19- إِحْـــتِـــضَـــانٌ

257 20 0
                                    

"في حي مصر القديمة"

19- إِحْـــتِـــضَـــانٌ

شهد غانم

أسندها بـ هدوء مساعدا إياها للنزول من على هذا الفراش المرتفع، نظرت له بـ مرح قائلة

- يلا.. اتفضل برا بقا

- بتطرديني؟!! ماشي..

قالها بـ توعُّد قبل أن يغادر الغرفة تاركًا إياها لـ تغير ملابسها حتى تغادر هذه المستشفى التي قضت بها ليلة واحدة فقط، ليلة.. كانت بـ ثقل ألف ليلة، ليلة جعلته يشعر أن روحه تصرخ لألمِها وأكدت له أن الحياة بدونها كابوسًا

مرت دقائق قليلة حتى خرجت أفنان تستند على والدتها تتألق بـ فستان أسود بسيط به زهور حمراء وقد أخفت خصلاتها بـ حجاب رقيق، ابتسم لها بسمة صغيرة هامسًا

- تيجي نتجنن

رمقته بـ عدم فهم فـ فاجأها هو حين حملها بـ خفة وسار بها في رواق المستشفى غير عابئا بـ نظرات الجميع لهما، تعلقت بـ رقبته وعيناها تراقباه عن قرب، لاحظ نظراتها فـ ابتسم قائلا

- عينيكِ حلوة أوي من قريب، عاملة زي الؤلؤ

ابتسمت بـ خجل وهي تدفن وجهها داخل أحضانها تأبى النظر له، وصل لـ سيارة نوح التي تركها له أمس حتى يعود بها وادخلها بها وتولى هو القيادة

بعد مرور نصف ساعة.. توقفت السيارة أمام منزلها فـ فتح لها الباب وأشار بالخروج مبتسما

- اتفضلي يا Princess "أميرة"

نزلت بـ هدوء وسارا معا وتبعتهما والدتها التي سعدت لـ فرحة ابنتها متمنية لها السلام طوال حياتها

ما إن دلفت أفنان للمنزل حتى وجدت الجميع ينتظرها واقصد بالجميع.. الجميع، عائلة عثمان وأصدقائها وفاطمة وكل من تعرفه، اقتربت سامية « والدة عثمان » منها وقالت بـ بسمة بشوشة

- ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي، معلش بقا معرفناش نجيلك المستشفى بسبب اللي حصل وتعب عايدة «والدة عمر»

- االه يسلمك يا طنط

قالتها أفنان بـ ابتسامة صغيرة وهي ممتنة حقا لوجودهم لـ تقول الأخرى

- لا طنط ايه بقا.. قوليلي يا ماما

- حاضر يا ماما

استأذن منهم عثمان وساعد أفنان في الإستلقاء على الأريكة بعدما رفضت رفض قاطع النوم على الفراش معللة أن مكوثها في المستشفى جعلها تكره ذلك

اقتربت منها فاطمة بـ حرج مردفة

- ألف سلامة عليكِ يا أفنان

- الله يسلمك يا طمطم

شعرت فاطمة أن وجودها لا داعي له فـ إستأذنت بهدوء للمغادرة غير منتبهة لذلك الذي لحق بها بـ بسمة ماكرة

في حي مصر القديمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن