" زهرة الأوركيد خاصتي"

136 9 4
                                    

وَصَلنَا إِلَى المَطَار وَ نَزَلنَا مِن السَّيارة
حَمَلَنِي بَينَ ذِرَاعَيهِ ، وَ لَم يُوقِظَنِي
كُنتُ نَائِمَة نَوم عَمِيق
لَم أَستَيقِظ حَتَّى وَضَعَنِي فِي مَقعَدِي بِالطَّائِرَة
وَ جَلَسَ يُقَابِلُنِي يُرَاقِبُ تَحَرُّكَاتِي
مَعَ أَنَّنِي لَا أَتَحَرَّكَ كَثِيراً أَثنَاء نَومِي
جَلَسَ تاي بِجَانِبِ جونغكوك وَ هُوَ يُخَاطِبُهُ
أَرَى أَنَّكَ ضَائِعٌ بِهَا جيكي
لَم يَلتَفِت جونغكوك إِلَيـهِ أَبَداً
بَقِيَ يَنظُرُ إِلَيَّ وَ هُوَ يَمسَحُ شَفَتَيهِ بِإِبهَامِـهِ
ضَرَبَهُ عَلَى كَتِفِهِ قَائِلاً :
" جيكي ، أَنَا أَتَحدّثُ مَعَكَ
أَينَ أَنتَ ؟  "
تَنَهَّدَ جونغكوك يَضَعُ رِجلاً فَوقَ الأُخرَى قَائِلاً :
" أَنَا ضَائِعٌ بِهَا تاي ، أُفَكِّرُ بِهَا
لَقَد سَكَنَـت بِدَاخِلِي "
" همم ، وَاقِعٌ لَهَا وَ بِشِدّةٍ يَا صَدِيقِي. "
طَبطَبَ تاي عَلَى كَتِف جونغكوك
" جيكي ، هَل سَتُخبِرُهَا أَم لَا ؟  "
" أُخبِرُهَا بِمَاذَا تاي ؟  "
" بِمَرَضِ وَالِدَتِهَا ، وَ الرِّسَالَة الّتي
تَرَكَتهَا لَكُمَا "
تَنَهَّدَ جونغكوك رَافِعاً رَأسَهُ إِلَى الأَعلَى قَآئِلاً :
" نَعَم ، سَأُخبِرُهَا تاي
لَا أُرِيدُ أَن أَبدَأ عَلَاقَتِي مَعَهَا وَ أَنَا أُخفِي
عَنهَا مَآ يَجِبُ عَلَيهَا مَعرِفَتُهُ تاي
لَكِنِّي خَائِـفٌ مِن رَدَّةِ فِعلِهَا  "
طَبطَبَ تاي عَلَى كَتِف جونغكوك
يُطَمئِنُهُ قَائِلاً :
" كُلُّ شَيء سَيَكُونُ بِخَيرٍ يَا صَدِيقِي " 
غَيّرَ تاي مَكَانَ جُلُوسِهِ ،
وَ بَقِيَ يَنظُرُ جونغكوك إِلَيَّ وَ أَنَا نَائِمَة
لَم أَستَيقِظ إِلَى حِين وُصُولِنَا
بَعدَ سَاعَاتٍ مِنَ السَّفَر ، أَيقَظَنِي جونغكوك بِهُدُوء
وَ نَزَلنَا مِن الطَّائِرة بِمَطَار سيول بِكُوريَا
" سَيِّد جيون ، أُرِيدُ تَغيِير فُستَانِي
لَا أَشعُرُ بِالرَّاحَة بِارتِدَائِهِ ، حَتَّى أَنِّي حَافِيَةُ القَدَمَين "
اقتَرَبَ مِنِّي يُنَاظِرُ عَينَايَ قَائِلاً :
" لَآ تُنَادِينِي بِالسَيِّد جيون مَرَّةً ثَانِيَة جَمِيلَتِي.. "
ابتَعدتُ قَلِيلاً عَنهُ بِخُطُواتٍ بَطِيئَة قَآئِلَةً :
" مَاذَا ... يَعنِي مَاذَا سَأُنَادِيكَ مثلا ؟! "
" مَآ رَأيُكِ أَن تُنَادِينِي حَبِيبِي ؟  "
تَوَسَّعت عَينَايَ بِصَدمَةٍ ، وَ احمَرَّت وِجنَتَايَ
وَ قُلتُ :
" مَاذَاااا !؟ !!  "
لَمَسَ وِجنتَايَ بِأَنَامِلِهِ يُخَاطِبُنِي مُسْتضِكًا  :
" انظُرِي كَيفَ يَتَغَيَّرُ لَون وِجنَتَاكِ عِندَمَا
تَشعُرِين بِالخَجَل .. "
اختَفَت ضَحكتهُ ، وَ خَاطَبَنِي بِنَبرَةٍ هَادِئَة
وَ هُو يَنظُرُ إِلَى أَنَامِلِهِ كَيفَ تَتَحَرَّكُ
فَوقَ وِجنتَايَ :
" سَيَأتِي وَالِدِي وَ أَخِي مَعَ زَوجَتِهِ لاستِقبَالِنَا
هَل يُمكِنُكِ الإِنتِظَار ، أَم تُرِيدِين تَغيِير
الفُستَان الآن ، همم ؟ "
" أوه ، حَسَناً سَأَنتَظِرُ إِلَى ذَلِكَ الحِين "

من اللقاء الثاني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن