chapter 37 | استيقاظ

782 48 1
                                    


متنسوش الدعاء لأخواتنا في فلسطين
والسودان وسوريا.

وبرضك الدعم بفوت والتفاعل مع
الأحداث ... دا هيفرق معايا جدًا 😹🤍
_______________________________

اكتنف الظلام الداكن جسدها من كل جهة،
فلم تتمكن من رؤية أي شيء. تسلل إليها البرد
تدريجيًا، مما أدى إلى ارتعاش جسدها بسبب
انخفاض درجة الحرارة، فاحتضنت جسدها
على أمل أن يبث فيه بعض الدفء.

ومضات من ذكرياتها مرت أمام عينيها بسرعة
كبيرة، وفي أقل من خمس ثوان تلاشت
وحلت محلها ذكرى أخرى وهكذا، فعرضت
حياتها كلها أمام عينيها.

أحيانًا ترى الأشخاص الذين قابلتهم، وأحيانًا
أخري ترى إهمال والدها لها ...

أخت تنتظرها في المنزل، وصديقة لم تفي
بوعدها لها، حب قتلته في مهده بين يديها،
وأخ يحاول تدميرها،

وأخيرًا ... الفتي الذي أرادت أن تمنحه كل
ما حرمت منه سابقًا ... حتى تصبح عائلته.
فانتهى به الأمر بأن يلقي حتفه أمامها.

كانت تشعر بانقباض مؤلم في صدرها
وانكسار في قلبها كلما رأت كل ما تعرضت
له من أشياء مؤلمة، فتحركت على أمل أن
تتمكن من إيقاف شريط الذكريات هذا.

رفعت ذراعها أمام وجهها بحركة تلقائية لتمنع
عينيها من رؤية ما يحزنها. فاتسعت عيناها
بذهول عندما تمكنت من تبين شكلها!.

هذا ليس ظلامًا دامسَا، ولكنه شيء
مختلف ... أشبه بفراغ هائل داخل وعيها.

حاولت السيطرة على الرجفة التي كانت
تسري في جسدها والفزع الذي شعرت به
في داخلها، ثم تقدمت للأمام تتحسس
طريقها لتبحث عن مخرج.

وبعد فترة ... توقفت عن المشي عندما
لاحظت وميضًا خلف ظهرها.

التفتت لتنظر إلى مصدرها فرأت طيف
سيرينا يقف خلفها بوجه جامد دون أي
تعابير وكأنها دمية.

كانت تحدق بها وترمقها بوجوم دون أدنى
حركة أو نفس. فنظرت لها ماي بجزع وقالت.

-« أخبريني، كيف أخرج من هنا؟ »

كان المكان هادئًا لبعض الوقت، فيما ظلت
سيرينا صامتة.

شعرت ماي بالانزعاج الشديد بسبب تحديقها
المستمر والهادئ بها. فخامَرها شعور، ووقَع
في نفسها خوف منه عندما أدركت أنها لا
تنظر إلى وجهها، بل إلى جسدها.

حولت نظرها إلى الاتجاه الذي كان الطيف
يحدق بها لبعض الوقت، فاتسعت عيناها
بصدمة. ثم خلعت سترتها لترى بوضوح ما
كان تحتها.

مررت بأطراف أصابعها فوق لطخة سوداء
كانت فوق قلبها وظلت تنتشر لتصل إلى
رقبتها وتغطي جزءًا من جسدها كأنها عفن
معد!.

Sirius | مكتملة } سيريوس }Where stories live. Discover now