𓂃𓂃𓂃 ᐧ . ᐧ₊𖣘₊ᐧ . ᐧ𓂃𓂃𓂃
مـــجــد
لم يكن بوسعي الصراخ فأنا قد كبرت ، لم يعد بإمكاني البكاء علنا لأني كبرت ، ولكبري هذا أيضا ليس لي الحق بالانزعاج .
تم منعي من طفولية تصرفاتي مبكرا ، تخليت عن لذة صغري وقاومت حياة الكبار مجبرة ، ليس بسبب أحد لكنه قدري .لا أعرف كم مرة أقسمت بها على أن أرحل قبلا ولم أرحل ، كم مرة ضاق صدري من الشيء الذي يسمونه الأسرة ، كم مرة فاضت عيني وكم مرة إختنقت واسوّد كل شيء بعيني بسببهم ، ربما لست من محبي الأجواء العائلية وربما لم أخلق لأكون وسطهم لكني أقسم أني حاولت أن أتأقلم ، حاولت كثيرا أن أنسجم معهم ، حاولت أن أكون بينهم بكل وجودي ولكني لم أستطع ، بالأصح اكتفيت من المحاولة .
أعرف انهم يوهموننا أن الوِحدة تعني الهيبة ، وأن العزلة متعة ، أن الانفراد قوة ، ينشرون هذا الفكر المريض ويدعمونه بكلام يشبه " أعداء النجاح كثيرون فكن وحدك لتنجح " ، " كل من حقق الكثير قطع الدرب وحده " ، " القمر جميل لكنه وحيد " ، " الثقة بالبشر خطيئة" ، ... لا يخبروننا كم أن الوِحدة مخيفة ، قاسية ، وكئيبة ، كم أن الانسان يحتاج للإنسان ، كم أن الآلام بعيدا عن الرفيق كثيرة.
لم تكن والدتي من محبي الوِحدة ، بل وكانت لا تؤمن أنه يمكن أن يعيش الإنسان وحيدا ، تظن أن الانسان وحده يبتعد عن الحياة ، عن السعادة والآمان ، تقول دائما أن البشر لم يخلقوا ليعيشو منفردين وكل واحد منهم سيظل يرغب بوجود أحد بجانبه ، كانت أمي ترفض الإنعزال عن البشر بشكل مطلق ودائما ما ربطته بسوء الإختيار وقلة العقل ،
ولطالما تساءلت أنا كيف يمكن أن تنجبني إمرأة بهذا الفكر ؟ من أين جئت أنا من بين كل هذا ؟صحيح أني أعرف بأعماقي أن جزء من تفكيرها صحيح ولكني أرفض الإعتراف بذلك حتى الآن ، لانه بالنسبة لي وجود البشر مؤذ أكثر .
•❁•❫━─━─━─━─━─━─━─━❪•❁•❫
" ربما لم يكن شيئا مهما لك لكنه كان قلبي "
ربما لم يفهم ألمي العالم وربما لم يعرف أحد أني أتألم ، لكن ما آلمني أكثر أن أمي لم تكن إستثناء ..
كنت أتعذب أمام ناظريها ولم تلاحظني يوما ، لا أتذكر عدد المرات التي كذبت نفسي بها لأستطيع تجاوز إهمالها لي ، لم تكن أمي تتقصد عدم رؤيتي أو تتعمد عدم الاكتراث بي بل كانت فعلا لا تراني .
أتذكر كيف كانت تمنعني من الإستمتاع بجميع الأشياء التي يفعلها أقراني بحجة أنها قوانين العائلة ، كبرت على تلك القوانين سنوات وحين جاء دور أختي باتباعها كانت تتغاضى وتسمح لها بفعل ما ترجيتها أنا بحرقة لفعله قبلا ومع ذلك منعتني، لم أجرؤ على سؤالها عن السبب وحين فعلت لأول مرة لامتني وقالت أن الزمن تغير ، لم يكن فارق عمرنا عقود كان بين عمري وعمرها رقم واحد . أعرف أنها لم تقصد فعل هذا وأعرف أنها لا تتذكر كل تلك القوانين لأنها كانت سرا بيني وبينها ، ولم يعد أحد من العائلة يؤمن بهذه القوانين غيري .
أنت تقرأ
فتاة الرواق
Romanceكنت سأسميها لحظة إدراك لكني قررت أن أكتب الحقيقة لتكون هي بعد كل مرات التجاهل ومحاولة الإنكار ملاذي المليء بالغربان .. يتعبني العالم وترضيني وحدتي ، أنا لم أختر أنا فقط قوبلت الرفض في كل ما إخترته وهكذا أجبرت على الخضوع ، ولم أنزعج يوما كنت دائما أت...