الفصل ١٩

23.9K 719 191
                                    


الفصل التاسع عشر

صباحك بيضحك يا قلب فريده
ربنا سبحانه و تعالي حنين أوي بجد ...أحسني الظن بيه و أدعي ديماً أوعي تملي ...طب أقولك حاجة و أنتي قاعدة كده مع نفسك أو حاطه راسك علي المخده بدل ما تفكري تعملي أيه في أي حاجة شغلاكي أتكلمي معاه أحكيلو أشتكيلو ...خرجي الكلام من جواكي زي ما يطلع من غير ترتيب ...هو أعلم بيكي ...هيسمعك و هيراضيكي و هيجبر قلبك الطيب أنا واثقة
و بحبك
أسبوعاً مر بسلام علي الجميع الا العاشق الذي فقد صوابه...عمر ...كان يغلي كالمرجل بسبب أم عشقه التي رفضت طلبه و لكنه لن يكل و لن يمل حتي يصل الي ما يريد
أما علا تلك المسكينة القوية حالها تبدل ...طوال تلك الفترة رحمت من العذاب الذي كانت تعيش فيه هي و صغيريها....و لكنها في حيره من أمرها
وقفت مع دينا صباحاً أمام الباب و قالت بحيرة : معرفش في أيه يا أم أحمد و الله ...بقالو أكتر من أسبوع حاله اتبدل...وشه مسود و مش بيتكلم مع حد فينا و لا بيعمل أي حاجة غير أنه قافل علي نفسه
دينا : يا أختي بركه ربنا يكفيكم شره أهو ريحك عشان تشوفي شغلك براحتك
علا : أنا فعلاً مرتاحه أنا و العيال بس برضو قلقانه حاسه إن في حاجة كبيره و مش عايز يقولها ...خايفه يفاجأني بمصيبه من مصايبه و أنا مش ناقصة
دينا : طب ما تسأليه يمكن يقولك أصل أنتي كده هتتعبي من التفكير يا بنتي ولادك محتاجنلك و أنتي الله أكبر عليكي ربنا كرمك من وسع مش عايزاكي تقصري في شغلك بسببه
علا : لا طبعاً يا أم أحمد أستحاله أقصر فيه دا أنا ما صدقت ربنا جبرني و رضاني عشان خاطر عيالي بس الفضول مموتني عايزه أعرف ايه الي قلب حاله كده
دينا : يبقي ريحي دماغك و اسأليه لو قالك تمام مقالش يبقي براحته و أنتي أنتبهي لمصلحتك
علا : عندك حق أنا فعلاً هعمل كده أما أشوف أخرتها معاه
وقف أيهم يغلي أمام صديقه بعدما رأي ريم تخرج من الجامعة مع أحمد الذي أصبح معها دائماً ذهاباً و إياباً....و ما جعله يشعر بالغل هو مظهرها الذي تضح عليه السعادة
وائل : يابني مالك بتاكل في نفسك كده ليه كل ما تشوفها ...
أيهم بغل : بنت الكلب و لا كأنها كانت تعرفني دي مش بتبصلي أصلا
وائل : الصراحة حقها يا صاحبي يعني بعد الي حصل ده كله لو كانت بتموت فيك هتكرهك
أيهم : أنا هتجنن من يومها إزاي محستش بنفسي و مين الي بلغ عني ...و لا ##### الي اتحسبت عليا و اضطريت اتجوزها عشان متسجنش
وائل : دي بقي ضاربه قاضيه ليك الكل بيتكلم من وراك علي فكرة ...أنا لو منك أطلقها إنهاردة قبل بكره و أحاول أرجع لريم ...المفروض تكون اتعلمت الدرس يا أيهم الي حصلك مش سهل
رد بمنتهي الغل و الغضب : أبويا حلف عليا يتبري مني و يحرمني من الميراث لو طلقتها قبل ست شهور ....و ريم ...مقدرش حتي أقرب منها
وائل بعدم فهم : طب أبوك و قاصد يعمل كده عشان يربيك....إنما ريم ليه متقدرش تكلمها لو عشان خاطيبها بيوصلها ممكن بين المحاضرات تحاول معاها البنت كانت بتحبك بجد
زفر بغضب ثم قال : هاشم الجندي هدد أبويا لو فكرت أقرب منها هيوقع أسهمنا في البورصه...هو أصلا كان هيعمل كده بعد الي حصل بس أبويا راحلو الشركة و اعتذرله كتير فكان ده رده
وائل : أحمد ربنا إنها جت علي قد كده حد غيرهم مكنش سكت
أيهم بجنون : لا مجتش علي كده و بس يا صاحبي
نظر له وائل بعدم فهم فأكمل : ابن الكلب عمر ...بعد ما طلعت من القسم بيوم كنت لسه في البيت ...جالي هو و باقي شباب العيله فقعوني علقه بنت كلب قدام أبويا و أمي الي وقفو يتفرجو و محدش قدر ينطق بكلمه
خصوصاً ابن الكلب أحمد فرمني و عمر قالها صريحه في قلب بيتنا ....فكر بس تبص لأختي و أنا أخليك تبقي سوسن ده بعد ما أحصر أبوك علي شقي عمره
وائل بصدمه : يا نهااار أسود كل ده حصل و أنا معرفش ...يبقي نصيحة مني أبعد عن أي طريق البت دي تكون فيه ....من الآخر محدش في البلد يقدر يقف في وش عيله الجندي ...دول ناس نابها أزرق ....ولاد سوق مش ولاد زوات زي باقي الطبقه بتاعتنا ...نظر له بإشفاق ثم أكمل : للأمانه البت دي عمرك ما هتعرف تعوضها رغم إنك كنت ناوي تلعب بيها ...بس ربنا بيحبها و نجدها منك ...يا ريتك كنت نويت جد معاها يا أيهم
نظر له بغضب ...لم يهتم و أكمل بجديه : الي حصلك ده فوقني يا أيهم ...خلاني أكتشفت قد أيه كنا أوساخ و زباله ...مكنش ينفع نتحسب علي الرجاله لأننا مكناش منهم ...يا ريت أنت كمان تفوق و تتعلم
نظر له أيهم بذهول ثم قال : يعني أيه كنا ## #
وائل بشجاعة : الصراحة ااااه..أنا نصحتك و خلاص أنت حر في حياتك
رد عليه بسخرية : أنت نويت تبقي شيخ جامع و لا أيه
وائل : برغم إنك بتتريق بس ماشي هقولك الي نويته...نويت استرجل و أنزل مع أبويا الشركة ...أذاكر و اخلص من السنة الي بقالي فيها أربع سنين....و أهم حاجة أني اتقي ربنا في بنات الناس عشان ميترضش لأختي ...نظر له بشفقه ثم أكمل : و لا أقع في واحده ....لم يكمل الجمله بل تركه و غادر بعدما أخبره أن حياته تبدلت و أخذ عبره مما حدث لصديقة
و صديقه رغم أن الحديث هزه من الداخل ...إلا أن شيطانه كان أقوى من أن يجعله يتأثر بتلك الكلمات
هز رأسه بسخريه و قال : أما نشوف هتعمل فيها راجل قد أيه يا وائل غور دا أنت ابن#####
و التي كان الحديث يدور حولها دون علم ...كانت تجلس جانب زوجها داخل السيارة و ضحكاتها الحلوة تملأ الدنيا بما فيها
منذ أن بدأ يقترب منها و لم تكف عن الضحك و السعادة ....يا له من طبيب ماهر استطاع أن يشفي جرحها و يعيد ثقتها في نفسها في وقت أقل بقليل مما كان يتخيله
قطعت ضحكاتها الصاخبه حينما تفاجأت به يمسك يدها ليرفعها و يقبلها بعشق
أحمر وجهها خجلاً مما جعله يصف السيارة جانب الطريق ليحادثها و هو يري تأثير كلماته عليها
نظرت له بغرابة و قالت : وقفت ليه
ملس علي كفها الذي ما زال محتفظاً به و قال : أنتي زعلتي عشان بوست إيدك
أحمر وجهها بشده ...ردت عليه بتلجلج: اااا...ليه بتقول كده
تنهد بحيرة ثم قال : عشان كنا بنضحك و لما عملتها سكتي فجأة
تنهدت هي الأخري و قالت بخجل : لا ...بس اتكسفت
هنا ...تنفس الصعداء بعدما كان يحبس أنفاسه خوفاً من ردها
قرب جسده تجاهها قليلاً ثم أمسك كفها الآخر و سألها بلهفة يشوبها التعقل قليلاً : ريم ...أنتي مبسوطه معايا....يعني الفترة الي فاتت و إننا قربنا من بعض شويه ...فرقت معاكي ...حاسه بحاجة جواكي. ...أو حاسه إنك حابه تكملي معايا
صمتت قليلاً تقاوم خجلها ...هو يستحق أن تحادثه بصراحة ...ما فعله معها جعل قلبها يتحرك رغماً عنها تجاهه ...و حتي إن لم تستطع الأعتراف بهذا صراحة له ...ستخبره عن مدي سعادتها في وجوده معها ...هو يستحق ذلك
نظرت له بهدوء ثم قالت : أنا مبسوطة جداً معاك ...بعد ما كنت متخيله إن بعد الي حصل هعيش اسوء أيام حياتي و هكتئب
لقيتك بتعيشني أيام عمري ما عيشتها....رجعتلي ثقتي في نفسي من قبل ما تضيع حتي
كنت خايفه و مهزوزة...مش قادرة أواجه الجامعة و لا الحيوان ده ...طمنتني و حسستني بالأمان لا دا أنا بقيت ماشيه في وسط الكل حاسه أني ملكه و الكل بيحسدني عليك
تنهدت بحب ثم أكملت : و الأهم من ده كله إنك أحتوتني....و لا لومتني و لا فهمتني غلط ...للأمانة كنت أتمنى إن علاقتنا تكون في ظروف أحسن من كده ...أكيد كان هيبقي ف.....
هل تعتقدون أنه سيتركها تكمل ...هل أحد يشعر كم الضغط النفسي و العصبي الذي كان يعيشه في تلك الدقائق حتي يتمالك حاله و لا ينقض عليها من أول ما بدأت تتحدث
كفي صغيرتي ...كفي لن أستطع التحمل أكثر من ذلك و لا كتمان عشقي لك الذي كان بمثابة وحش ينهش احشائي طوال تلك السنوات حينما كنت عاجز عن الأعتراف به
لم تكن قبله ...بل كان التهام ...يصرخ لها بين شفتيها التي أنصاعت له باعتراف طالما تمناه
يصرح لها بالفعل قبل القول إنها له الحياة ...الفرحة التي تمناها طيله حياته
يحاول الآن أن يفصل قبلته الهمجيه كي يطلق للسانة العنان ليسمعها أجمل الكلمات و اصدقها ...و لكنه حقاً فشل في ذلك
و بدلاً من أن يبتعد وجد حاله يعمق قبلاته أكثر ...و لكن أيضاً القلب يصرخ داخله ...تحدث أيها الغبي ...ها قد جائت لحظة الأعتراف ….و الغبي لا يقوي علي الأبتعاد
كل ما استطاع فعله أن يترك ثغر تلك المصدومه و يقوم بإمطار وجهها بقبلات عميقه و هو يقول من بينهما : أخيرا ...أنا تعبت ....سنين و أنا بتعذب...نفسي أقولك بحبك. ..لا بعشقك ...مكنتش قادر
أبتعد قليلاً ثم كوب وجهها ...طالع عيونها التي امتلأت بالدموع بعيون تصرخ عشقاً ثم أكمل : حبيت بنت ناس أعتبرتهم أهلي و ليهم فضل كبير عليا ...مكنتش هقدر أدخل بيتهم و ابص لحرمته
حبيت أخت صاحبي الوحيد و عشان محسش أني خونت ثقته قولتله ...أنا بحب أختك
قالي بس هي رافضه الأرتباط غير بعد ما تخلص جامعة
قولتله عارف و هصبر لحد ما تخلص أنا بس حبيت أقولك عشان تبقي عارف
دبحتيني لما شوفتك معاه ...بس قلبي قالي لا ريم مش كده أوعي تظلمها...قولت لنفسي يابن الكلب دا أنت شايفها بعينك
و قلبي يقولي كدبها و صدقني أنا ...و هو الي طلع صح ...طلعت حببتي قد ثقتنا كلنا فيها ....مش عيب إنك اتخدعتي في شخص..العيب إنك تتمادي معاه و يكون بينكم علاقة لمجرد أنه وعدك بالحب
يااااه يا ريم ...متتصوريش أنا فرحان قد أيه كأنك اعترفتيلي بحبك ...بس أنا راضي و الله راضي با اللي قولتيه و عندي بالدنيا و ما فيها
سألته بصدمة من بين دموعها المنهمرة : كل ده جواك و أنا معرفش ...طب إزاي ...أنا آسفه بجد إن محستش بيك ...ااااا
مال عليها ليلتهم ثغرها بعشق ثم أبتعد سريعاً و قال بوقاحة جديدة عليه جعلتها تكاد تموت خجلاً : و لا تقولي أي حاجة يا حببتي لأن أنا حالياً عايز أقطع شفايفك و كل ما بتتكلمي بتجنن ...أنا مكتفي با الي سمعته منك إنهاردة
ضحك بصخب حينما رأي الصدمة ملأت ملامحها ...أعتدل لينطلق بسيارته مرة أخرى و هو يقول بمزاح وقح : أبو جمال أمك يا شيخة في كل حالاتك قمر ...بتعيطي قمر ...زعلانة قمرين...مصدومة ...عايزه تتاكلي أكل
عندي سرطان ....تلك الكلمات خرجت من فم رؤوف بصعوبة و دموعه المنهمرة تؤكدها
صدمت علا و لم تقوي علي النطق لبضع لحظات ...فقد دلفت له منذ قليل و قالت بهدوء : مالك يا رؤوف بقالك أسبوع شكلك مش طبيعي...و حينما رفض التحدث و أخبرها أنه بخير أكملت : يا رؤوف أنت ملكش غيري أنا و ولادك لا ليك علاقة بأهلك و لا بأخواتك...لو في حاجة معاك قولي
و كان اعترافه بذلك المرض اللعين هو الرد الذي لم تتخيله أبدا
نظرت له بشفقه و قد نسيت في تلك اللحظة كل ما فعله معها و قالت : عرفت إزاي و أنت في أي مرحلة
رد عليها بكسره: عرفت من أسبوع و عملت أشعه و تحاليل
مش عايز حد يعرف سامعة
علا : هو أنا بكلم حد أصلا ...طب الدكتور قالك أيه ادالك علاج و لا كيماوي
رغم أنه بالفعل سيخضع لتلك الجلسات المؤلمة إلا أنه رفض الأعتراف بذلك و لأنه حقير يعتقد أن الجميع مثله
رد عليها بتكبر : أعوذ بالله أنتي عايزة تخلصي مني كيماوي أيه و زفت إيه
نظرت له بغل و قالت : أعوذ بالله منك أنت يا أخي أنت فاكرني هشمت فيك ...أنت مهما كان أبو ولادي و ربنا يعلم إن في نيتي إن أطمن عليك
رؤوف : أنا زي الفل حتي الدكتور طمني و قالي دي بؤرة صغيرة في الطحال و هيديني علاج يحجمها
وقفت من مجلسها و قالت : ربنا يشفيك ...و فقط تركته و غادرت دون إضافه المزيد ...لن يتغير حتي و هو يواجه الموت سيظل حقير
أنتفض الجميع برعب و ترقب بعدما نطق عمر تلك الكلمات ببساطة : هاشم ...أنا عايز أعمل فرحي آخر الشهر مش هستني سنتين كمان
أنتفض هاشم من مجلسه بجنون ...لطمت عشق وجنتيها برعب ...حبيبه وضعت كفيها فوق رأسها و هي تقول بهمس : منك لله يا مجنون قولتلك أصبر ...الدنيا هتولع دلوقت
هاشم بهدوء خطر : أنت أهبل ياااض و لا بتستهبل فرح أيه ده الي كمان شهر
عمر بثبات : فرحي علي عشقي يا هاشم ...كفايه كده ...جوازها مش هيعطلها عن التعليم الي هي فاشله فيه أساساً و بتنجح كل سنة بمقبول
هاشم بجنون : إن شالله تاخد السنة في سنتين أنت مال أهلك ...إحنا أتفقنا لما تخلص و أنت وافقت يبقي متفتحش الموضوع ده نهائي لحد ما البت تتخرج
تدخل إبراهيم و قال بتعقل : ملوش لازمه يا هاشم التأجيل...كده كده هيتجوزو خلينا نفرح بيهم بقي
صرخ هاشم بجنون : أنت عايزة ياخد بنتي مني علي جثتي
هل يصمت ذلك العاشق المتبجح لا و الله
صرخ هو الآخر بفجور : هتعمل الفرح بمزاجك و لا أدخل عليها و أخلص و أبقى أعمله بقي مع سبوع النونو
شهقات مرتفعة من النساء و سباب خرج من مؤمن لأول مرة أما هاشم .....

ماذا سيحدث يا تري
سنري

انتظرووووني

بقلمي/ فريده الحلواني

جنون اولاد الجندي ( الجزء الثاني من السارقه البريئه)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن