𝐬𝐢𝐱

45 4 0
                                    

بَارت جَديد
لاتَنسوا التَعليق بَين الفَقرات...استَمتعوا.
---

ظلَّ جونغكوك يحدِّق في الشخص الذي أمامه، خطواته تقترب منه في صمتٍ قاتل، وعيناه لا تبتعدان عن عسليتاه، وكأنَّه يسحب من خلالها كل أسرار هذا الكائن الذي أمامه. همس بصوتٍ منخفض، لكنه كان أشبه برعدٍ في أعماق الليل، مما جعل الآخر يشعر بشعور غريبٍ يسرى في جسده:

"تاي... أنا هنا، لأخِذكَ. لتكون لي، فلا تظن لحظةً أنني سأخسر في الفوز بك."

تسلَّلت خيوط التوتر إلى جسد الآخر، لكنه حاول بكل قوته أن يُخفي ذلك، فابتسم ابتسامةً ساخرة، وكأنَّه يُنكر هذا التحدي في نفسه، ثم قال:

"صحيح أنك جيد في القمار، أقرُّ بذلك. لكنك لن تحصل عليَّ لمجرد أنك الأفضل فيه."

بقي الآخر صامتًا لوهلة، كما لو كانت الكلمات تختنق في حلقه، فتَأَمَّلَ تفاصيل محبوبه، وعينيه تغوصان في عمق ذلك الكائن الذي يخفيه الظلام. ثم، وبنظرة هادئة، رفع يده وكأنَّه ينوي تعديل ملامح شخصيته، لكن لم يكن شيءٌ أكثر إزعاجًا من أن يراه يبتعد فجأة. فصرخ بتوترٍ يكاد يمزق جدران المكان:

"جُننت؟! إياك أن تلمسني، سأطردك من هنا، وسأجعلك تحلم بالعودة إلى هذا المكان."

غادر المكان وهو يشتعل غضبًا، وكأنَّ النار تأكل قلبه من الداخل، تحت نظراتٍ كان يظن أن لا أحد يلاحظها، ولكن عيناه رفعت نحو يده المعلقة في الهواء، فابتسم، ابتسامةً باردة، ساخرًا.

"كم هو سخيف... رُفِضت."

---

في الزاوية الأخرى، دخل الأشقر مكتبه متأخرًا، يلهث وكأنَّ أنفاسه قد ضاقت من ثقل ما يجري في داخله. استند على الباب في لحظةٍ من الضعف، وضرب قلبه بقبضته عدة مرات، وكأنَّه يحاول إيقاظ نفسه من كابوسٍ عميقٍ. همس بغضبٍ مكبوت:

"توقف عن جعلني أبدو غبيًا دائمًا... لن يدخل أحدٌ إلى تلك الغرف المظلمة ما حييت."

جلس على ركبتيه بألَم، وعيناه ثابتتان على النافذة التي تطل على القمر، حيث كان يحدق به بعمق وكأنَّه يبحث عن إجابةٍ لا تأتي. تنهد بشدةٍ، وأغمض عينيه وكأنَّه يغلق أبواب العالم عن نفسه، ثم همس بنبرةٍ حادة:

"كيم تايهيونغ، تمالك نفسك... لا تنسَ، إنه مجرد بيدق. كلهم بيادق ملعونَة."

---

حلَّ الصباح أخيرًا، ومعه بدأ يومٌ جديد يحمل في طياته مفاجآتٍ لا نهاية لها. دخل جونغكوك الصف، عينيه تتنقلان في المكان بحثًا عن اسِر قَلبه ومحبوبه. ولكن ملامحه كانت صلبة، باردة، وكأنَّه لا يشعر بوجوده في هذا المكان. لم يجده، فجلس على الطاولة في

مالِكـي "TK"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن