16-المَصَائِبُ لَا تَأْتِي فُرَادَى

234 18 0
                                    

كان في صحابي بيقول: كنا يوما نصلي خلف النبي ﷺ فلما رفع رأسه من الركوع، وقال: سمع الله لمن حمده

قال: رجل من الذين يصلون خلفه (ربنا لك الحمد حمدا طيبا كثيراً مباركا فيه)

فلما انتهى النبي ﷺِ  من صلاته

‏قال: من المتكلم آنفاً؟ قال: أنا يا رسول الله، فقال: النبي ﷺ: لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا.

___________________________

"في حي مصر القديمة" 

16- المَصَائِبُ لَا تَأْتِي فُرَادَى

شهد غانم

وقف أمام المنزل يراقب ما حدث بـ صدمة كبيرة وعقله يرفض التصديق أو التسليم بـ هذا الأمر
حلم تحطم.. بل أحلام كثيرة تحطمت مع احتراق هذا المنزل و الذي كان من المفترض أن يكون "عِش الزوجية"، ولكن المجهول يلاحقهما دائما و يرفض أن يترك لهما الحرية في تحديد حياتهما ومصيرهما معًا

تقدّم إياد بـ بطئ من المنزل وهو يدعو الله أن يكون كل هذا مجرّد كابوس مزعج فقط وأن يستيقظ الآن على صوت المنبه أو على صراخ والدته به أنه فاشل ولا فائدة تُرجى منه، هو مُستعدّ أن يصدق أي شيئ إلا أن يصدق أن حلم ابن عمه تحطم للمرة التي لا يعلم عددها

دلف إلى المنزل بـ هدوء شديد ينظر للمكان من حوله، لا شيئ نجا من الحريق، المنزل بأكمله أصبح مُفحَّما، و كل شيئ يطغو عليه السَّواد حتي القلوب..

راقب المنزل حوله والذي كان فارغًا تماما، فـ الجميع قد غادر بعد مغادرة عمر، من يُصدق أن هذا المنزل هو الذي كان من المُفترض أن يأوي قلبين اجتمعا بالحب معًا

شعر بـ وجود شخص معه في الغرفة ذاتها فـ التفت لـ يجد خالد شقيق فاطمة يقف بالغرفة و بيده هاتفه الخاص _والذي قد نساه في منزلهم _ ،  ينظر حوله بـ تعجب من هذا المكان الأسود، فقد اكلت النار كل شيئ

لاحظ إياد نظراته الغربية له والتي كانت تحمل نوعًا من الشفقة

- في ايه؟! 

- انت نسيت تليفونك عندنا وفضل يرن كتير فـ لما رديت ابن عمك قالي إن.. 

تحفزّت جميع حواس إياد وقال بـ ترقب

- قالك ايه؟؟

- قالي إن والدة عمر أُغمَى عليها وهي في المستشفى دلوقتي 

ركض إياد للخارج سريعًا وتبعه خالد الذي بدوره أوقف سيارة أُجرى وأخبر السائق بالعنوان
أما إياد فـكان يجول بخاطره سؤال واحد فقط
كيف حال عمر الآن؟؟؟!!

________________________ 

بداخل المستشفى وخصيصا أمام الغُرفة التي تقبع بها والدة عمر، كان الجميع يقف بـ ترقب يتنظرون خروج الطبيب لـ يُطمئن قلوبهم ويهدئ هذه النيران المُشتعلة داخل صدورهم

في حي مصر القديمة Where stories live. Discover now