Curiosity || فـضـول

"إليزابيث داونز"

بدت إليزابيث دایان داونز لسنوات تمتلك حياة رائعة. كانت متزوجة من حبيب مراهقتها في المدرسة الثانوية، كانت تعمل بدوام جزئي في متجر محلي، وكان لديها ثلاثة أطفال، كريستي آن وشيريل لين وستيفن دانيال؛ لكن تلك الصورة الساحرة تحطمت في أوائل الثمانينات.

في عام ١٩٨٠، طلقها زوجها ستيفن داونز بعد أن أصبح مقتنعًا بأن الصبي الصغير داني ليس ابنه. حاولت داونز أن تكون أم بديلة ولكنها فشلت عندما أظهرت الاختبارات النفسية علامات على الذهان، لكنها وجدت قسطًا قصيرًا من الارتياح في حبيب جديد حتى تركها بسبب أطفالها؛ لذا قررت داونز قتلهم حتى تستطيع أن تكون معه.

في ١٩ مايو ١٩٨٣، قامت إليزابيث بالتوقف على جانب طريق ريفي في سبرينغفيلد أوريغون، وأطلقت النار عليهم عدة مرات باستخدام مسدس ثم أطلقت رصاصة في ذراعها قبل أن تقود إلى المستشفى لتدعي أن غريبًا ذو شعر كثيف هاجم عائلتها خلال حادث سرقة سيارة مرعب. ومع وفاة شيريل البالغة من العمر سبع سنوات وشلل داني في الأسفل من الخصر في سن الثالثة، وإصابة كريستي البالغة من العمر ثمانية أعوام بجلطة دماغية أثرت على كلامها، صدقت السلطات في البداية قصة داونز؛ لكن الأموى تغيرت حينما تعافت كريستي وقالت لهم من قام بإطلاق النار عليها حقًا.

حياة إليزابيث داونز:

ولدت إليزابيث ديان داونز في ٧ أغسطس ١٩٥٥ في فينيكس أريزونا، وبدا أنها حظت بطفولة عادية؛ لكن خلف الأبواب المغلقة، تعرضت للتحرش من قبل والدها ويسليندن منذ سن الـ ١٢، بينما كان يصور نفسه ووالدتها ويلادين كمحافظين محترمين.
كطالبة جديدة في مدرسة مون فالي هاي، كانت داونز ترتدي ملابس تشبه امرأة ناضجة من فترة الستينات وتواعد شبابًا أكبر سنًا. كان أحدهم ستيفن داونز، الذي أصبحت لا تفارقه أثناء تجوالهما في شوارع فينيكس بحثًا عن المرح.
تخرج الاثنان معًا لكنهما انفصلا بشكل مؤقت، حيث التحقت ديان داونز بكلية المحيط الهادئ للكتاب المقدس في أورانج بولاية كاليفورنيا، وانضم ستيف إلى البحرية الأمريكية لكن في النهاية، تم طردها بعد عام لسلوكها الفاضح. اجتمع الاثنان مرة أخرى في أريزونا وتزوجا في ١٣ نوفمبر ١٩٧٣.
ومن البداية الأولى، بدأت العلاقة بينهما تتدهور بشكل خاص. كان الزوجان يتشاجران بانتظام حول قضايا مالية ويتصارعان بسبب اتهامات الخيانة. ووسط هذه البيئة، ولدت كريستي وشيريل لين وستيفن دانيال (داني) في ١٩٧٤ و١٩٧٦ و١٩٧٩ على التوالي.
بحلول ولادة داني، أصبحت المشاجرات بشأن الخيانة جدلاً حادًا لدرجة أن ستيف أصبح مقتنعًا أن داني ليس ابنه البيولوجي على الإطلاق وإنما نتاج خيانة. وبسبب عدم قدرتهم على التوصل إلى تسوية، فقد انفصل الزوجان في عام ١٩٨٠. حاولت المطلقة البالغة من العمر ٢٥ عامًا بكل جهدها أن تصبح أمًا بديلة لتحصل على المال، لكنها فشلت مرتين في الفحوصات النفسية.

الحادث الذي أدى إلى إطلاق النار:

أصبحت إليزابيث غير مبالية تجاه أطفالها، وغالبًا ما كانت تتركهم مع والديها أو زوجها السابق دون أي إشعار مسبق، ولطالما كانت تظهر عدم أهتمامها لهم وأكثر اهتمامها كان منصب تجاه الرجال الآخرين.
كان زوجها السابق يشاهد الأطفال في حالة سيئة ويبدو أنهم يعانون من سوء تغذية. كانت تترك بشكل منتظم كريستي في تولي مسؤولية رعاية شقيقيها وهي لم تتجاوز سن الست سنوات. ومع ذلك، في عام ١٩٨١، قابلت روبرت "نيك" نيكير بوكر وبدأت علاقة غرامية تعيدها إلى الحياة.
بالنسبة لـ نيكير بوكر، الذي كان متزوجّا، كان أطفال داونز مثل العديد من الالتزامات التي لا يرغب فيها. أخبر داونز أنه ليس لديه اهتمام بأن يكون أبًا وانتهت العلاقة. وفي غضون عامين، ستحاول قتل أطفالها على أمل استعادة حبه.

في أبريل ١٩٨٣، انتقلت دايان داونز إلى سبرينغفيلد أوريغون، وحصلت على وظيفة في البريد، ثم في ١٩ مايو ١٩٨٣، قادت أطفالها عبر طريق أولد موهوك خارج المدينة، وتوقفت على جانب الطريق وأطلقت النار على كل واحد من أطفالها باستخدام مسدس. بعد إطلاق النار على نفسها في الذراع اليسرى قادت دایان داونز ببطء شديد إلى المستشفى. قال أحد السائقين للشرطة أنها لم تكن تسير بأكثر من خمسة أميال في الساعة.
استلم الدكتور ستيفن ويلهايت رسالة عاجلة بعد أن وصل إلى منزله عاد بسرعة للاستجابة للحالة الطارئة وتذكر أنه اعتقد أن كريستي قد توفت. أنقذ حياتها وأبلغ داونز بنتائج مشبوهة.

وقال الطبيب بأنها لم تذرف لا دمعة واحدة، وأكتفت فقط بالسؤال عن حالتها، لم تكن لديها أي رد فعل عاطفي. قالت له أشياء مثل: «يا للأسف، هذا حقًا أفسد عطلتي.» وقالت أيضًا: «حقًا أفسد ذلك سيارتي الجديدة، هناك دماء في الخلف.»
عرفت الطبيب في غضون ٣٠ دقيقة من الحديث مع تلك المرأة أنها مذنبة. وأثناء التحقيقات، كذبت داونز وقالت أنها لا تمتلك مسدسًا، ولكن أمر التفتيش كشف العكس، وعثرت الشرطة أيضًا على يومياتها التي كانت مليئة بالإشارات إلى نيكير بوكر وتردده بشأن العلاقة. وشهادة الشاهد الذي رأها تقود ببطء بعد إطلاق النار زادت الشكوك. تم اعتقالها في ٢٨ فبراير ١٩٨٤.
وعندما استعادت كريستي قدرتها على الكلام كانت الحقائق واضحة. عندما سئلت من قام بإطلاق النار عليها، أجابت الفتاة ببساطة: «أمي.»
في النهاية وضحت الحقيقة بأعترافات أبنتها كريستي، حاولت إليزابيث دايان داونز قتل أطفالها وقادت ببطء إلى المستشفى على أمل أن ينزفوا حتى الموت، لتنعم في النهاية بالحياة التي تريدها مع حبيبها. وفي عام ١٩٨٤، تمت إدانة إليزابيث داونز وحكم عليها بالسجن مدى الحياة دون أي أفراج مشروط.

-إنتهى.