في يوم ٥ نوفمبر عام ١٩٨٥ وتحديدًا في مدينة تدعى سلوتر في الولايات المتحدة الأمريكية، ولدت طفلة تدعى ليسي فليتشر. عاشت ليسي حياة طبيعية مع والدها كلاي ووالدتها شيلا في جو عائلي جميل كله حب وحنان. تدرجت في المراحل التعليمية وسط اهتمام والديها حتى وصلت ليسي سن المراهقة، وهنا قرر الأب والأم أن ليسي لن تُكمل دراستها وعوضًا عن ذلك ستكمل دراستها من المنزل؛ والسبب وراء ذلك القرار هو أن ليسي أصيبت بمتلازمة تدعى سبرجر وهي متلازمة تشبه التوحد أنما بأعراض أقل بكثير جدًا. لم تظهر أعراض تلك المتلازمة على ليسي في طفولتها، لكن في مرحلة المراهقة لاحظ كلاي وشيلا ان ليسي بدأت تكتسب تصرفات غريبة قليلاً وهي تصرفات ناتجة عن القلق الاجتماعي، ببساطة ليسي لم تعد قادرة على التعامل مع من حولها بصورة طبيعية في الردود، وفي المواقف وفي أي شيء وهذا كان السبب الذي جعلهم يقررون أن تبقى في المنزل ويمنعوها من الخروج ومخالطة الناس لأنها كانت تتسبب في مصائب في تعاملاتها مع الناس، ولأن مدينة سلوتر كانت مدينة صغيرة جدًا ومعظم سكانها يعرفون بعضهم البعض، بدأ أطفال السكان يقولون أن اهتماماتها تغيرت تمامًا عن اهتماماتهم وبأنها أصبحت متعلقة بالطفولة أكثر، حتى أن تصرفاتها أصبحت طفولية جدًا كأنها توفقت عند سن ١٠ سنوات وليست فتاة بعمر ١٦ مثلهم.
بدأ ظهور ليسي يختفي تدريجيًا حتى تلاشت تمامًا من أنظار الجميع، ولم تعد حتى تخرج من منزلها وهذا حدث في عام ٢٠٠١. ظلت ليسي مختفية عن أنظار الجميع حتى عام ٢٠٠٧، ونستطيع أن نقول بأن الناس قد نسيت تمامًا وجود ليسي والتي كانت تبلغ من العمر وقتها ٢٢ عامًا. وفي يوم من الأيام، رأها أحد الجيران يدعى روبرت من بعيد وقال بأنها كانت تمشي تجاه منزلها لكنه لم يتحدث معها ولم يكن قريبًا منها حتى يستطيع الحديث معها. الجار شاهد ليسي مرةً واحدة وبعدها أختفت مجددًا. بعد ذلك الموقف، أختفت ليسي مدة أطول ولم يعد أحد يلمحها حتى ولو صدفة، ولم يراها أحد حتى تنظر من الشباك خلال سنوات.
وفي عام ٢٠١٢، تذكرها روبرت مجددًا وتذكر أختفائها الغريب والمريب، فشعر بالقلق جدًا ليتجه نحو منزل عائلة فليتشر وقام بطرق الباب. فتح كلاي والد ليسي الباب وحين سأله روبرت عنها أخبره بأنها بخير وصحتها جيدة، ليعود روبرت لمنزله دون أن يسأل عن سبب أختفائها وأعتقد بأنها قد تكون سافرت لتُكمل تعليمها أو عثرت عن عمل جديد أو تزوجت. وأكتفى بما سمعه من الأب وقرر عدم سأله مرةً أخرى لأن رده كان متجهم وصارم وكأنه لا يريد من أحد أن يحادثه في ذلك الموضوع.عادت ليسي للإختفاء مره ثانية من سنة ٢٠١٢ حتى عام ٢٠٢٢، أي حوالي ١٠ سنوات وهذه هى السنة التي قلبت الأمور رأسًا على عقب. في يوم ٣ يناير عام ٢٠٢٢، تلقت الشرطة أتصال من شيلا والدة ليسي بتبلغهم أن ليسي توفيت، لتتحرك الشرطة فورًا لمنزل عائلة فليتشر. وصلت الشرطة سريعًا لمنزلهم، ثم دلفت لداخل المنزل تحديدًا تجاه الغرفة التي ماتت فيها ليسي، لكنهم أنصدموا من شكل الجثة التي كانت أشبه بهيكل عظمي وزنها لا يتعدى الـ ٣٠ كليو. وجسد ليسي كان ملييء بالقرح والتهابات شديدة، والمكان حولها وتحتها كله ملييء بفضلاتها وكانت رائحة المكان سيئة جدًا ولا يوجد أي شكل للنظافة في المكان.
المسئول عن الشرطة أنصدم وسأل والديها كيف كانوا يعيشون معها بهذا الشكل وكيف وصل بها الحال لذلك المنظر حتى ماتت! وكان ردهم بأن ليسي كانت مريضة وعندها أكثر من متلازمة مرضية، وظهر عليها متلازمة الانغلاق وهى حالة نفسية تجعل المصاب بها ينعزل عن الجميع ويرفض الحركة والكلام تمامًا وكأنه مصاب بشلل ويرفض الحياة بشكل طبيعي.
استغرب المسؤول أكثر وأخبرهم كيف لم يعرضوها على الأطباء، ليخبره الأبوان بأنهم بالفعل كانوا يتابعون مع طبيب حتى عام ٢٠٠٢ بعدها رفضت ليسي الذهاب للطبيب مرةً أخرى، ثم توقفت عن التحرك وأنغلقت عن الجميع حتى أنها لم تدع عائلتها تدخل لغرفتها إلا نادرًا.المسؤول أو المحقق تواصل مع الطبيب الذي أشرف على حالة ليسي ليخبره بأنه أخر مرة رأى فيها ليسي كانت عام ٢٠٠٢ ثم أنقطعت أخبارها حتى عام ٢٠١٠ حينما زاره والد ووالدة ليسي ليسألوه عن كيفية التعامل مع ليسي ومن بعدها أنقطعت أخبار ليسي ولم يرها مجددًا.
بعد الفحص المبدئي للجثة، تم إثبات أن ليسي مكثت في المكان التي توفيت فيه لأكثر من ١٢ عام دون أن تتحرك. ظلت ليسي جالسة على الأريكة حتى أصابها الجفاف وكثرت الأمراض بسبب سوء التغذية وعدم
النظافة ثم ماتت. تم القبض فورًا على كلاي وشيلا واحتجازهم، وحين حققت معهم الشرطة قالوا أنهم كانوا ذاهبين لرحلة تخييم لمدة ثلاث أيام، ثم عادوا للمنزل ليجدوا ليسي ميتة؛ وبالتأكيد لأنهم رحلوا وتركوها بمفردها وهى لا تستطيع التحرك توفيت أثر عدم وجود أي طعام أو شراب لها، وكأنهم كانوا مخططين أن تكون تلك نهايتها.
ومن خلال التحقيقات، تم توجيه الإتهام لوالد ووالدة ليسي بالقتل وتم الحكم عليهم بالسجن المؤبد، لكن ولإن الأم كان لديها منصب مهم في مجلس المدينة؛ فقررت استخدام السلطة والنفوذ لعمل إستئناف. تم قبول الإستئناف وإعيدت محاكمتهم ليخرجوا بكفالة قيمتها ٦٠٠ ألف دولار. وبالفعل قاموا بدفع الفلوس بمنتهى السهولة واليسر، لكن لم تنتهي القصة هنا لأن كلاي وشيلا لم يعودوا لمنزلهم بل أخذوا منزل أخر لأن القضية مازالت مستمرة ومن الممكن أن يتم الحكم عليهم من جديد، ولأن القانون هناك يسمح أنه حتى لو خرج المتهم بكفالة، فمن الممكن أن يُعاد النظر للقضية والحكم فيها مرةً أخرى ويعود للسجن.وبالنسبة للمنزل القديم، فقد أغلقته الشرطة لكن تداوالت روايات غربية بين الجيران عن أنهم يسمعون دومًا صوت القتيلة المسكينة. يقالون بأنهم يسمعونها تبكي، وأحيانًا يسمعون صوت طفلة تغني، وهناك من قال بأنه رأها تتحرك في المنزل بصورتها الطفولية القديمة، والبعض قال بأنهم يسمعون صوت أنين مكتوم. هناك من قال بأنه سمع صوت فتاة تبكي قائلة بأنهم تركوها دون أكل أو شراب، وهناك من سمع صوت فتاة تطلب النجدة وكلها أصوات لنفس الفتاة في مراحلها العمرية المختلفة.
بعض الجيران قالوا أنهم رأوا خيال خلف نافذة الغرفة -التي كانت في جثة ليسي- لطفلة تقف خلف الزجاج، وأحيانًا يروها في سن المراهقة وأحيانًا يروها وهى شابة، وأحيانًا أخرى يروا أمرأة عجوز؛ ولكن في النهاية قد أجتمع الجميع على رأي واحد وهو أنهم جميعًا قد رأوا ليسي. لقد أُغلق المنزل، لكن ليسي لازالت بداخله. لم تكن تهيؤات أو هواجس، ولكنها كانت أرواح عالقة.-إنتهى.

أنت تقرأ
Curiosity || فـضـول
Paranormal"لم أكن يومًا شخصًا فضوليًا تجاه حياة من حولي، لطالما كان ينتابني الفضول بشأن كل ما هو غير مألوف مثل القضايا، الأساطير، النظريات وكل ما هو قديم ومُبهم.. أحب دومًا إشباع فضولي بالمعرفة، وخاصةً التي تُثير فضول الإنسان، أنجذب دومًا لكل ما هو غريب ويضع...