ينزل من بين رجليها، خطر يغمر الروح الذي بداخلها.

مرت ساعتين
بيرك: حسنا ياعمر إهدأ أرجوك
عمر يصرخ: ماذا أهدا ماذا...سوسن وابنتي في خطر وتريدني أن اهد..
قطع كلامه الطبيب الذي خرج من الغرفة
توجه عمر إليه مسرعا
عمر: ماذا حدث، هي بخير صحيح
الطبيب: ليست بوعيها يبدو أنها عانت من شيء كبير، والجنين لانعرف إن كان سيعيش أم لا من قوة الضربات التي أخذتها، نبضاته ضعيفة جدا...لننتظر بعد
كان عمر يسمع ومع كل كلمة يزيد النار الذي بداخله
وعندما كان الكبيب على وشك المشي أمسكه عمر من ياقته وضغطه مع الحائط
عمر: ماذا اقول لاتعرفون إن كان سيعيش، ألا تفعلوا شيء أنتم
بيرك: عمر حسنا توقف...
عمر: إذا حدث شيء لزوجتي وابنتي...أقسم أنني سأقتلك
الطبيب: اعرف أنك حزين الآن...ولكننا سنفعل كل مانقدر عليه أنت لا تقلق
قالها وذهب
ايبيك: حسنا عمر سوسن ستصبح بخير لاتقلق
عمر: هذا كله بسبيي، إن حدث لهم شيء لن أستحمل

وبعد ساعة مرت كجحيم على عمر من الإنتظار
خرج الطبيب مرة أخرى ولكن هذه المرة على وجهه ملامح فرحة
الطبيب: المريضة والجنين بخير، إرتاحوا الآن
عمر بفرحة كبيرة: اووه الحمد لله
قالها وعانق اولجان ودوروك....
ايبيك: قلت لك أنها ستصبح بخير ياعمر...سوسن قوية
كان عمر في قمة السعادة
عمر: هل يمكنني أن أراها الآن
الطبيب: نعم هي في وعيها الآن، حتى أنها كانت تهلوس بإسمك
ابتسم عمر
الطبيب: هي الآن طاقتها ضعيفة قليلا لا تتكلم معها كثيرا، وهذه الأيام لا يجب أن تتحرك كثيرا أو تحمل أشياء ثقيلة، وأن تحظى باهتمام جيد
عمر: طبعا وماذا رأيتني أفعل أنا...

مرت تلك الليلة وكانوا يعانوا من صموت سوسن الوقت كله، إكتفت فقط بقول أنا بخير
في اليوم التالي أخرجوها من المشفى وأخذوها إلى المنزل وهي لازالت تكتفي بقول أنا بخير ولم تكن تجيب على اي سؤال آخر

في الليل في منزلهم
فتح الباب ليجدها مستلقية على السرير ويدها فوق بطنها، بعينين تملأهما الدموع
اقترب من السرير وجلس على طرفه، أمسك كلتا يديها ووضعم داخل يديه الكبيرتين، أحس بيديها التي لازالت باردة جدا، نظر إليها بعينين حزينتين
عمر بصوت منخفض: حبيبتي....أنت بخير؟
تنظر إليها ولا تجيب، أعاد سؤاله
اكتفت بالإيماء برأسها إيجابا
عمر: وابنتي؟
لم تجب على سؤاله، انقلب الجواب إلى سؤال
بصوت هادئ وضعيف تسأله: عمر...ما سبب الشيء الذي حصل معي؟ ماذا فعلت ليجدنا هذا الشيء مرة أخرى هذا الشيء مرة أخرى
في أول كلمة قالتها سوسن فرح عمر لأنها قالت شيء وذكرت إسمه، ولكنه اكتفى بالسكوت عندما سمع سؤالها بينما كانت تنظر إليه هي بنظرات متسائلة، حنى رأسه للأسفل خوفا من إجابتها
سوسن: أنتظر جوابك...
عمر: سوسن، لاداعي لأن تعرفي ياحبيبتي
سوسن: ولكنني أريد أن أعرف...لأنني من تأذيت ولست أنت
عمر:....
أزالت سوسن يديها من بين يديه ببطء ووضعتهم على السرير محاولة الجلوس
عمر: دعني أساعدك، لا تتحكركي كثيرا أنت
عدل لها الوسادة وراء ظهرها وساعدها حتى أصبحت قبالته في الجلوس
سوسن: لاتظن أنني نسيت، لازلت أنتظر
عمر: سوسن حقا لاداعي أن تعرفي، لا أريدك ان تحزني
سوسن بصوت عالي قليلا: لا ياعمر أنا أريد
عمر: أنت غاضبة جدا الآن، دعني أتركك وحدك
خرج من الغرفة محاولا تجاهل سؤالها وظلت هي تناديه
سوسن: ويتجاهلني أيضا

العيش بدونك مستحيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن